أنتِ ورمضان

الجمعة 2 رمضان 1436//19 يونيو/حزيران 2015 وكالة معراج للأنباء الإسلامية”مينا”.
هاجر عبدالعزيز الراجحي
أسأل الله أنْ يبلغنا إيَّاه على صحة وعافية وقوة لعبادته، نعلم أنَّ شهر رمضان مُختلف كثيرًا عن بقية الشُّهور، فيه تتضاعف الحسنات والأعمال، وتُفتَّح أبواب الجنان، وتُغلَّق أبواب النيران، وتصفَّد الشياطين، وفيه ليلة خير من ألف شهر، من قامها فأي فضل هذا من الله!

لكنني أتعجب من بعض الفتيات وبعض الناس الذين يفرطون في حقِّه، ويتهاونون في عبادته والقيام فيه، بل إنَّ بعضهم يتعمَّدون المعصية فيه – والعياذ بالله.

قالت لي مرة إحدى الأخوات: أنا بحمد الله إذا صار رمضان، أمسكت جوَّالي، وأخرجت ذاكرته (المِمُري)، ووضعت ذاكرة رمضان، وما ذاكرة رمضان؟ قالت: والله إنَّ كلَّها أدعية وقرآن ومواعظ، سألتها: وذاكرتك العادية ما بها؟ أمَّا ذاكرتي العاديَّة، فكلها أغاني وصور وموسيقى، أمر عجيب حقًّا! ثم ماذا؟ أوَّل ما يعلنون العيد أبدل وأرجع ذاكرتي التي اشتقت إليها، وأرفع ذاكرة رمضان، وهذا شأن عائلتي كلها.

اقرأ أيضا  خطاب الأم لابنتها المراهقة .. كيف يكون ؟

سبحان الله! أليس ربُّ رمضان هو ربنا باقِيَ الشهور؟! لِمَ لا تكونُ كلُّ الشهور رمضان؟! لِمَ لا يكونُ رمضان شَهْرَ المحاسبة والتغيير؟! لِمَ لا يكون شهر رمضان بداية التوبة والإنابة والانطلاق من جديد، وقد هذِّبت النَّفس، وتعودت على الطاعة وتَرْكِ المعصية، والصَّبْرِ على ذلك؟!

أمَّا الثانية: فتقول: أنا لا أشاهد إلا مسلسلاً واحدًا في رمضان، فأنا لا أريد الإثم.

عجبًا لكِ!

لماذا هذا التفريط في حقِّ رمضان، واتِّخاذه شهر المسلسلات واللهو؟! ألا تعلمين أن الذنب في رمضان ليس كالذنب في أيِّ وقت آخر، فقد حرم الله في نهاره كثيرًا من المباحات، كالأكل والشرب، فما بالنا نصوم عن الحلال طائعين، ونفطر على الحرام عاصين؟!؛ قال تعالى: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [البقرة: 185]؛ قال – صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((إنَّ الله فرض صيام شهر رمضان، وسننت لكم قيامه، فمن صام وقام إيمانًا واحتسابًا، خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمُّه))، فلْنجعل رمضان شهر التوبة والتغيير.
-الألوكة-

اقرأ أيضا  دور المرأة المسلمة في الهجرة الشريفة
Comments: 0

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.