واشنطن، مينا – وقّعت جمهورية الكونغو الديمقراطية ورواندا، يوم الجمعة، اتفاق سلام برعاية الولايات المتحدة الأمريكية، وذلك بعد نحو ثلاثين عاما من الصراع الدموي الذي اندلع عام 1994، وأودى بحياة آلاف الأشخاص من الجانبين.
وجاء التوقيع في العاصمة الأمريكية واشنطن، بحضور وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، بعد أشهر من الوساطات المكثفة التي قادتها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
ويهدف الاتفاق إلى إنهاء النزاع المسلح بين البلدين، لا سيما في منطقة شرق الكونغو المضطربة، كما يسعى إلى تعزيز الاستقرار الإقليمي وفتح المجال أمام الاستثمارات الغربية، خاصة في قطاع المعادن النادرة.
بنود الاتفاق
قراءة المزيد: ارتفاع ضحايا التجويع في قطاع غزة.. واجتماع عاجل لمجلس الأمن
وينص الاتفاق على انسحاب القوات الرواندية من شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية خلال 90 يوما، مع إنشاء آلية تنسيق أمني مشترك بين كينشاسا وكيغالي خلال 30 يوما من تاريخ التوقيع.
كما يتضمن الاتفاق إطلاق إطار للتكامل الاقتصادي بين البلدين، في خطوة قال مراقبون إنها تهدف إلى دعم الاستقرار المستدام وضمان مناخ ملائم للاستثمارات الأجنبية.
دوافع أمريكية
من جهتها، حصلت الولايات المتحدة بموجب الاتفاق على ضمانات تتعلق بحقوق التعدين في المناطق الغنية بالموارد الطبيعية في الكونغو، وعلى رأسها الكوبالت والليثيوم والنحاس، وهي معادن استراتيجية تُستخدم في الصناعات التكنولوجية والعسكرية.
قراءة المزيد: إندونيسيا: خطة علاج 2000 فلسطيني من غزة لا تزال قيد الدراسة
وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال حفل التوقيع: “الاتفاق يُنهي أحد أطول النزاعات في القارة الإفريقية، ويؤسس لشراكة اقتصادية عادلة”، مؤكدا أن بلاده ستحصل على حصتها العادلة من الثروات المعدنية في المنطقة.
كما أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية أن رئيسي البلدين سيعودان إلى واشنطن قريبا لتوقيع مجموعة من الاتفاقيات التكميلية في مجالات الطاقة والتجارة والدفاع.
تحديات التنفيذ
ورغم الترحيب الواسع بالاتفاق، إلا أن مراقبين حذروا من التحديات التي قد تواجه تنفيذه، خاصة في ظل استمرار الاشتباكات بين القوات الكونغولية ومتمردي حركة 23 مارس المدعومة من رواندا، بحسب تقارير أممية.
قراءة المزيد: تحضيرات لقمة بوتين – ترامب.. وزيلينسكي يجدد دعوته للقاء الرئيس الروسي
كما أشار خبراء إلى أن تجاوز الكونغو لمطلب الانسحاب الفوري للقوات الرواندية قد يثير جدلا داخليا، ويضعف من موقف الحكومة أمام الرأي العام المحلي.
ويُذكر أن جذور التوتر بين البلدين تعود إلى أعقاب الإبادة الجماعية التي شهدتها رواندا عام 1994، حيث فرّ آلاف اللاجئين إلى الأراضي الكونغولية، مما تسبب في نزاعات متجددة على مدى عقود.
آفاق السلام
وفي أول تعليق له، أعرب رئيس الكونغو الديمقراطية فيليكس تشيسيكيدي عن أمله في أن يُمهّد الاتفاق لمرحلة جديدة من التعاون الإقليمي، مضيفا: “ما يجمعنا أكثر مما يفرقنا، وآن الأوان لوقف نزيف الدم”.
قراءة المزيد: مسؤول إسرائيلي سابق: خطة احتلال غزة تخبط طويل الأمد
من جهته، أكد الرئيس الرواندي بول كاغامي التزام بلاده بالسلام قائلا: “لدينا فرصة نادرة لإعادة بناء الثقة وتحقيق التنمية المشتركة”.
ويأمل متابعون أن يُسهم الاتفاق في طيّ صفحة ثلاثة عقود من العنف والنزوح والفقر، إلا أن نجاحه يبقى رهنا بالالتزام الصارم بتطبيق بنوده، وبدور فاعل للمجتمع الدولي في مراقبة التنفيذ وضمان عدم تجدد التوترات.
وكالة مينا للأنباء
قراءة المزيد: السيسي يحذر من “بث الفرقة” بين العرب ويدعو لتجاوز الخلافات