الدفع بالأحسن

الجمعة 6 ذو القعدة 1436//21 أغسطس/آب 2015 وكالة معراج للأنباء الإسلامية”مينا”.
قال تعالى: “وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَداوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ. وَما يُلَقَّاها إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُوا وَما يُلَقَّاها إِلاَّ ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ” (فصلت: 34 – 35).
قال الشهيد سيد قطب – رحمه الله – في تفسيره:
“وليس له أن يرد بالسيئة، فإن الحسنة لا يستوي أثرها – كما لا تستوي قيمتها – مع السيئة.. والصبر والتسامح والاستعلاء على رغبة النفس في مقابلة الشر بالشر؛ يرد النفوس الجامحة إلى الهدوء والثقة، فتنقلب من الخصومة إلى الولاء، ومن الجماح إلى اللين..
“ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ، فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَداوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ”.. وتصدُق هذه القاعدة في الغالبية الغالبة من الحالات.. وينقلب الهياج إلى وداعة.. والغضب إلى سكينة.. والتبجح إلى حياءٍ على كلمة طيبة، ونبرة هادئة، وبسمة حانية في وجه هائج غاضب متبجح مفلوت الزمام!
ولو قوبل بمثل فعله؛ ازداد هياجاً وغضباً وتبجحاً ومروداً. وخلع حياءه نهائياً، وأفلت زمامه، وأخذته العزة بالإثم.
غير أن تلك السماحة تحتاج إلى قلب كبير يعطف ويسمح وهو قادر على الإساءة والرد.. وهذه القدرة ضرورية لتؤتي السماحة أثرها.. حتى لا يصوَّر الإحسان في نفس المسيء ضعفاً.. ولئن أحس أنه ضعف لم يحترمه، ولم يكن للحسنة أثرها إطلاقاً..
وهذه السماحة كذلك قاصرة على حالات الإساءة الشخصية.. لا العدوان على العقيدة وفتنة المؤمنين عنها.
فأما في هذا فهو الدفع والمقاومة بكل صورة من صورها.. أو الصبر حتى يقضي الله أمراً كان مفعولاً.
وهذه الدرجة – درجة دفع السيئة بالحسنة، والسماحة التي تستعلي على دفعات الغيظ والغضب، والتوازن الذي يعرف متى تكون السماحة ومتى يكون الدفع بالحسنى – درجة عظيمة لا يُلقّاها كل إنسان.. فهي في حاجة إلى الصبر.. وهي كذلك حظ موهوب يتفضل به الله على عباده الذين يحاولون فيستحقون: “وَما يُلَقَّاها إِلا الَّذِينَ صَبَرُوا وَما يُلَقَّاها إِلا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ”..
-السبيل-

اقرأ أيضا  الاعتزاز بحضارة الإسلام
Comments: 0

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.