ارتباط الصوم بالجهاد
الجمعة 9 رمضان 1436//26 يونيو/حزيران 2015 وكالة معراج للأنباء الإسلامية”مينا”.
د. فؤاد علي مخيمر
يرتبط الصوم بالجهاد ارتباطا وثيقًا من جانبين.
الأول: البقاء والاستمرار إلى قيام الساعة: وهذا حق لا مرية فيه؛ فالصوم فريضة باقية مستمرة إلى قيام الساعة، ويعد الصيام ميدانًا لتدريب المجاهدين.
والجهاد هو الآخر فريضة ماضية إلى قيام الساعة لحاجة المجتمع المسلم إليه، حماية للعقيدة والعرض والمال والنفس والوطن، وقد أفصح عن ذلك المعصوم (صلى الله عليه وسلم) في قوله: “الجهاد ماض إلى أن تقوم الساعة، لا يبطله عدل عادل ولا جور جائر”.
الثاني: الصيام والجهاد مرتبطان بالجسد والروح والنفس:
وهذا أمر ملموس لا يحتاج إلى تعليق، فالصيام يربي النفس والجسد وبه تسمو الروح، والجهاد لا يتحقق إلا بهذه الظواهر السامية.
التطبيق العملي لهذا الارتباط: هذا أمر واضح في توقيت أبرز الغزوات، وبعض المعارك الحربية في رمضان (فغزوات بدر الكبرى، والخندق، والفتح، وتبوك) وقعت في رمضان في سنوات مختلفة، وسرية علي (رضي الله عنه) إلى اليمن كانت في رمضان.
وفتح المسلمون (رودس) في رمضان عام 53هـ، وعزا المسلمون شواطئ الأندلس في رمضان عام 91هـ، وتم فتح بلاد الأندلس عام 92هـ في رمضان، وانتصر صلاح الدين الأيوبي على الصليبيين في رمضان عام 584هـ حيث طهر بيت المقدس منهم.
وتصدي المسلمون للزحف التتاري في رمضان سنة 658هـ. وفي العاشر من رمضان عام 1393هـ انتصر المصريون على الصهاينة على أرض سيناء في أشرس وأكبر معركة حربية شهدها التاريخ المعاصر. وفي ذلك كله دلالة قاطعة على ارتباط الصيام بالجهاد.
الألوكة