الحكمة والغلو لا يجتمعان

الجمعة،13 رجب 1436//1 مايو/أيار 2015 وكالة معراج للأنباء الإسلامية”مينا”.
الحكمة، هي: فعل ما ينبغي على الوجه الذي ينبغي في الوقت الذي ينبغي؛ وقد قال الله تعالى: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ} (النحل:125)؛ أي: ادع، أيها المسلم، كل أحد على حسب حاله وفهمه، وقبوله وانقياده. ومن الحكمة الدعوة بالعلم لا بالجهل، والبداية بالأهم والأقرب إلى الأذهان، ولابد من الرفق واللين، كما قال تعالى: {فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى} (طه:44)؛ فإن انقاد المدعو فبها ونعمت، وإلا فلينتقل معه إلى الدعوة بالموعظة الحسنة، وهي الأمر والنهي المقرونان بالترغيب والترهيب، وحين طبق الصحابة – رضي الله عنهم – الحكمة في دعوتهم؛ دخل الناس في الإسلام أفواجا، وانتشر دين الله في بقاع الأرض شرقا وغربا.
ومن أصول الحكمة مراعاة حال المدعوين؛ فأسلوب الدعوة مع الكبير والصغير والرجل والمرأة والمتعلم والجاهل والرئيس والمرؤوس؛ ليس أسلوبا واحدا، بل هو متنوع، يليق بكل واحد على حدة. كما أن من أعلى المراتب الدعوية دفع السيئة بالحسنة، فإن لها أثرا بالغا في قلوب المخالفين.
وأما الغلو، فهو: نقيض الحكمة في كل شيء. فالشرع جاء بتحريم الغلو في الأقوال والأفعال والاعتقادات، واستخدم أنواعا من الأساليب والدلالات في بيان ذلك؛ تارة بالنهي عنه، وتارة بالتحذير من مشابهة الكفار في الغلو، وتارة ببيان أن الغلو سبب للهلاك. ولقد اتفق فقهاء الشريعة على تحريم الغلو بجميع صوره وأنواعه، قال تعالى: {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ} (النساء:171).
وقال رسول الله ” صلى الله عليه وسلم” : «يا أيها الناس، إياكم والغلو في الدين؛ فإنه أهلك من كان قبلكم الغلو في الدين» (رواه النسائي).
ــــــــــــــــــــــــــــ
– الوعي الإسلامي

اقرأ أيضا  العيد في زنازين الاحتلال.. حسرة على لمة العائلة
Comments: 0

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.