أنباء عن موت العشرات جوعا في الموصل تحت حكم “داعش”
الجمعة 23 رمضان 1436//10 يوليو/تمور 2015 وكالة معراج للأنباء الإسلامية”مينا”.
العراق
أكد مسؤول كردي عراقي وفاة عشرات الأشخاص جوعاً بين سكان مدينة الموصل، كبرى مدن شمال العراق الخاضعة لتنظيم الدولة الإسلامية، “داعش”، مشيراً إلى أن نحو ثلاثة أرباع سكان المدينة باتوا في فقر شديد، ولا يجدون كفايتهم من الطعام والعلاج الطبي.
وأوضح مسؤول الإعلام في “الحزب الديمقراطي الكردستاني” في الموصل، سعيد مموزيني، لـ”العربي الجديد”، أنّ “وضع سكان الموصل في ظل حكم تنظيم (داعش) صعب للغاية، والناس يعانون كثيراً بسبب تدهور الأمن والإجراءات التعسفية، والملاحقة ونقص الغذاء والدواء”.
كما أشار إلى أنّ “الوفيات تحدث على شكل مجموعات من الناس، ربما كانوا أفراداً في أُسر محددة، إذ سجلت وفاة خمسة أشخاص دفعة واحدة، وفي حالة أخرى توفي 18 شخصاً”، مبيناً أنّ متابعة أوضاع السكان في الموصل كشفت لهم “حصول 162 حالة وفاة بسبب الجوع ونقص التغذية خلال عام واحد، وبات الفقر والجوع منتشراً في المدينة، ونعتقد أن الفقر وصل إلى نحو 75 بالمائة من سكان الموصل، وأن كثيراً من الناس ليست لديهم القدرة على شراء حتى الغذاء”.
وبحسب مموزيني فـ “إنّ المسلحين قتلوا خلال سنة من سيطرتهم على مدينة الموصل، أكثر من 9700 من السكان، بينهم مَن ينتمون لتنظيم داعش نفسه”.
وعن الوضع النفسي لسكان الموصل، لفت مموزيني إلى أن “حالة من الرعب تسود المدينة، حيث يجري اعتقال وتعذيب وقتل الناس بمجرد وصول معلومة أو وشاية بأنّ أحدهم لا يؤيد تنظيم الدولة الإسلامية”، مضيفاً أنه “خلال شهر رمضان وصل بهم الأمر إلى تعقب غير الصائمين، وتمّ اعتقال الكثيرين بحجة عدم الصيام، وجرى التنكيل بهم أمام الناس في الساحات العامة وربطوا إلى الأعمدة ثم جرى تعذيبهم”.
إلى ذلك، أشار إلى أنّ “عسكرة المجتمع في الموصل، لم ينجُ منها حتى الأطفال، إذ إنّ أكثر من 1400 من الأطفال والصبية تم تجنيدهم من قبل (داعش)، ويجري تدربيهم في معسكرات خاصة في الموصل، ليصبحوا مقاتلين في صفوف التنظيم”.
وذكر مموزيني أن تنظيم “داعش” قام بتغييرات كبيرة في المجتمع الموصلي، وغيّر عادات السكان أثناء شهر رمضان، ومنها منع ارتياد المساجد سوى أوقات الصلوات الخمس ومنع السكان من أداء الصلوات مثل صلاة التراويح، ويجري ملاحقة المخالفين والتنكيل بهم.
ويفرض تنظيم داعش إجراءات مشددة على خروج السكان من مدينة الموصل، وتجبر المغادرين على تسمية كفيل يضمن عودتهم ورهن عقار لدى التنظيم. لكن كثيراً من الأسر، خصوصاً من لديها إمكانيات مادية، تغادر المدينة سراً.
وإزاء الأوضاع الصعبة لسكان مدينة الموصل، استبعد مموزيني أن يتم تحرير المدينة من قبل القوات العراقية في وقت قريب، موضحاً أن قوات البيشمركة هي الأقرب للموصل وتطوق المدينة من ثلاث جهات، حيث تقف القوات الكردية في بعض المواقع على بعد 10 كيلومترات من الموصل، وفي مواقع أخرى تبعد عنها مسافة 30 كيلومتراً، وتصل المسافة التي تفصل البيشمركة عن الموصل إلى 50 كيلومتراً.
وأضاف أن بإمكان “البشمركة” قصف مركز مدينة الموصل بالمدفعية حيث يصل مدى أسلحتها، لكنها لا تقوم بذلك تجنباً لوقوع خسائر بين السكان المدنيين، بحسبما ورد في مفكرة الإسلام.
وكالة معراج للأنباء الإسلامية”مينا”.