اتحاد علماء المسلمين.. وحلب وفلسطين
أ.د. يوسف رزقة
الأربعاء 14 ربيع الأول 1438 الموافق 14 ديسمبر/ كانون الأول 2016 وكالة معراج للأنباء الإسلامية “مينا”
يقول العلامة يوسف القرضاوي: “لو كان لدي قدرة لذهبت مع الذاهبين وقاتلت مع المقاتلين هناك (يقصد حلب) الذين يقاتلون الطاغوت وحدهم”. ويدعو لأهل فلسطين فيقول: “وانصر إخواننا الفلسطينيين، وأسأل الله أن يشد أزرهم، وينصرهم على أعدائهم، ويعيد المسجد الأقصى إلى المسلمين.. فلسطين قضية الأمة كلها. واستطرد القرضاوي: “أمة الإسلام يقدرونها بمليار و700 ألف مليون، وتزداد يومًا بعد يوم، لكن الأصل ليس بكثرة العدد ولكن بما في هذا العدد من عبادة وعمل وإخلاص وتضامن، وهذا ما يجب أن تكون عليه الأمة بمفهومها الشامل؛ لأنه ومهما قلنا إن مكوناتنا عرب وعجم وأتراك وهنود وأجناس وأقوام، إلا أننا نستمد روح الجمع من الإسلام”. هذا بعض ما قاله العلامة، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، في الاحتفالية التي أقيمت على شرفه في تركيا لبلوغه سن التسعين.
في قول القرضاوي هذا نقطتان تستحقان الوقوف عندهما، الأولى: أن الرجل مع الجهاد في سبيل الله، ويشجع على الجهاد، وقوله لو كنت أقدر على الجهاد مع مجاهدي حلب لفعلت، ولكن قوة الرجل ذهبت بطول العمر، ولكنه كعالم عامل، وشاهد حرّ على هذه المرحلة، ما زال يحرض على الجهاد ضد الطاغوت في سوريا وغيرها، وضد العدو الصهيوني في فلسطين، وبهذا تطمئن قلوب الشباب الذين يجاهدون في هذين البلدين، ويطمئن إلى قراره كل من يفكر في الانضمام إلى المجاهدين في سوريا وفلسطين.
وأحسب أن المجاهدين الشباب محتاجون إلى مثل هذه الفتوى من عالم يثقون به، وها هو القرضاوي يقول لهم لولا ضعف البنيان والجسد لذهبت إلى حلب أنصر مجاهديها، أو إلى فلسطين أنصر مقاتليها ضد يهود. إن كلمة القرضاوي العلامة وهو ابن التسعين تزن ذهبًا، وهي ليست ككلمة شاب متحمس يدفعه حماسه للدعوة إلى الجهاد في حلب أو فلسطين، وهكذا ينبغي أن يكون العلماء العاملون بما أنزل الله.
والنقطة الثانية، أنه يبين مفهومه للأمة، فالأمة في نظره ليست العدد الكبير ( مليار وسبعمائة ألف مسلم) ولكن الأمة بقوتها وإخلاصها في عبادتها واستجابتها لنداء الحق سبحان وتعالى. الأمة ليست أرقامًا حسابية، ولا أعداد للأنفس البشرية، الأمة روح توكل وعمل وجهاد في سبيل الله.
إن استنهاض الأمة الإسلامية بات مسألة معقدة في ظل الحكم الجبري، وفي ظل سيطرة الطاغوت والعدو، ولكن العلماء لا يعرفون اليأس، ولا يستسلمون أمام الطاغوت، لذا تجدهم يضربون المثل في أداء الواجب لاستنهاض الأمه لتحرير الأوطان من العدو ومن الطاغوت أيضًا، وأحسب أننا في فلسطين كما في حلب بحاجة إلى العشرات من أمثال القرضاوي ليخاطب المسلمين بما يجب عليهم في هذه الحياة القاسية التي غلب فيها الطاغوت على الأمة، وفرض عليها التخلف والهزيمة. العلماء روح الأمة وريحانتها، والعلماء هم من يستنهضون الأمة ويبعثون فيها روح الجهاد.
وأضاف: “البعض يعتقد أن الدين أتى ليعيش الناس في زهد، لكن مفهوم الزهد أن تملك الشيء وتزهد فيه لكن من لديهم ما يزهدون فيها أصلًا، عما يزهدون!، الإسلام أراد التكافل للجميع”.
المصدر : فلسطين أون لاين