إندبندنت: تركيا باتت دولة إسلامية تحن لماضيها العثماني

commons.wikimedia.org
commons.wikimedia.org

الإثنين 5 جمادى الثانية 1437// 14 مارس/آذار 2016 وكالة معراج للأنباء الإسلامية”مينا”.
أنقرة
أبرزت صحيفة “الإندبندنت” البريطانية، تحول تركيا من النظام العلماني إلى أن باتت دولة إسلامية تحن إلى ماضيها العثماني، مشيرة إلى أن القضية التركية تمثل نسخة أكثر راديكالية من المشكلة التي شغلت البريطانيين المعارضين للاتحاد الأوروبي.
وأوضحت الصحيفة أن الغرب تعامل مع قضية انضمام تركيا إلى أوروبا من منطلق استراتيجي وليس ثقافي، وأن الرئيس الفرنسي الأسبق، فاليري جيسكار ديستان، كان أول من قال صراحة في عام 2002، بأن تركيا لا يجب أن تكون عضواً في الاتحاد الأوروبي.
وكان ديستان قد رأى أنه لم تكن مؤاءمة تركيا مع الثقافة السياسية أو الاقتصادية أو القانونية الأوروبية لتتم بمرور الوقت، بل بدا الأمر أشبه بالمستحيل، لأن تركيا ليس بلداً أوروبياً، معتبراً أن “قبول تركيا في الاتحاد الأوروبي يعني نهايته”.
وأشارت الصحيفة إلى إن صدور مثل ذلك الكلام الصريح على لسان سياسي أوروبي كبير يبقى نادراً بل فريداً، حيث أعلن زعماء أوروبيون آخرون قبولهم بانضمام تركيا إلى الاتحاد، ولكنه يبدو أنهم تمسكوا بأمل بأن يطوى الموضوع، أو أن يحدث شيء ما يمنع تحقيقه، واتضح أنهم غير ميالين لعرض الفكرة بقوة على ناخبيهم، وقد يساعد ذلك في تفسير عدم دراية معظم البريطانيين بأن حكومة المحافظين الحالية، أو حكومات حزب العمال السابقة، أيدت جميعها انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي.
ولفتت الصحيفة إلى شخص آخر تمتع بنفس صراحة ديستان، وهو الذي قال في عام 2004 بأنه لو انضمت تركيا إلى الاتحاد الأوروبي، فذلك يعني انتصار الاقتصاديات على الثقافة، وهو الكاردينال جوزيف راتزينغر، البابا بينديكت الحادي عشر لاحقاً، والذي رأى أن أوروبا وريثة الثقافة المسيحية.
وأردفت الصحيفة إلى أنه، وعلى مدار سنوات، تعامل الغرب، وبخاصة أمريكا، مع قضية انضمام تركيا إلى أوروبا، من منطلق استراتيجي وليس ثقافي.
وبينت الصحيفة أن البلقان كان جزءاً من الإمبراطورية العثمانية، وقد ترك الفصل القسري بين سكانها مشاكل وإرثاً ثقافياً ما زالت دول المنطقة تعاني منه، ولكن تساءل البعض في أوروبا: لماذا لا نقبل تركيا في أوروبا ونحن سنضم دولة علمانية ديموقراطية تقع في قلب العالم الإسلامي، وقد تمثل جسراً نحو الشرق الأوسط الإسلامي؟

اقرأ أيضا  سفير الاتحاد الأوروبي بإسرائيل يرفض دعوة للاحتفال بـ 50 عاماً على الاحتلال

وتابعت الصحيفة أنه لم تعد تركيا دولة ديموقراطية علمانية، بل دولة إسلامية تحن إلى ماضيها العثماني، ويبدو أن ما تعلنه حكومتها الإسلامية عن مشاريع “تحديث” أصبح بمثابة قناع على وشك أن يكشف عن حقيقة ما يخفيه.
واعتبرت الصحيفة أن القضية التركية تمثل نسخة أكثر راديكالية من المشكلة التي شغلت البريطانيين المعارضين للاتحاد الأوروبي، وقد تقضي على أحلام الساعين “لاتحاد أكثر تقارباً”، فيما تساءلت “كيف يمكن لشعور مشترك بالمواطنة والولاء بأن يسود بين مواطني الاتحاد الأوروبي، وهم على خلاف الولايات المتحدة، لا تجمعهم لغة مشتركة، وفيما بينهم تنوع ثقافي وسياسي واجتماعي يتباين من بلد لآخر؟”، بحسب مفكرة الإسلام.
وكالة معراج للأنباء الإسلامية”مينا”.

اقرأ أيضا  عريقات للاتحاد الأوروبي : ندعوكم للاعتراف بدولة فلسطين