الدعوة إلى الإصلاح

الأربعاء 21 رمضان 1436//8 يوليو/تمور 2015 وكالة معراج للأنباء الإسلامية”مينا”.
د. محمد سعيد بكر
القاعدة التاسعة عشر: «لا يكتفي الداعية بأن يحول الناس إلى أناس صالحين، بل يسعى إلى تحويلهم إلى عاملين مصلحين».
– يسعى الداعية إلى تكثير عدد الدعاة المصلحين أكثر من سعيه إلى تكثير عدد الصالحين، ولأجل ذلك تراه ينشط في نقل تجربته وأسلوبه وطريقته في الدعوة لكل مدعو ممن حوله في الوقت الذي يؤسس عندهم مبادئ الهدى والإيمان.
– كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينقل لأصحابه منهجه وطريقته في الدعوة ويشعل حماستهم للتحرك لأجل الدين منذ اللحظة الأولى التي ينقلهم فيها إلى دائرة الإيمان، ومن ذلك ما حصل لسعد بن معاذ رضي الله عنه الذي ذهب إلى قومه بمجرد أن لامس الإيمان قلبه عندما أسلم على يد مصعب بن عمير رضي الله عنه ليقول لهم: إن كلام رجالكم ونسائكم عليّ حرام حتى تؤمنوا بما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم. فأسلموا جميعاً. وذلك الأعرابي الذي ذهب إلى قومه مباشرة ليقول لهم: يا قوم أسلموا فأن محمدا يعطي عطاء من لا يخشى الفقر.
– لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يطلب من أصحابه أن يتفرغوا للعبادة والطاعة وأن يعتزلوا الناس، أو ألا يتدخلوا في إصلاح مجتمعاتهم، بل كان يقول لهم: «بلغوا عني ولو آية» (رواه البخاري)، فهذا أبو بكر رضي الله عنه يُسلم على يديه خمسة من العشرة المبشرين بالجنة وهم: عثمان بن عفان، وطلحة بن عبيد الله، والزبير بن العوام، وعبد الرحمن بن عوف، وسعد بن أبي وقاص رضي الله عنهم.
– الفاصل الذي تم ابتداعه بين الإيمان والدعوة وبين العلم والعمل؛ هو الذي جعل الضعف يستشري في أمتنا، ولو عرف كل مسلم صالح واجبه ودوره في الإصلاح لكنا أحسن.
– إن من أعظم مسؤوليات الداعية أن يعزز الصلاح في نفوس من حوله، وأن يبعث فيهم الشعور بالمسؤولية تجاه دينهم، ولا أدري كيف لمن ذاق حلاوة الإيمان أن يمنعها غيره أو أن يحبسها ويحتكرها عنده.
– في غمرة ازدياد نشاط الكفر والعهر والفجور والفساد يحتاج المسلمون إلى كل طاقة داعمة لنشاطهم، فلا داعي لترك مسافة كبيرة بين الصلاح والإصلاح، وهذا يستدعي جهوداً مضاعفة لدى الداعية وهو يعمق الصلاح في نفوس المدعوين كي يكونوا خير ممثلين لدين الله العظيم.
– يقال بأن أفضل داعية لترك التدخين هو من كان مدخناً، وأفضل داعية لترك التبرج هي من كانت سافرة متبرجة، وصدق رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم: «خياركم في الجاهلية خياركم في الإسلام إذا فقهوا» (رواه ابن حبان وهو صحيح).
-السبيل-

اقرأ أيضا  التربية على أركان الإسلام والإيمان والإحسان (7)
Comments: 0

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.