إرهاب يهودي؟!

صورة الطفل الفلسطيني قبل إحراقه من قبل اليهود - onznews.com -
صورة الطفل الفلسطيني قبل إحراقه من قبل اليهود – onznews.com –

أ.د. يوسف رزقة

الأحد، 17 شوال 1436 هـ الموافق 2 أب/أغسطس 2015 وكالة معراج للأنباء الإسلامية “مينا”

لا تفتأ وسائل الإعلام الإسرائيلية حين تتناول أعمال الجماعات الإسلامية (حماس والجهاد) من إلصاق تهمة الإرهاب بالإسلام وبالجماعات الإسلامية، بينما يتردد الإعلام العربي والإسلامي في إلصاق تهمة الإرهاب باليهودية، أو بالجماعات اليهودية!, حتى حين يقوم اليهود بقتل الفلسطينيين المدنيين وإحراق أطفالهم وبيوتهم عليهم وهم أحياء. وهذه قضية في نظري تحتاج إلى مراجعة في تحرير المصطلح، لا سيما بعد توالي عمليات قتل اليهود للمواطنين الفلسطينيين حرقًا.

أعلم أن استراتيجية العرب والفلسطينيين والمسلمين لا تقوم على عداء الدين اليهودي، ولا على عداء اليهود كيهود، وإنما تقوم على عداء الصهيونية كحركة يهودية قومية عدوانية، لأنها احتلت فلسطين واعتدت على البلاد العربية، ومن ثمة يستخدم الإعلام الفلسطيني والعربي (الصهيونية، بديلًا عن اليهودية) لبيان طبيعة العداء والصراع، ولكنا إذا أوغلنا في المتابعة قليلًا وجدنا الإعلام الفلسطيني والعربي يجري هذه التفرقة بغير مبررات قوية، ثم تمادى في التعمية على الحقيقة باستخدامه المستوطنين بدلًا من اليهود!.

اقرأ أيضا  البحرية الإسرائيلية تعتقل صياديَن فلسطينيين اثنين قبالة سواحل غزة

الصهيوني يهودي، والإسرائيلي يهودي، والمستوطن في (إسرائيل) يهودي، وغلاة المستوطنين هم غلاة المتدينين اليهود. والفكرة الدينية اليهودية هي التي جمعتهم في فلسطين المحتلة، ونتنياهو وحزبه وبقية الأحزاب الصهيونية تطالب بيهودية الدولة، وهذا كافٍ لنا لتحرير المصطلح ووضع النقاط على الحروف.

ما الخيط الفاصل بين المستوطن واليهودي في فلسطين المحتلة؟!, إعلامنا الفلسطيني والعربي يفضل أن يقول: (جماعة من المستوطنين الإسرائيليين قامت بحرق الرضيع دوابشة وعائلته في قرية دوما جنوب نابلس، وتقول يجب على العالم مواجهة إرهاب المستوطنين, وكأن المستوطنين ليسوا يهودًا!, وكأن التعاليم اليهودية التي يبثها الحاخامات في شباب اليهود ليست مسؤولة عن إرهابهم؟!.

المستوطنون الذين أحرقوا وقتلوا بدم بارد هم يهود، وهم نفذوا جرائمهم عن اعتقاد بصحة أفعالهم، وأنهم ينفذون تعاليم الحاخامات بدقة. ومن ثمة فنحن أمام إرهاب يهودي، لا إرهاب مستوطنين، نحن أمام إرهاب غلاة اليهود المتطرفين لا إرهاب مستوطنين يقيمون في الضفة الغربية إقامة غير مشروعة. من هو المستوطن في القدس والضفة؟!, إنه اليهودي الأيديولوجي الأكثر تطرفًا، والأكثر خضوعًا للتوراة، ولتعاليم الحاخامات.

اقرأ أيضا  اجتماع طارئ

المستوطنون لم يأتوا من الفضاء، بل هم نتاج بيئة يهودية (اجتماعية وثقافية وفكرية موروثة مسكونة بالعنصرية والاستعلاء).

إن من يتعمق ما جرى من حرق وقتل لمحمد أبو خضير، ثم لعلي دوابشة وأسرته، يجد أن الجناة ارتكبوا الجريمة باسم التوراة، وباسم اليهودية، التي يعتقدونها، ولم يكن دافع القتل والحرق هو نزاع على أملاك وجغرافيا لها علاقة بالمستوطنة، بل كان كراهية دينية وعرقية.

لذا يجب على وسائل الإعلام الفلسطينية والعربية إعادة النظر في مصطلحاتها، وتحرير المصطلح بحسب حقائق موضوعية لا بحسب اعتبارات سياسية، أو تمنيات خاطئة، وعليه أن يقول: (أحرقت مجموعة من اليهود الإرهابيين الرضيع علي دوابشة)، لكي يدرك السامع والعالم أن التعاليم اليهودية التي يبثها حاخامات يهود تحرض على الإرهاب والعنف والقتل. وحين يخوفنا الناس بأن في ذلك دعوة لحرب دينية, علينا أن نقول: إن الحرب الدينية قائمة أصلًا في إعلام اليهود وعملهم ليل نهار، بل إن اليهود حين احتلوا فلسطين احتلوها بدوافع دينية، وحين طردوا أجدادنا بقوة السلاح من أرضهم ووطنهم طردوهم بدوافع توراتية. القرآن تكلم عن اليهود ولم يتكلم عن صهيونية ومستوطنين.

اقرأ أيضا  جريمة حرق الرضيع علي دوابشة والتنسيق الأمني

المصدر : فلسطين أون لاين

Comments: 0

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.