التحريض على الحاضنة الشعبية للمقاومة

المقاومة الفلسطينية - almanar.om.lb -
المقاومة الفلسطينية – almanar.om.lb –

إياد القرا

الاثنين 15 ربيع الثاني 1437//25 يناير/كانون الثاني 2016 وكالة معراج للأنباء الإسلامية”مينا”.

انتفاضة القدس الثالثة تحوز على دعم شعبي واسع ,يكاد يصل إلى الإجماع الفلسطيني بفصائله وأحزابه وأطيافه وانتماءاته, ويأخذ أشكالاً مختلفة, تبلغ ذروتها بتوفير الحماية المباشرة للمقاومين, والحيلولة بينهم وبين الاحتلال, ليصبح الدور متكاملاً بين المقاومة التي تحمي شعبها وبين الشعب الذي يحتضن المقاومة.

الشهيد نشأت ملحم حصل على دعم شعبي واضح من محيطه, داخل الكيان من قبل المواطنين الفلسطينيين, في تحدٍ لكل محاولات الاحتلال طمس الهوية الفلسطينية ومحو عروبتهم. تمثل الحاضنة الشعبية التحدي الأكبر للاحتلال, والمواجهات التي تحدث بشكل يومي وكل ليلة، هي دليل على أن الانتفاضة وفرت بيئة جديدة لمرحلة مهمة من المقاومة، وفي نفس الوقت تمثل عامل قلق وتوتر للاحتلال وإفشال لكل جهود احتواء الانتفاضة.

اقرأ أيضا  مستوطنون يهود يحرقون مرافق مسجد بالضفة الغربية

الالتفاف الجماهيري حول المقاومة هو محور الجهود التي تبذلها الأجهزة الأمنية في طرفي التنسيق الأمني لمواجهته، واعتراف ماجد فرج رئيس المخابرات في السلطة وعراب التنسيق الأمني أنهم يواجهون أزمة حقيقية في مواجهة الحاضنة الشعبية, وفي ملاحقة المقاومين وأن صورتهم أصبحت سيئة أمام الجمهور دليل على عجزهم، ولسان حاله يقول إنه لم يعد أمامه قدرة على التوقف عن الانزلاق في وحل التعاون والتخابر الأمني مع الاحتلال.

ما صرح به محمود عباس رئيس السلطة أمام عدد من الصحفيين الإسرائيليين حول الاستمرار في التعاون الأمني هو دليل على تحدي المزاج الشعبي العام الرافض للتنسيق الأمني، وفي نفس الوقت إهانة للشهداء وعائلاتهم, وتجاهل لدماء الشهداء، بل مساواتهم مع دماء المستوطنين، والتخلي عن الأسرى ومساواتهم بالعملاء مع الاحتلال.

اقرأ أيضا  نشطاء تونسيون يحيون ذكرى الانتفاضة الفلسطينية ويتضامنون مع الأسرى

الحاضنة الشعبية هي محور الاهتمام لدى مراكز الأبحاث الإسرائيلية, لمعرفة طرق مواجهتها, وتوجيه صناع القرار لسبل التعامل معها, وهو ما دعا أحد الباحثين في الجامعة العبرية لضرورة تطور التنسيق الأمني ليشمل مواجهة الحاضنة الشعبية, التي يمكن لها أن تصمد أمام كل أساليب القمع التي تقوم بها قوات الاحتلال.

ومهما تغيرت وسائل وأساليب الاحتلال لن تنجح في احتواء انتفاضة القدس ولن تتمكن من إعادة الأوضاع كما كانت عليه قبل اندلاع الانتفاضة، وإن العمليات الفردية والحاضنة الشعبية تضمن استمرارها لمدة أطول، وتدق مسمار في نعش الاحتلال.

المصدر : فلسطين أون لاين