الحب في الله… عندما يغبطنا النبيون والشهداء

الجمعة 28 شوال 1436//14 أغسطس/آب 2015 وكالة معراج للأنباء الإسلامية”مينا”.
من القرآن:
{إِنَّمَا المُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ} [الحجرات: 10]
{يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَأَمْرُهُ فُرُطًا} [الكهف: 28]
ماذا قال الحبيب صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم؟
• عن أنس – رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ – عن النبي – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم – قال: ((ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان: أن يكون اللَّه ورسوله أحبَّ إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر بعد أن أنقذه اللَّه منه كما يكره أنْ يُقْذَفَ في النَّار))؛ متفق عَلَيْهِ.

• وعن أبي هريرة – رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ – قال، قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: ((إن اللَّه تعالى يقول يوم القيامة: أين المتحابّون بجلالي؟ اليوم أُظِلّهم في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي))؛ رواه مُسْلِمٌ.

• وعن معاذ – رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ – قال سمعت رَسُول اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم – يقول: ((قال اللَّه عَزَّ وَجَلَّ: المتحابّون في جلالي لهم منابر من نور يغبطهم النبيون والشهداء))؛ رواه التِّرْمِذِيُّ، وَقَالَ: حَدِيْثٌ حَسَنٌ صحيح.

• وعن أبي إدريس الخولاني – رحمه اللَّه – قال دخلت مسجد دمشق، فإذا فتًى برَّاق الثنايا وإذا النَّاس معه فإذا اختلفوا في شيء أسندوه إليه وصدروا عن رأيه، فسألت عنه فقيل: هذا معاذ بن جبل، فلما كان من الغد هجَّرت فوجدتُهُ قد سبقني بالتهجير، ووجدتُه يصلي، فانتظرته حتَّى قضى صلاتَهُ ثم جِئْتُه من قِبَلِ وَجْهِهِ فَسَلَّمْتُ عليه ثم قُلْتُ: والله إني لأُحِبُّكَ لله! فقال: آلله؟ فقلت: ألله. فقال: آلله؟ فقلت: ألله. فأخذ بخبوة ردائي فجبذني إليه فقال: أبشر فإني سمعت رَسُول اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم – يقول: ((قال اللَّه تبارك وتعالى: وجبت محبتي للمتحابين فيَّ، والمتجالسين فيَّ، والمتزاورين فيَّ، والمتباذلين فيَّ))؛ حديث صحيح رواه مالك في الموطَّأ بإسناده الصحيح.

أحلى ما قال السلف:
• الحسن البصري:
– كنَّا نعد البخيل فينا الذي يُقرض أخاه، وكان يقول: إخواننا أحبُّ إلينا من أهلينا؛ فأهلونا يُذَكِّرُونَنَا بالدنيا وإخوانُنا يُذَكِّرُونَنَا بالآخرة.

اقرأ أيضا  الدعوة جهاراً

• سفيان بن عيينة:
– مَنْ أَحَبَّ رَجُلاً صالِحاً فإنَّما يُحِبُّ اللهَ.

• عمر بن الخطاب:
– إذا رزقكم الله مودَّةَ مُسْلِمٍ فَتَشَبَّثُوا بها… وكانَ يَذْكُرُ الأَخَ مِنْ إِخْوانِهِ فيقول: يا طولَها مِنْ لَيْلَةٍ, فإذا صلَّى المكتوبةَ غدا إليْهِ فَعَانَقَهُ.

• أبو الدرداء:
– إنَّ العبد المسلم ليُغْفَرُ له وهو نائم … يقوم أخوه من الليل فيتهجد فيدعو الله فيستجيب له ويدعو لأخيه فيستجاب له

درس اليوم 9
الحب في الله … والبغض في الله …….. عمر عبد الكافي
http://media.islamway.com/lessons/omar//bukhary/bukhary47.rm

الحب في الله ….. معا تحت عرش الرحمن
أحبائي في الله ….الحب من طبيعة الإنسان، فالحب عمل قلبي، ولذا كان الحب موجود منذ وجد الإنسان على ظهر هذه الأرض، فآدم يحب ولده الصالح، وابني آدم كان ما بينهما بسبب المحبة، وتظل المحبة على وجه الأرض ما بقي إنسان.

ولما كانت المحبة بتلك المنزلة جاء الإسلام ليهذبها، ويجعل هذا الرباط من أجل الله، فالمؤمن يحب من أجل الله ويبغض لله يوالي له ويعادي له، وهكذا الحياة كلها لله {قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ العَالَمِينَ* لاَ شَرِيكَ لَهُ} [الأنعام: 162 – 163].

يجلس النبي – صلى الله عليه وسلم – مع أصحابه فيقول: ((وَدِدْتُ لو أنّي رأيت أحبابي، قالوا: يا رسول الله ألسنا أحبابَكَ؟ قال: أنتمْ أصحابي، أحبابي يأتون بعدي آمنوا ولم يروني))
تَخَيَّلْ .. بل تأمل .. النبي – صلى الله عليه وسلم – يحبك أنت ويشتاق لك.

وهذه المحبَّة الخاصَّة بالنَّبيّ – صلى الله عليه وسلم – ممتدّة لأهل الإيمان وإن كانت في حق النبي – صلى الله عليه وسلم – ينبغي أن تقدم على النفس والأهل والمال، فإنَّ محبة المُؤْمِنِينَ أَيضًا هي من الإيمان.

• نعم المحبة لها علاقة بالإيمان؛ في الصحيحين من حديث البراء أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال في الأنصار: ((لا يحبهم إلا مؤمن ولا يبغضهم إلا منافق)).

اقرأ أيضا  الصيام يقي من السمنة والكبد الدهني

• بل إن بها حلاوة الإيمان؛ في الصحيحين من حديث أنس – رضي الله عنه – أنه – صلى الله عليه وسلم – قال: ((ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر بعد أن أنقذه الله منه كما يكره أن يقذف في النار))

• وبها يستكمل الإيمان فعن أبي أمامة رضي الله عنه ((من أحب لله وأبغض لله وأعطى لله ومنع لله فقد استكمل الإيمان))؛ رواه أبو داود.

• بل هي أوثق عرى الإيمان؛ عن ابن عباس رضي الله عنه مرفوعًا: ((أوثق عرى الإيمان الموالاة في الله والمعاداة في الله والحب في الله والبغض في الله))؛ رواه الطبراني وحسَّنَهُ الأرناؤوط.

• وهي طريق إلى الجنة؛ روى مسلم من حديث أبي هريرة: ((والذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم)).

• وتجلب محبة الله؛ روى مسلم من حديث أبي هريرة – رضي الله عنه – «أنَّ رَجُلا زار أَخًا له في قريةٍ أُخْرَى فأرسل الله له على مدرجته ملكًا….. فقال: إن الله قد أحبك كما أحببته فيه».

• بل تجلب محبة الملأ الأعلى أجمعين مع القبول في الأرض؛ في الصحيحين من حديث أبي هريرة – رضي الله عنه – ((إذا أحب الله عبدا دعا جبريل فقال يا جبريل إني أحبه فأحبَّه، فَيُحِبُّه جبريلُ ثم يُنادِي جبريلُ في أَهْلِ السَّماءِ: إنَّ الله يَحِبُّ فلانًا فأحبوه فيحبه أهل السماء ثم يوضع له القبول في الأرض)).

• يظلهم الله في ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله، وتأمَّل في هذا الرابط الوثيق بين كون المحبة لله وكون الظل في ظل عرش الله.

• الحب في الله سبب في دخول الجنة، فهي من الأعمال الصالحة التي تستوجب حسن الثواب، ولها ثواب خاص …

اقرأ أيضا  على المنادين بتغيير المسميات الشرعية التوبة إلى الله

أحبتي: لِلمحبَّة في الله شروط منها:
1- أن تكون لله، فكل عمل لغير الله لا يقبله الله.
2- أن تكون على الطاعة، فالحب في الله طاعة لله، فهل تستغل طاعة الله لشيء محرم؟!.
3- أن تشتَمِلَ على التَّناصُحِ، فالمُؤْمِنُ ناصحٌ للمؤمنين أجمعين.

أحبتي….. للمحبة في الله واجبات منها:
1- إخبار من يحب.
2- أن تحب له ما تحب لنفسك.
3- الهديَّة … تهادَوْا تَحابّوا.
4- إفشاء السلام …
5- البذل والتَّزاوُر …. والمقصود البذل بمعناه الواسع بذل من الوقت والجهد والعلم والمال.
6- حرارة العاطفة.

التطبيق العملي?
– تهادَوْا تحابُّوا…. أهد أخًا لك في الله شريطًا أو كتابًا أو أي شئ مهما كان بسيطا بنية تآلف قلبيكما…
– تعرَّفْ على مَنْ تلقاه من إخوانك، وإنْ لم يَطْلُبْ منكَ ذلك.
– زُر أخا من إخوانك في الله بنية نيل حبه وحب الله.
– ادع لأخيك في الله بظهر الغيب حتى تؤمن الملائكة على دعائك.

هيا معا نحيي سنة الحبيب صلى الله عليه وسلم?
سنن عند الشرب…
1- التسمية.
2- الشرب باليد اليمنى.
3- التنفس خارج الإناء… أي على ثلاث مرات فلا تشرب مرة واحدة.
4- الشرب جالساً… ((لا يشربنَّ أحد منكم قائمًا))؛ رواه مسلم.
5- قول الحمد لله بعد الشرب… ((إن الله ليرضى عن العبد أن يأكل الأكلة فيحمده عليها، ويشرب الشربة فيحمده عليها))؛ رواه مسلم.

الدعـاء:
((اللَّهمَّ إنَّا نسألك الفردوس الأعلى من الجنَّة وما قرَّب إليْها من قولٍ أَوْ عَمَلٍ)).

وآخر دعوانا أنِ الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله و صحبه أجمعين.
المصدر: موقع مجلة الوعد الحق
الألوكة

Comments: 0

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.