الأقصى لن يُسرق وغزة لن تغرق
د.عاصم شاور
الأحد 7 ذو الحجة 1436//20 سبمتبر/أيلول 2015 وكالة معراج للأنباء الإسلامية
قبل عشرات السنين تمنى رابين أن يصحو وقد غرقت غزة في البحر, ولكن الحدث الخارق لم يحصل لغزة وإنما لرابين, فكان أول رئيس وزراء إسرائيلي يتم اغتياله وبرصاصات يهودية، ثم جاء آخر ملوك “إسرائيل” وهو أرئيل شارون وكل ما استطاع فعله الانسحاب صاغرًا من غزة، ثم توالت هزائم بني “إسرائيل” بسبب المقاومة الفلسطينية المتصاعدة إلى درجة لم تعد (إسرائيل) تحتمل حتى استعانت بالغرب والعرب لإخضاعها.
الحصار الإسرائيلي المصري الطويل لقطاع غزة ظالم ولا يوجد ما يبرره إلا من وجهة نظر العدو الإسرائيلي الذي يريد أن يستمر احتلاله للأراضي الفلسطينية مع ضمان عدم وجود أي مقاومة تفرض الشروط عليه، (إسرائيل) تريده احتلالًا مجانيًا وسهلًا، ولكن الشعب لا يريد الاحتلال من أساسه ويسعى إلى كنسه عن كل شبر من فلسطين.
العدو الإسرائيلي يريد إشعال القدس حتى يقسم الأقصى زمانيا ومكانيا ويرسخ احتلاله لبيت المقدس، والنظام المصري من جانبه يشدد حصاره على قطاع غزة ويلجأ إلى إغراق الأنفاق الواصلة بين مصر ورفح، وقبل ذلك قامت جهة تابعة للأمن المصري باختطاف أربعة مواطنين فلسطينيين دون الاعتراف بذلك، تلك الأحداث مجتمعة فاقمت الغضب الشعبي الفلسطيني وخاصة في غزة والضفة الغربية، حيث زاد الحراك الشعبي المقاوم للاحتلال في الضفة كما تحركت غزة رفضا لما يحدث في الأقصى وما يحدث على حدودها مع مصر.
أول أمس تم إطلاق صواريخ تجاه سديروت وعسقلان ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الإطلاق ولكننا نرى في ذلك إنذارا حقيقيا للمحتل الإسرائيلي ولمن يسانده من أنظمة، وأن إرهاصات الانفجار الذي حذرت منه المقاومة تجاوزت التهديدات اللفظية، وبات على المحتل الإسرائيلي أن يأخذ الأمور على محمل الجد لأن سكان القطاع ما عادوا يستوعبون الحصار وانقطاع الكهرباء وتلويث المياه من الجانب المصري كما أن الشعب الفلسطيني ما عاد يتقبل المزيد من الجرائم الصهيونية في حق الأقصى والمقدسات الفلسطينية، والمغتصبون اليهود ينعمون بالأمن والأمان، وعلى الجميع أن يدرك أن غزة لن تغرق وأن الأقصى لن يسرق وأن الأوضاع الراهنة تعطي الضوء الأخضر للمقاومة الفلسطينية للرد على جرائم المحتل وجر كل اليهود في فلسطين إلى قلب المحنة والمعاناة.
المصدر : فلسطين أون لاين