الأقصى خط أحمر

قبة الصخرة للمسجد الأقصى - islam.assawsana.com -
قبة الصخرة للمسجد الأقصى – islam.assawsana.com –

د.أيمن أبو ناهية

السبت 11 محرم 1437//24 أكتوبر/تشرين أول 2015 وكالة معراج للأنباء الإسلامية

لا تزال هجمات المستوطنين على المسجد الأقصى متواصلة دون انقطاع، لطالما يجدون من يهيئ لهم الأمور ويرسم لهم الخطط ويوفر لهم الأمن والحراسة من حكومة الاحتلال التي تأخذ الفتوى والترخيص من (الكنيست)، حتى أصبح عدد المرات التي يأتيها المستوطنون لتدنيس الأقصى أكثر من عدد مرات صلوات المسلمين في كل اليوم، كذلك ما يشجعهم أكثر من ذلك هو صمت وسكوت العالمين العربي والإسلامي اللذين يشاهدان ويسمعان ولم يحركا ساكنًا وكأن أمر الأقصى والقدس لا يهمهم.

ففي ظل التطورات المتلاحقة في القدس المحتلة، واستمرار الاعتداءات على الشعب الفلسطيني، وخصوصًا استهداف المقدسات الإسلامية والمسيحية، وآخرها اقتحام المستوطنين المتطرفين, أمس, المسجد الأقصى، وإصرار حكومة نتنياهو على تقسيم المسجد زمانيًّا ومكانيًّا تمهيدًا للاستيلاء عليه وهدمه لبناء الهيكل المزعوم مكانه؛ تصاعدت عمليات المقاومة الفلسطينية في القدس وتصدي المقدسيين للهجمة على المسجد الأقصى، ما أشعل فتيل انتفاضة ثالثة في وجه الاحتلال، في الوقت نفسه شهدت العواصم العربية والإسلامية والغربية احتجاجات غاضبة على ما يحدث في مدينة القدس من تهويد وحفريات وتهجير وقتل متعمد مع سبق الإصرار والترصد، واعتداء مستمر على المسجد الأقصى.

اقرأ أيضا  حماس انطلاقتها "انتفاضة"

كم مرة أصدر مجلس الأمن الدولي قرارات يحذر فيها سلطات الاحتلال الإسرائيلية من استمرار الاعتداءات على المسجد الأقصى ومواصلة سياسة الهدم والتهويد والاستيطان لمنازل المقدسيين، وطالب بوقف الإجراءات التصعيدية الأخرى كإقامة الحواجز في الأحياء الفلسطينية، والتضييق على حركة المواطنين ومنعهم من ممارسة شعائرهم الدينية، والاقتحامات المتكررة للمسجد الأقصى، لكن كان جواب نتنياهو تسليح المتطرفين في القدس، وتشديد القبضة الحديدية على المقدسيين، ولا يزال مصممًا على تحويل المدينة عاصمة لكيانه، أما موفاز فقد سبق أنه طالب بنشر شبكات استخبارية في مدينة القدس، وآخر من المتطرفين يطالب بترحيل كل ما هو فلسطيني من المدينة، كل هذه الحلول العدائية لم تسهم في وقف انتفاضة الغضب بالقدس المحتلة.

اقرأ أيضا  أيتها الزوجة المسلمة: كوني أجمل النساء

المسجد الأقصى خط أحمر ليس فقط عند الشعب الفلسطيني بل عند الأمتين العربية والإسلامية، وهو قرة عين كل عربي ومسلم، وهو ما رأيناه في عقد المؤتمرات العربية الثلاثة (المؤتمر القومي العربي، والمؤتمر القومي الإسلامي، والمؤتمر العام للأحزاب العربية)، بمشاركة أبناء الأمتين العربية والإسلامية وأحرار العالم لدعم انتفاضة القدس، وإعلان 29 نوفمبر من كل عام يومًا عالميًّا للتضامن مع الشعب الفلسطيني، ويومًا للغضب العربي والعالمي للتضامن مع القدس والأقصى، فهذه المواقف تعكس حقيقة أن المسجد الأقصى ليس وحيدًا.

بلغ استخفاف الاحتلال بالمسجد الأقصى مبلغه، ووصل إلى أبعد الحدود وتجاوز كل الخطوط الحمر، فكل مرة يقدم الاحتلال على فعلة وجريمة جديدة يستفز بها مشاعر العرب والمسلمين، الاعتداءات المستمرة على المقدسات والقتل المتعمد للمقدسيين.

اقرأ أيضا  نبينا هو المثل الأعلى والقدوة الصالحة

لقد حان الوقت لتعبر الشعوب العربية والإسلامية عن مواقفها إزاء ما يحدث للقدس والأقصى من انتهاكات وتهويد وحفريات، فلا يعقل أن تتواصل ممارسات الاحتلال الاستفزازية هذه في ظل حالة الصمت المريب، والدعوة للرجوع إلى طاولة المفاوضات، التي تعطي الاحتلال مزيدًا من الوقت ليواصل تنفيذ مخططاته الخفية والعلنية من اعتداءات واستفزازات وتهويد وتشريد وحفر وهدم واستيطان وقتل واعتقال يومي.

المصدر : فلسطين أون لاين

Comments: 0

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.