الأساليب النبوية في معالجة المشكلات الزوجية
الجمعة،20 رمضان 1435الموافق18 تموز/يوليو2014 وكالة معراج للأنباءالإسلامية”مينا”.
د. عبدالسميع الأنيس
الأساليب النبوية
في معالجة المشكلات الزوجية
(بحوث تحليلية للحياة الزوجية في بيت النبوة)
يتناول هذا الكتاب بالدرس والتحليل منهجَ النبي صلى الله عليه وسلم في حياته الزوجية، وأساليبه في معالجة المشكلات الزوجية في بيته الكريم.
ويأتي بحث هذا الموضوع في إطار الحديث عن فقه الأسرة العربية والمسلمة، وإيجاد المزيد من الحلول للحفاظ على خصائصها وميزاتها، واكتساب المهارات اللازمة لمعالجة مشكلاتها.
ذلك لأن النبي صلى الله عليه وسلم مثَّل قمةَ الخيرية في التعامل الأفضل مع أهله، وقد ظهر ذلك من خلال تعامله مع زوجاته في جميع المفردات السلوكية التي انتظم منها عقدُ الحياة الزوجية لهذه الأسرة النبوية الكريمة، على صاحبها أفضل الصلاة والسلام، وقد تناول الكتاب بالبحث والتمثيل والتدليل كلاًّ من الجوانب الآتية:
الجانب الاقتصادي، والإنساني، والتعاوني، والجمالي، والترفيهي في حياته الزوجية.
وهذه الجوانب تُعدُّ أساليبَ وقائية لمعالجة المشكلات الزوجية؛ لأن أكثرَ الخلافات تنشأ عن إغفال جانبٍ من هذه الجوانب، أو التقصير فيه.
كما عرض الكتاب للأساليب العلاجية التي استعملها النبي صلى الله عليه وسلم لمعالجة المشكلات التي عرضت في بيته الكريم، وقد أوصلها الباحث إلى أحد عشر أسلوبًا تربويًّا، وهي كالآتي:
1- أسلوب الابتسامة والدعابة؛ لأن بعض المشكلات ليس لها من حل سوى الابتسامة التي تضفي عليها طابع المرح.
2- أسلوب التغاضي؛ وذلك بألا يستقصي الزوج عيوبَ زوجته، ولا يترصد أخطاءها.
3- أسلوب الحوار الهادف والإقناع في كثير من شؤون الأسرة وأمورها، وحذَّر من الاستبداد الذي يُعَدُّ من الأمراض الخطيرة التي تعصف بالأُسرة، فتقضي على حاضرها ومستقبلها.
4- أسلوب العِظَة والتذكير عند الخطأ المتعمَّد، والتقصير المبيَّت.
5- أسلوب العتاب، ويستعمل في موقف لا ينبغي أن يمر دونما حساب، أو في مشكلة طالما كُرِّرت؛ للحيلولة دون وقوعها مرة ثانية.
6- أسلوب التروِّي والتثبت والتحقيق قبل إصدار الأحكام، وهذا الأسلوب نافع في كل الخلافات التي تقع في الأسرة، لا سيما تلك التي لها مساس بالأعراض، وقد استعمله النبيُّ صلى الله عليه وسلم في معالجة مشكلة حادثة الإفك التي عرضت للسيدة عائشة رضي الله عنها من قِبَل المنافقين، وقد كشف البحثُ عشرين درسًا تم استنباطُها من ثنايا هذا الحدث.
7- أسلوب القضاء العادل، وقد استعمله النبيُّ صلى الله عليه وسلم في معالجةِ مشكلة لها تعلُّقٌ بحقِّ الغير.
8- أسلوب التأديب بالدفع، وهو تعبير عن خطأ وقعت فيه الزوجة، ولا يمكن السكوت عنه.
9- أسلوب الهجر، استعمله النبيُّ صلى الله عليه وسلم في مواجهة مشكلات متكرِّرة، كان آخرها إفشاء سِرِّه من قِبَل حفصة رضي الله عنها، وقد عُرفت هذه القصة بقصة التحريم.
وقد تم استنباط عشرين درسًا منها، وهي دروس نافعة للأسرة.
10- أسلوب التخيير والتشاور، وهو أسلوبٌ استعمله النبي صلى الله عليه وسلم لمعالجة المشكلات الاقتصادية التي تنشأ داخل الأسرة بسبب المطالبة بزيادة النفقات المؤدِّية إلى الإسراف.
وقد بيَّن البحث أن هذا الأسلوب صورةٌ مشرقة من صور مبدأ الشورى، وكيف يمكن الاستفادة منه في نظام الأسرة، وقد عرض البحث لخمسة عشر درسًا تم استنباطها من قصة التخيير.
11- أسلوب الطلاق، وقد استعمل النبي صلى الله عليه وسلم هذا الأسلوب مرتين، مرة مع حفصة بنت عمر رضي الله عنها، ولكنه راجَعها.
ومرة ثانية مع أميمة بنت النعمان التي طلقها قبل الدخول بها، ولم يراجعها؛ لِمَا كانت تتصف به من غرور.
وبيَّن البحث أن أسلوب الطلاق قد يضع حدًّا لمشكلات ربما لا تنتهي إلا باتباع هذا الأسلوب، وهو معالجة لمشكلة متفاقمة، وإنهاء لعلاقة ليس فيها أمارات النجاح ولا علامات التقدم.
12- وقد أثبت البحثُ أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يستعمل أسلوب الضرب في معالجة المشكلات الزوجية.
وفي الكتاب تدليل على كل ما ذكر من مفردات، وتمثيل لكل أسلوب تم بحثه ودراسته.
وقد استعمل البحث المنهجية القائمة على الاستقراء، والتحليل، وعرَضَهُ بشكل منظَّم ومنطقي حسب أساليب البحث العلمي الحديث.
ويشار إلى أن هذا الموضوع تم طرحه بهذه الصيغة الشمولية التحليلية لأول مرة، ولم يسبق أن بحث بهذه الطريقة.
وأوصى الباحث العلماء المختصين في علم النفس، وعلم الاجتماع، وعلم التربية، وعلم الاقتصاد، وعلم الإدارة – أن يستفيدوا من المعالجات النبوية في تطوير بحوثهم.
وهذا الكتاب قد طبع أكثر من طبعة، آخرها: طبعة وزارة الأوقاف القطرية سنة: 1431هـ.
الألوكة