(إسرائيل) تلعب على تناقضات النزاع السوري لحماية مصالحها

مرتفعات الجولان السورية - i24news.tv -
مرتفعات الجولان السورية – i24news.tv –

الخميس 8 جمادى الثانية 1437// 17 مارس/آذار 2016 وكالة معراج للأنباء الإسلامية “مينا”

الجولان

يمثل استقبال (إسرائيل) لمصابين في الحرب السورية، نموذجا لتعامل الدولة العبرية المليء بالتناقضات مع النزاع السوري بهدف ابعاد خطره عن حدودها، لا سيما في ظل مشاركة حزب الله، عدوها اللدود، فيه، وذلك حسب لفلسطين أون لاين.

في مستشفى في صفد في شمال فلسطين المحتلة، يتلقى مقاتل يدعى مالك (22 عاما) العلاج ويتعهد بالعودة الى سوريا لحمل سلاحه وقتال نظام الرئيس بشار الأسد.

ويقول الشاب الموجود في غرفة يحرسها جنود اسرائيليون “سأعود إلى سوريا وأقاتل حتى يغادر الأسد”، مشيرا إلى أن (إسرائيل) التي كانت “العدو بالنسبة الي، لم تعد كذلك الآن”.

ويقول مالك أنه مقاتل في “أنصار السنة” الذي يشكل جزءا من “الجيش السوري الحر”، بحسب تعبيره. وخضع لعملية جراحية وعلاج بعد اصابته في معدته، وتكفلت سلطات الاحتلال الاسرائيلي بالكلفة. وهو في انتظار الخضوع لعملية جراحية ثانية في ساقه.

وتلقى أكثر من الفي سوري العلاج في مستشفيات إسرائيلية منذ عام 2013، بحسب أرقام صادرة عن جيش الاحتلال الإسرائيلي.

اقرأ أيضا  لمـاذا تخـاف ( إسرائيـل ) مـن الصـورة ؟

ويقدر مستشفى زيف في صفد أن علاج كل مصاب سوري يكلف الحكومة الاسرائيلية 15 الف دولار أميركي تقريبا.

وترفض (إسرائيل) تأكيد أو نفي التقارير التي تتحدث عن وجود عناصر في جبهة النصرة وتنظيم الدولة الاسلامية بين الجرحى الذين تستقبلهم.

المعلن وغير المعلن

وتقول (إسرائيل) أنها تقدم العلاج للجرحى “لأسباب إنسانية”. لكن محللين يشيرون إلى أن هؤلاء الجرحى يشكلون جزءا من فصائل تقاتل جيش النظام وحزب الله اللبناني الداعم له وتساهم في إضعافهما.

ويؤكد ايتمار ياعر، وهو نائب سابق في مجلس الأمن القومي الإسرائيلي، “التهديد من دولة سوريا على (إسرائيل) اختفى، وهذا جزء من الأخبار الجيدة”.

وبحسب ياعر، “لا نرى أن هذا سيتغير في الأشهر المقبلة أو لسنوات عدة” مقبلة.

و(إسرائيل) وسوريا في حالة حرب رسميا.

وامتدت الحرب في سوريا الى المنطقة الحدودية بين البلدين وهضبة الجولان التي احتلت (إسرائيل) أجزاء واسعة منها منذ 1967 وضمتها في 1981.

وخلال السنوات الاخيرة، نفذت طائرات إسرائيلية غارات على مواقع للجيش السوري أو لحزب الله في مناطق سورية عدة بينها منطقة القنيطرة التي تقع فيها هضبة الجولان. ولم تؤكد (إسرائيل) هذه الغارات. لكنها أعلنت مرات عدة أنها قصفت بالمدفعية الجانب السوري ردا على قذائف استهدفتها.

اقرأ أيضا  الأزمة السورية تنجح بتفكيك مجتمع اللاجئين الفلسطينيين

على الرغم من ذلك، لم يسجل أي تدخل عسكري إسرائيلي بارز في النزاع السوري.

ويقول الضابط الكبير السابق في جهاز الموساد حاييم تومر، أن الحكومة قررت منذ بدء النزاع في سوريا في 2011، “الحد من تدخلها إلى أقصى حد”.

والحرب في سوريا تعني أن قوات الأسد لا تملك قدرة على تهديد (إسرائيل) بشكل جدي. من جهة ثانية، يمثل تدخل حزب الله أمرا تفيد منه (إسرائيل)، لكنه في الوقت نفسه يشكل خطرا عليها.

وتسبب تركيز حزب الله على القتال في سوريا بخسارته المئات من رجاله. لكن في المقابل، تخشى (إسرائيل) أن يتحول الحزب الى جيش حقيقي أكثر تمرسا وأن يحصل على أسلحة اضافية، فيزيد خطره عليها.

وتسيطر جبهة النصرة، ذراع تنظيم القاعدة في سوريا، على مساحات واسعة من محافظة القنيطرة المطلة على هضبة الجولان السوري. بينما يسيطر لواء شهداء اليرموك المبايع لتنظيم الدولة الاسلامية على جزء كبير من المناطق الجنوبية الحدودية. ولم ينفذ الجهاديون على الرغم من ذلك، أي هجوم على الأراضي الاسرائيلية.

اقرأ أيضا  أردوغان ينهي زيارته إلى السعودية بسبب وفاة صحفي مرافق له

وقامت سلطات الاحتلال الاسرائيلية ببناء سياج أمني على طول 50 كيلومترا على الحدود لحماية نفسها من المعارك.

وأدى التدخل الروسي في بدايته الى الحد من حرية تحليق الطيران الاسرائيلي. الا أن (إسرائيل) أفادت من حلول روسيا محل إيران كالقوة الأولى الحليفة للأسد على الأرض.

ومن شأن انسحاب جزء من القوات العسكرية الروسية أن يغير المعطيات مرة أخرى. وسيلتقي الرئيس الإسرائيلي رويفن ريفلين قريبا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ويشدد عليه، بحسب ما ذكر مصدر قريب منه، بألا “يكون الانسحاب الروسي مناسبة لتقوية موقع إيرانة وحزب الله”.

وكالة معراج للأنباء الإسلامية “مينا”