الإصغاء لكلام الله
الجمعة 2 جمادى الثانية 1437// 11 مارس/آذار 2016 وكالة معراج للأنباء الإسلامية”مينا”.
د. محمد سعيد بكر
قاعدة: «أصغِ لكلام ربك باهتمام، وصدّقه بلا شكٍّ ولا رِيبة».
– يُعدُّ القرآن الكريم دستور ومنهاج التزكية الأعظم، قال تعالى: (كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولوا الألباب).
– كلّفنا الله تعالى أن نهتمّ لكلامه، وجعل الإصغاء باهتمام بالغ له سبب من أسباب استجلاب رحمته، قال تعالى: (وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون).
– امتدح الله تعالى المؤمنين بعمقِ علاقتهم بالقرآن العظيم لاسيما عند سماعه والتفاعل معه وحُسن الإصغاء له، حيث يزدادون إيماناً بكل ما يسمعون، قال تعالى: (إنما المؤمنون الذين إذا ذُكر الله وجلت قلوبهم وإذا تُليت عليهم آياته زادتهم إيمانا…).
– كان النبي صلى الله عليه وسلم يحب سماع القرآن ويسعد بذلك، فعن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال: «قال لي رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وهو على المنبر: «اقرأْ عليّ»، قلتُ: أَقْرَأُ عليك وعليك أُنْزل؟ قال: «إني أحبُّ أنْ أسمعَه من غيري»، فقرأتُ سورة النساء، حتى أتيتُ إلى هذه الآية:فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا (النساء: 41)، قال: «(حَسْبُك الآن»، فالْتَفَتُّ إليه، فإذا عيناه تذرفان»؛ متفق عليه.
– أقام أعداء الإسلام معركتهم ضد القرآن الكريم وأهله على أساس منع وقطع كل موصل يوصلهم بالقرآن العظيم، سواء أكان ذلك بالتلاوة أو حتى بالسماع، قال تعالى: (وقال الذين كفروا لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه لعلكم تغلبون).
– الدخول إلى عالم القرآن الحكيم ينبغي أن لا يداخله شكٌّ ولا ريبة ولا ظنون، بل يجب التصديق التام بكل حرف وكلمة وآية وسورة منه، قال تعالى: (ذلك الكتاب لا ريب فيه).
– كل شكٍّ في القرآن ينقل صاحبه من دائرة الفسق إلى دائرة النفاق ومنها الى دائرة الكفر، وبتسارع عجيب، وهذه مصيبة المنافقين، قال تعالى في وصفهم: (أفي قلوبهم مرض أم ارتابوا أم يخافون أن يحيف الله عليهم ورسوله).
– تحتاج النفس إلى لحظات صفاء مع القرآن ترتل آياته وتسعد بسماعه كأنه نزل لأول مرة، دون أن تألفه النفس فتختمه ختمة بعد ختمة بلا أيِّ خشوع ولا انتفاع.
– كان عكرمة رضي الله عنه يسعد بصحبة القرآن الكريم فكان يضعه على صدره ويقول: كتاب ربي، كتاب ربي.
– كلما زادت معرفتنا بقيمة كتاب ربنا زاد اهتمامنا له، وإلا فإننا نقرأه أو نسمعه دون أي تفاعل ولا اهتمام، فالقرآن هو النور والشفاء وهو دستور السماء، وهو كتاب الله المعجز المتعبد بتلاوته، الغني بكنوزه وأسراره، الكاشف لنا عن أحوال مَن قبلنا ومَن بعدنا، النافع الرافع الدافع الشافع لنا بعون الله ربنا.
– كما تهتم القلوب لرسائل تأتيها من حبيب فتخشع لهذه الرسائل وتخضع وتصدِّق بها وتهتم لها فإن من الواجب أن نهتم لأعظم رسالة جاءتنا من الله العظيم، وبصورة أكبر وأتم من تلك التي نكون عليها عند إصغائنا لرسائل أحبابنا.
– يقول الأستاذ العلاَّمة سيد قطب رحمه الله: «إنَّ هذا القرآنُ لا يمنح كنوزه إلا لمن يُقبِلُ عليه» (معالم في الطريق).
– ومما قاله سيد قطب رحمه الله: «إن هذا القرآن لا يعطي سرِّه إلا للذين يخوضون به المعركة، ويجاهدون به جهاداً كبيراً».
-السبيل-