الدعوة عبر برامج التواصل الاجتماعي

mawdoo3.com
mawdoo3.com

الأربعاء 16 جمادى الأولى 1437//24 فبراير/شباط 2016 وكالة معراج للأنباء الإسلامية”مينا”.
فهــد العيسـى
الدعوة إلى الله تعالى من أجل الطاعات وأعظم القربات ومنزلتها في الدين رفيعة ولذلك اصطفى لها خير خلقه من الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام وأتباعهم الذين يقومون بدعوة أقوامهم وأُممهم إلى الدين الحق، ويحرصون على إنقاذهم من الضلال ودلالتهم على سبيل الهداية انطلاقاً من قوله تعالى:«قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين». ولأن مهمة الدعوة إلى الله تعالى مطلقة وغير مقيدة بزمانٍ أو مكان ؛ فإن هذا يعني ضرورة أن تنطلق الدعوة بموجب مُتطلبات العصر من حيث الأسلوب والوسائل والمجالات ومن أعظم المجالات المعاصرة وأهمها محال الإنترنت. فيما مضى كان الدعاة يدعون إلى الله تعالى بطرقٍ مُختلفةٍ وأساليب مُتنوعة بدءًا بالخطاب المباشر، ثم بكتابة الكتب والرسائل والمؤلفات وإرسالها إلى مختلف الأماكن والأمصار، ومروراً بالبرامج عبر الإذاعة، وأجهزة التلفاز والفيديو والمحطات الفضائية. وعندما انتشر استخدام الحاسب الآلي ظهرت كثيراً من البرامج الدعوية المختلفة لخدمة الدعوة إلى الله تعالى، ومع ظهور شبكة المعلومات العالمية (الإنترنت Internet) برزت برامج التواصل الاجتماعي بأنواعها المختلفة في العصر الحاضر حيث أصبحت من أحدث وأهم وسائل الدعوة إلى الله تعالى لما لها من الأهمية والتأثير البالغين، ومجال الدعوة يكون في صنفين من الناس الأول المسلمون أنفسهم حيث يسعى الدُعاة إلى تحسين التزامهم بالإسلام من خلال الوعظ والإرشاد والتعليم الذي يبين لهم محاسن الإسلام ويقيهم من المزالق، والثاني دعوة غير المسلمين وتشمل كافة الناس الذين يُمكن أن تصلهم الدعوة خصوصاً في هذا العصر الذي أصبح فيه العالم قريةً صغيرةً. وتتمثل أهمية الدعوة إلى الله تعالى في برامج التواصل الاجتماعي في كون الدعوة إلى الله تعالى واجب على كل مُسلم قادرٍ من أبناء الأُمة المسلمة، وأن هذه الوسيلة رغم حداثتها واسعة وسريعة الانتشار وحرة مع سهولة استخدام هذه الوسيلة، وكذلك إقبال الناس المتزايد على استخدام هذه البرامج علاوة على أن الدعوة إلى الله تعالى عبر هذه البرامج غير مكلفة مادياً ومعظم مستخدمي مواقع التواصل من الطبقة المثقفة والفئة المتعلمة الواعية، وهي وسيلةٌ دعوية متاحة للجميع في أي وقت من الأوقات مع مايصاحب ذلك من تفاعل بين الداعية والمتلقي.
ومراعاة أهم وأبرز الأولويات في التعامل مع برامج التواصل الاجتماعي في الدعوة إلى الله تعالى من خلال حُسن توظيفها في هذا الشأن العظيم، ومواكبة تطوراتها المُتسارعة، والعمل الجاد على استثمارها الإيجابي والفاعل في هذا الشأن تبليغاً لهذا الدين، وإيصالاً لرسالته الخالدة إلى الآخرين في كل مكان مع استحضار إخلاص النية لله أثناء القيام بعملية الدعوة إلى الله تعالى والحرص أثناء القيام بمهمة الدعوة إلى الله تعالى على نفع الناس والانطلاق في مهمة الدعوة إلى الله تعالى من منطلق أن دين الإسلام دينٌ مُسالم وشاملٌ ومُنفتحٌ على الآخرين، مع التأكيد على توافر المعلومات الصحيحة والكافية عن الإسلام والاهتمام بحسن اختيار الدعاة إلى الله تعالى من المؤهلين علميا ومعرفيا، وأن يكون الخطاب الدعوي للآخرين مناسباً لهم، ومتوافقاً مع حاجاتهم، ومراعياً لظروفهم.
-الرياض-

اقرأ أيضا  الرئيس الإندونيسي ينقل ثلاثة نتائج للقمة الثانية والأربعين لرابطة دول جنوب شرق آسيا