أنفاق غزة تثير جدلاً سياسياً وعسكرياً في إسرائيل

noonpost.net
noonpost.net

الخميس 17 جمادى الأولى 1437//25 فبراير/شباط 2016 وكالة معراج للأنباء الإسلامية”مينا”.
غزة
لا يكاد الحديث الإسرائيلي عن الأنفاق التي تحفرها حركة حماس، في قطاع غزة، يتوقف، منذ إعلان وقف إطلاق النار في شهر أغسطس/آب 2014.
غير أن وتيرة التهديد المرتبطة بهذه الأنفاق، ازدادت نهاية شهر يناير/كانون الثاني الماضي، عقب إعلان كتائب عز الدين القسام، الجناح المسلح لحركة حماس، مقتل سبعة من عناصرها أثناء عملهم بترميم نفق قديم، بالقرب من حدود غزة مع إسرائيل.
وبحسب مراقبين فإن الأنفاق باتت تشكل “صراعا، وخلافا”، في الأوساط الإسرائيلية العسكرية والسياسية، إزاء كيفية التعامل معها.
وقال رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو الليلة الماضية، خلال اجتماعه برؤساء مستوطنات غلاف القطاع لمناقشة قضية الأنفاق، أنه “طرأ تقدم ملموس في إيجاد حل لتهديد الأنفاق في غزة”.
وأشار -وفق ما نقلت عنه الإذاعة الإسرائيلية العامة-إلى أنه “لا توجد أية مشكلة تتعلق بالميزانية، لإقامة عائق بري على امتداد الحدود مع غزة”.
ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية نهاية الشهر الماضي عن إسرائيليين، في بلدات تقع في غلاف قطاع غزة، شكواهم من أصوات حفر أثناء الليل ربطوها مع تقديرات باستئناف “حماس” حفر الأنفاق بين قطاع غزة وإسرائيل.
وسعى الجيش الإسرائيلي جاهداً، لإقناع الإسرائيليين في المنطقة، أن أعمال البحث لم تكشف أية أدلة على وجود ولو نفق واحد، أسفل السياج الحدودي، المقام على حدود غزة.
غير أن الجيش، لم يستبعد نهائياً وجود هكذا أنفاق، سيما بعد تصريحات لقادة في حركة حماس، أكدوا خلالها أن حفر الأنفاق يعتبر نوعاً من معركة “الإعداد والتجهيز” احتمالاً لأية مواجهة عسكرية قادمة مع إسرائيل.
وكان المتحدث باسم كتائب القسام “أبو عبيدة” قال في تصريحات مؤخراً، إن عناصر القسام تواصل بناء الأنفاق، ومرحلة ما وصفها بـ”التجهيز” و”الدفاع”.
وقال خليل الحية، القيادي في حركة حماس، في تصريحات صحفية في 31 يناير/كانون الثاني، إن النفق الذي قتل فيه، سبعة من عناصر القسام أُستخدم لأسر جندي إسرائيلي، خلال الحرب الأخيرة.
ويقول أنطوان شلحت، الخبير في الشأن الإسرائيلي، إن الحديث عن “أنفاق حماس”، يتصدر المشهد الإسرائيلي هذه الأيام، ويحتل العناوين الرئيسة في وسائل الإعلام العبرية المختلفة.
ويضيف شلحت في حديثه لـ”الأناضول” “هناك تخوف إسرائيلي واضح من الأنفاق، وإمكانية تمددها من قطاع غزة لما وراء الحدود مع إسرائيل، ومن المؤكد أن حماس تعتبر الأنفاق السلاح الأول والأهم في أي مواجهة عسكرية محتملة”.
واستخدمت كتائب القسام، الأنفاق في الحرب الإسرائيلية الأخيرة (صيف 2014)، لشن هجمات على أهداف إسرائيلية وقالت إنها استخدمتها لتنفيذ “عمليات نوعية” خلف خطوط العدو، وكبدته خسائر فادحة.
ويؤكد شلحت أن “الأنفاق”، تعمّق في الوقت الحالي الأزمة العسكرية الإسرائيلية.
وأضاف:” الأنفاق تتحول إلى مشكلة أمام الجيش الإسرائيلي، فهناك من يطالب بضربة استباقية، وشن حرب على غزة، وفريق يرى أن الأمر ليس سهلاً، حتى على صعيد المستوى السياسي، هناك أزمة”.
ولم يستبعد ضباط كبار بالجيش الإسرائيلي، خيار مهاجمة الأنفاق داخل قطاع غزة كخطوة استباقية.
ونقل موقع “والا” العبري عن ضباط بالقيادة الجنوبية في الجيش، قولهم إن “الوضع على حدود القطاع في الآونة الأخيرة هو الأكثر توتراً منذ انتهاء الحرب، ولكن وبخلاف الأيام التي سبقت الحرب الأخيرة فمن الممكن مبادرة الجيش لمكافحة الأنفاق داخل القطاع حال تلقى الأوامر من المستوى السياسي”.
ونُقل عن ضابط كبير قوله:” على الوحدات المختلفة الاستعداد لإمكانية فقدان المستوى السياسي صبره، أو أن تهديد الأنفاق لن يسمح بالمزيد من الصبر، وأن تصدر الأوامر بمعالجة الأنفاق داخل المناطق الفلسطينية”.
وفي الأيام القليلة الماضية، بدأ الجيش الإسرائيلي وبشكل شبه يومي، بالقيام بأعمال تجريف، وحفر، على طول الشريط الحدودي الفاصل مع قطاع غزة وإسرائيل، بحثاً عن “الأنفاق”.
وبدأ قياديون إسرائيليون في المعارضة بمن فيهم زعيم المعارضة ورئيس حزب “المعسكر الصهيوني” يتسحاق هرتسوغ، وزعيم حزب “إسرائيل بيتنا” وزير الخارجية السابق افيغدور ليبرمان، ووزير التعليم وزعيم حزب “البيت اليهودي” نفتالي بنيت، بانتقاد الحكومة الإسرائيلية في التعامل مع الأنفاق.
ونقلت الإذاعة الإسرائيلية العامة (رسمية) عن هرتسوغ قوله في اجتماع مع رؤساء مجالس محلية في محيط غزة “ماذا ينتظران؟ أن يخرج مخربون مسلحون داخل كيبوتس أو مستوطنة؟ على القيادة السياسية تقديم رد علني وواضح للسكان، والتوقف عن التردد، عليهم أمر الجيش بتفجير الأنفاق والقضاء على هذا التهديد، خاصة إذا كانت هناك أنفاق قد وصلت إلى داخل إسرائيل”.
وسارع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى تهديد حركة “حماس” فقال في 31 يناير/كانون الثاني خلال مؤتمر لسفراء إسرائيل في العالم عقد في مقر وزارة الخارجية الإسرائيلية في القدس، بحسب تصريح مكتوب أرسل مكتبه نسخة منه لـ”الأناضول” إننا نعمل بشكل ممنهج وبرباطة جأش ضد جميع التهديدات بما فيها التهديد الذي تمثله حماس ونستخدم الوسائل الدفاعية والهجومية على حد سواء”.
وتابع نتنياهو:” بطبيعة الحال إذا تم الاعتداء علينا عبر الأنفاق التي تمتد من قطاع غزة سنرد بقوة كبيرة جداً ضد حماس، وبقوة أكبر بكثير مما تم استخدامها في عملية الجرف الصامد (الاسم الذي أطلقته إسرائيل على الحرب الأخيرة)”.
ونقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن قائد الجيش الإسرائيلي لمنطقة غزة ايتي فاينروب قوله:” نحن نعرف الخطر اليوم، ونستثمر الجهود الكبيرة ولا نوفر في الموارد من أجل محاولة كشف الأنفاق، من الواضح لنا أن حماس تواصل الحفر، هذه هي فرضية العمل لدينا، لا يوجد حل شامل لكشف الأنفاق، ولكننا نعمل بلا توقف ونقوم بتمشيط المنطقة”.
ونقلت الإذاعة الإسرائيلية العامة عن مقربين من بنيت، قوله إنه طلب من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع موشيه يعالون، في اجتماعات أخيرة للمجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون الأمنية والسياسية (الكابينت)، مهاجمة الأنفاق إلا أنهما لم يستجيبا لطلبه.
ويقول اللواء المتقاعد، والخبير العسكري الفلسطيني، واصف عريقات، بأن إسرائيل باتت أمام “مشكلة” يصعب عليها التعامل معها.
ويضيف عريقات للأناضول:” هناك جدال وأزمة خلقتها الأنفاق، وأمام سعي القسام لتطوير قدراتها العسكرية، قد تبادر إسرائيل إلى ضربة استباقية، وقد تستخدم وسائل تكنولوجية لكشفها، ما هو أكيد أن جدالاً واسعاً أحدثته هذه الأنفاق في الأوساط السياسية والعسكرية الإسرائيلية”.
وبدوره قال عاموس غلعاد، رئيس الهيئة السياسية والأمنية في وزارة الدفاع الإسرائيلية، للإذاعة الإسرائيلية العامة (رسمية)، مؤخراً “ستوظف الولايات المتحدة 500 مليون شيكل (125 مليون دولار) لمساعدة إسرائيل في التصدي لتهديد الانفاق”.
واعتبر غلعاد إن “شن حرب وقائية ضد الأنفاق ليس حلاً عملياً”، غير أنه أضاف “في حال ارتكاب أي اعتداء ضد إسرائيل من خلال الأنفاق على الحدود مع قطاع غزة فإن الجيش سيشن رداً عملياً سيكلف الفلسطينيين ثمناً باهظاً جداً”.
وبحسب تقرير نشرته “يديعوت أحرونوت”، مطلع الشهر الجاري، فإن نحو 1000 شخص يعملون في حفر الأنفاق، وأنه يتم حفر 50 متراً أسبوعيا، وعلى عمق 25 متراً.
وادعى التقرير أنه يجري العمل يومياً على حفر أنفاق باتجاه إسرائيل، وأنه لا يوجد معلومات مؤكدة لدى الجيش الإسرائيلي تشير إلى تجاوز أحد الأنفاق للحدود، وأن الصورة الاستخبارية ليست جيدة بما يكفي.
وقد تنسف “الأنفاق” الهدوء الميداني في قطاع غزة، بحسب ما يرى هاني حبيب الكاتب السياسي في صحيفة الأيام الفلسطينية الصادرة من الضفة الغربية.
ويقول حبيب لوكالة الأناضول:” لا يبدو أن إسرائيل ستسمح لحركة حماس، بأن تطور من قدراتها العسكرية خاصة فيما يتعلق بالأنفاق.”
وتابع:” سياسياً قد ترفض إسرائيل شن أي حرب، أو ضربة تجاه غزة، لكن ربما يحاول قادة عسكريون، الضغط فيما يتعلق بضربة استباقية، واعتبار الأنفاق خطر حقيقي لا بد من مواجهته”.
وفي 26 أغسطس/آب من صيف عام 2014، توصلت إسرائيل وحماس، برعاية مصرية، إلى هدنة بعد حرب امتدت 51 يوماً، وتضمنت بنود الهدنة رفع الحصار عن غزة، بحسب الأناضول.
وكالة معراج للأنباء الإسلامية”مينا”.

اقرأ أيضا  لبنان..مئات اللاجئين الفلسطينيين يتظاهرون أمام "أونروا" احتجاجا على تقليص خدماتها الصحية