إسرائيل تفرض قيودًا على الصلاة بالأقصى
الاحد، 2 محرم 1436 الموافق 26 تشرين الأول/ أكتوبر 2014 وكالة معراج للأنباء (مينا)
فلسطين – القدس
تجدّدت المواجهات أمس في أعقاب انتهاء صلاة الجمعة، بين عدد من الشبان الفلسطينيين وقوات الاحتلال الإسرائيلي في مدينة القدس المحتلة، وقد أصيب عدد من الشبان بالإضافة إلى اعتقال آخرين. وفرضت سلطات الاحتلال للجمعة الثالثة على التوالي قيودها على دخول المصلين إلى المسجد الأقصى، بمنع الرجال الذين تقل أعمارهم عن الـ 40 عامًا من دخوله، حيث اتخذ هذا القرار بعد ورود معلومات بحصول مواجهات بعد صلاة الجمعة، وحولت قوات الاحتلال المدينة إلى ثكنة عسكرية بعد نشر المئات من الوحدات الخاصة والخيالة والمستعربين والمخابرات بإشراف من ضباط كبار وبمساندة المروحية والمنطاد الحراري في شوارع القدس وأحيائها وقراها.
وأدى الآلاف من الفلسطينيين الشبان الصلوات في شوارع القدس (واد الجوز ورأس العامود والمصرارة وشارع صلاح الدين)، وقامت القوات برصد صلوات الشوارع وتصويرها في محاولة لتخويف الشبان. وتشهد القدس المحتلة ومنطقتها مواجهات بين الشبان الفلسطينيين وقوات الاحتلال والمستوطنين الذين يقتحمون ساحات المسجد الأقصى بين الحين والآخر ويستفزون مشاعر الفلسطينيين باستمرار، وتحولت القرى المحيطة بالقدس، العيسوية وجبل المكبر والطور وراس العامود وسلوان، إلى ساحة مواجهة متواصلة مع قوات الاحتلال التي تطلق قنابل الغاز المسيل للدموع وتستخدم وسائل تفريق المتظاهرين. وانتهت صلاة الجمعة باشتباكات صغيرة في حي وادي الجوز شمال البلدة القديمة حيث ألقى الفلسطينيون بالحجارة على قوات الشرطة التي فرقتهم واعتقلت ثلاثة منهم، بحسب المتحدثة.
وذكر أن رجال شرطة متخفين بزي مدني تسللوا بين الفلسطينيين واعتقلوا ثلاثة منهم. وأضافت المتحدثة باسم الاحتلال لوبا السمري إن نحو 8 آلاف شخص أدوا صلاة الجمعة في المسجد الأقصى، إضافة إلى مئات آخرين في المناطق المحيطة بالمسجد، مؤكدة أن الوضع هادئ حاليًا. وتشهد القدس الشرقية اشتباكات شبه يومية بين الفلسطينيين والشرطة منذ مقتل فتى فلسطيني بأيدي متطرفين يهود في يوليو.
وفي غزة، قال القيادي في حماس إسماعيل هنية “موضوع المستوطنين .. هم بينفذوا مخطط صهيوني رسمي معتمد من الكنيست الإسرائيلي.. معتمد من الحكومة الإسرائيلية.. للسيطرة والاستيلاء على المسجد الأقصى المبارك.. والخطة أبعد من قضية التقسيم الزماني والمكاني.. هم في قرارة أنفسهم يعملوا على هدم المسجد الأقصى وبناء الهيكل”. واحتلت إسرائيل القدس الشرقية وقطاع غزة والضفة الغربية في حرب عام 1967.
وفي ليلة أول أمس، أوقف فلسطينيان في المدينة القديمة كانا يرشقان حجارة وزجاجات حارقة وإطارات مشتعلة على الشرطة التي ردت باستخدام “أسلحة مكافحة الشغب”.
وفي غضون ذلك، أصيب العديد من المواطنين الفلسطينيين بحالات اختناق، فجر أمس، في بلدة عجة جنوب جنين، بالضفة الغربية، خلال مواجهات اندلعت مع قوات الاحتلال الإسرائيلي. وأفادت مصادر فلسطينية بأن هؤلاء المواطنين أصيبوا بحالات الاختناق خلال المواجهات التي اندلعت بعد اقتحام قوات الاحتلال البلدة وسط إطلاق مكثف من الأعيرة النارية والقنابل الصوتية والغاز المسيل للدموع، وشنت حملة تمشيط دون أن تتمكن من اعتقال أحد.
وفي سياق متصل، اشتبك شبان فلسطينيون مع الشرطة الإسرائيلية في القدس أمس بعد مرور يومين على اقتحام شخص فلسطيني بسيارته محطة للترام كان ينتظر فيها ركاب. وقتلت طفلة رضيعة 3 أشهر في الحادث الذي وقع الأربعاء وأطلقت الشرطة النار على السائق الفلسطيني وتوفي متأثرًا بجراحه في وقت لاحق. وقالت إسرائيل إن السائق الفلسطيني له صلات بجماعات إرهابية فلسطينية. وتنفي أسرة الفلسطيني هذا وقالت إن ما حدث مجرد حادثة. وقام العشرات من الشبان الفلسطينيين الملثمين برشق الشرطة الإسرائيلية في القدس الشرقية بالحجارة وردت القوات الإسرائيلية بإطلاق القنابل الصوتية. يذكر أن التوترات تصاعدت في القدس الشرقية في الأسابيع الأخيرة في الوقت الذي يواصل فيه المستوطنون اليهود دخول مناطق أغلبية سكانها من الفلسطينيين. وترددت تقارير أن مستوطنًا يهوديًا من الضفة الغربية دهس فتاتين فلسطينيتين قتلت إحداهما. وقالت الشرطة الإسرائيلية إن ما حدث كان حادثة مرورية.
ومن جهة ثانية، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مواطنتين فلسطينيتين من المرابطات في المسجد الأقصى المبارك. وقالت مصادر فلسطينية إن قوات الاحتلال اعتقلت: هبة الطويل ولطيفة عبد اللطيف؛ لدى خروجهما من المسجد الأقصى المبارك بعد صلاة العشاء الليلة قبل الماضية، وتم اقتيادهما إلى مركز شرطة القشلة بالقدس القديمة. يشار إلى أن الاحتلال يصعد من عدوانه ضد المرابطات بالمسجد الأقصى، حيث اعتقل 8 مرابطات أول أمس بدعوى إزعاج مقتحمي المسجد الأقصى من المستوطنين، بترديدهن التكبيرات والهتافات المعارضة لهذه الاعتداءات.
المصدر : الراية