الدعليس : المصالحة الفلسطينية لم تحتوِ على “رفع العقوبات”
غزة (معراج) – أكد نائب رئيس الدائرة السياسية في حركة حماس عصام الدعليس، أن مصر قدمت ورقة جديدة لحماس حول رؤيتها للمصالحة تختلف عن السابقة التي وافقت عليها الحركة، وأن الورقة الجديدة تخلو من بند “رفع العقوبات التي فرضتها السلطة في رام الله على قطاع غزة”.
وقال الدعليس في حوار خاص مع صحيفة “فلسطين”، أمس: “إنّ المصريين قدموا لوفد قيادة حماس قبل شهر ورقة حول رؤيتهم للمصالحة وقبلتها الحركة تماشيًا مع الجهود المصرية، وقدم المصريون الورقة لحركة فتح والذي بدا واضحًا أنهم اعترضوا عليها ولم يقبلوها، كعادتهم في تعطيل أي جهود للمصالحة”.
وأضاف في كلمة له نقلته “معراج” عن فلسطين أون لاين”: “كنا ننتظر رد الإخوة المصريين على ذلك، فتفاجأنا أن المصريين يقدمون لوفد الحركة في زيارة حماس الأخيرة للقاهرة ورقة جديدة ومختلفة عن الورقة التي قدموها سابقًا وكانت وافقت الحركة عليها”.
وبين الدعليس أن الورقة الجديدة لم تحتوِ على رفع العقوبات التي يفرضها رئيس السلطة محمود عباس وحكومته على غزة، ولم تحتوِ على الالتزام التام والكامل بالاتفاقيات التي وقعتها الفصائل في القاهرة عام 2011 وما تلاها من تفاهمات 2017 ومخرجات بيروت.
وتابع: “إن هذا ما توقفت عنده حماس والفصائل بأنها ليست بحاجة إلى اتفاقيات جديدة، بل إلى تطبيق ما اتفق عليه سابقًا في 2011م وأن تكون بوابة المصالحة هي رفع العقوبات التي يفرضها عباس وحكومته كاملًا.
التصعيد الأخير
وبشأن جولة التصعيد الأخيرة، قال الدعليس “إن المقاومة استطاعت أن تُلجم الاحتلال وتوقف تغوله على الشعب الفلسطيني، واستطاعت كسر قواعد الاشتباك التي يحاول الاحتلال فرضها بين الحين والآخر”، لافتًا إلى أن المقاومة الفلسطينية أوصلت رسالة واضحة للاحتلال (لن تمر عمليات اغتيالكم لمجاهدينا دون ثمن)، وأن استهداف الاحتلال للمجاهدين كان لا بُدّ له من رد، وقد تحقق ذلك في جولة التصعيد الأخيرة.
وأضاف بأنه في كل جولة اعتداء وتصعيد من الاحتلال على الشعب ترد المقاومة وتتصدى لهذا العدوان الذي يستهدف الشجر والحجر والبشر، وقد شاهد العالم بشاعة وجريمة الاحتلال بحق عائلة “أبو خماش” وقتله الأم وجنينها والطفلة بيان وكيف استهدف المؤسسات المدنية والثقافية والبلديات.
وذكر أنه مع كل جولة تصعيد يتدخل العديد من الوسطاء وعلى رأسهم المصريون والقطريون ومبعوث الأمم المتحدة لتهدئة الأوضاع خشية أن تنزلق إلى مواجهة شاملة.
ولفت إلى أن رد الفصائل الفلسطينية واضح وتستجيب مع هذه الوساطات على قاعدة “أننا نتعرض لعدوان ونحن ندافع عن شعبنا وملتزمون بالهدوء ما التزم الاحتلال بذلك وأوقف عدوانه”، واستطاعت الوساطات أن توقف موجة التصعيد الأخيرة.
وعن تزامن القصف الإسرائيلي مع زيارة وفد من المكتب السياسي لحماس لغزة، قال: “إن الاحتلال ارتكب حماقة في أثناء زيارة وفد قيادة حماس لقطاع غزة باستهدافه لدورة تخريج في أحد المواقع أدى إلى استشهاد اثنين من المقاومين، وجاء هذا الاستهداف في ظل حديث الوسطاء وجهودهم للتوصل إلى تهدئة في رسالة واضحة من الاحتلال أنه يستهدف هذه الجهود وهذه الوساطات، فكان لا بد للمقاومة أن ترد على هذا العدوان المتكرر والذي يستهدف أبناء شعبنا”.
التهدئة ومسيرات العودة
وردًّا على سؤال “فلسطين” بخصوص مقترح التهدئة والتشاور مع الفصائل حول مقترح المبعوث الأممي نيكولاي “ملادينوف”، أوضح أن حماس والفصائل أعلنت موقفها واضحًا بأنها مع أي جهود عربية أو إسلامية أو أممية ترفع الحصار عن قطاع غزة دون أثمان سياسية.
وقال: “هذا حق للشعب أن يرفع الحصار عنه ويعيش حياة كريمة، وهذه مسؤولية المجتمع الدولي، وما يطرحه (ملادينوف) هي مجموعة من المشاريع الإنسانية التي تخفف عن شعبنا أزماته في الكهرباء والمياه والصحة والبطالة”.
واستدرك بأن أية مشاريع أو مقترحات يعرضها المجتمع الدولي ستناقشها حماس مع الفصائل الفلسطينية لبلورة موقف جماعي موحد حول قضايا شعبنا الفلسطيني وتقديمها للوسطاء.
وعن مسيرات العودة، قال الدعليس: “إن المسيرات هي الرافعة واستمرارها بزخمها المستمر وضع القضية الفلسطينية وحصار غزة أمام العالم، وأن جميع ما نشاهده اليوم من حراك ووساطات جاء لأجل هذه المسيرات وتضحيات أبناء الشعب الفلسطيني من الشهداء والجرحى”.
ولفت إلى أن مسيرات العودة وبعد مرور الجمعة العشرين لهذه المسيرات تسير فيالمسار الصحيح لتحقيق أهدافها بنسبة عالية، في رفع الحصار وتأكيد حق العودة والتصدي لصفقة القرن، و”علينا أن نتمسك ونستمر بهذه المسيرات حتى نرى رفع الحصار واقعًا على الأرض”.
زيارة “الوفد” وملف الجنود
وعن زيارة وفد حماس من الخارج لغزة، وصف الزيارة بالحدث التاريخي المهم على طريق العودة الكاملة والتحرير، وهذه أول مرة يجتمع المكتب السياسي للحركة على صعيد واحد.
وبين الدعليس أن المكتب السياسي لحماس أصدر بيانًا وضح فيه جملة من القضايا التي ناقشها في اجتماعه والقرارات الصادرة خاصة حول مسيرات العودة وإنجازاتها واستمرارها ودعمها، كما ناقش الجهود التي تبذلها الأطراف المتعددة وخاصة في مصر و”ملادينوف” لتحقيق المصالحة ورفع الحصار عن غزة وملف تحرير الأسرى من سجون الاحتلال.
ولدى سؤاله: “هل هناك جديد في موضوع ملف الأسرى؟ وهل توافقون على ربطه بالملفات الأخرى؟”، أكد أن حماس جاهزة واستعداداتها عالية لصفقة تبادل جديدة ولكن على الاحتلال أن يحترم الاتفاقية السابقة لصفقة وفاء الأحرار بالإفراج التام عن جميع الأسرى الذين أعاد اعتقالهم قبل البدء في صفقة تبادل جديدة وأن يكون الاحتلال جاهزًا لدفع الثمن.
وأوضح أن حماس أكدت لجميع الأطراف أن المسارات مختلفة ولا تتقاطع أبدًا فملف التبادل مسار منفصل تمامًا لا علاقة له وليس مرتبطًا لا بملف المصالحة ولا بملف رفع الحصار عن غزة وحل قضايا غزة الإنسانية وهذا ما نؤكده ونثبته لجميع الوسطاء “مسار رفع الحصار وملف التبادل خطان متوازيان لا يتقاطعان أبدًا”.
المصدر : فلسطين أون لاين