أين نجد السعادة؟
الخميس17 شعبان1436//4 يونيو/حزيران 2015 وكالة معراج للأنباء الإسلامية”مينا”.
د. وفاء بنت ناصر العجمي
أبى الله -سبحانه وتعالى- أن تتم السعادة في الدنيا، فلا تجد في الدنيا سعادة، إلا وفيها مُنغصات أليس كذلك؟ فلا يوجد لذة مُتكاملة فيها!
فإذا أكلت أكلة لذيذة، فإنك ستعاني بعدها من المغص والتعب، وبهذا تفقد شهوة تلك الأكلة فلا تجد سعادة كاملة.
فسحة جميلة، سيكون معها تعب وإرهاق وبعدها نوم طويل وكسل في الجسم، فلا تجد أي سعادة في الدنيا منذ البداية وحتى النهاية من دون مُنغصات، إن من رحمة الله –تعالى- أن جعل سعادة الدنيا مشوبة بالمنغصات، لأنه لو كانت الدنيا كلها سعادة لكان تركها شيئًا مُستحيلًا.
فأريد أن أقول لمن يبحث عن السعادة: لا تظن أن بإمكانك الحصول على سعادة كاملة في الدنيا .. أعرف أنك تعرف هذا، لكن ما أتمناه أن تستقر تلك الحقيقة داخل نفسك حتى تفهم معي الحقيقة التي بعدها، لا سعادة حقيقية في الدنيا، ولا شيء في الدنيا يستمر، فلقد كتب الله أن كل ما يعلو في هذه الدنيا فسيهبط ثانية، فكلما ارتفعت لذة تنزل، يقول الحق تعالى:(الله الذي خلقكم من ضعف ثم جعل من بعد ضعف قوة ثم جعل من بعد قوة ضعفًا وشيبة).
كان لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- ناقة تسمى العضباء، وكانت لا تُسبق، فجاء أعرابي بسيط بناقة له فسبق ناقة النبي -صلى الله عليه وسلم- فشق ذلك على الصحابة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ( حق على الله أن لا يرتفع من الدنيا إلا وضعه).
ولا يفهم من كلامي هذا أني أُريد أن أزهد الناس في الدنيا، وأنه لا يوجد فيها شيئًا من نفع أو فائدة؛ لكن أُريدكم- أيها القراء الكرام- أن تعلموا أن هذه هي الحقيقة، حقيقة الدنيا، فالمال ينقلب إلى تعب، ومشاكل داخل العائلة الواحدة، وبين الأشقاء، إلى آخر هذه الأمور، فأين نجد السعادة؟
لا سعادة إلا في الجنة، السعادة المتكاملة، اللذة الحقيقية، الفرحة الكاملة، ليست موجودة في الدنيا، إنها موجودة في الجنة، فإن كنت تبحث عن السعادة، فابحث عنها في الجنة، فالواقع أن كثيرًا من الشباب لم يحلموا أبدًا في الجنة لماذا؟ لأنه يرى الدنيا بين يديه، خبزها وعجنها! وعرف كيف يحصل عليها؟، عرف كيف يحبها؟، كيف يعمل ويحصل المال ؟، تعلم في الدنيا فأصبح مُنشغلًا بها، لكنه لم يحلم طوال عمره بالجنة، فالكثير من الناس رجالً أو نساءً يمضي ساعات طويلة من النهار والليل، وهو يُفكر كيف سيكون قصره بعد عشر سنوات؟، ويحلم كيف ستكون زوجته؟، ويحلم بأولاد, لكن من يحلم بالجنة؟ من يتخيل، ويقول : أنا أتمنى في الجنة كذا وكذا !
-البشرى-