الدين والحياة
الأربعاء،4 رجب 1436//22 أبريل/نيسان 2015 وكالة معراج للأنباء الإسلامية”مينا”.
يتعامل كثير من الناس مع الدين الإسلامي على أنه شأن خاص مع الخالق، ولا علاقة له بالحياة الاجتماعية للناس وبتنظيمها وبوضع القوانين والنواميس التي تنظمها وتؤطر العلاقة بين الأفراد فيما بينهم، وكذا بين الفرد والدولة، وفي هذا الإطار نجد أن الكثير من الناس، خاصة الذين ليس لهم الإلمام الكافي بالدين أو من الذين يتجاهلون ذلك متعمدين لاعتبارات فئوية ضيقة أو توجهات ليبرالية أو علمانية ممن يعتقدون بقولة «الدين لله والوطن للجميع»، لا يعلمون أن الدين الإسلامي تناول كل القضايا والمشاكل الاجتماعية، وكل ما يخص الشأن العام للناس، بكل دقة وتفصيل، لذلك لم يترك القرآن الكريم شاردة ولا واردة تتعلق بحياة الناس إلا ونظمها ووضع لها الإطار القانوني والموضوعي للتعامل معها، فنظم الشأن العام للناس بأدق التفاصيل، ولم يترك أي شيء للصدفة أو للتأويل، لذلك كانت الشريعة الإسلامية دستورًا منظمًا لحياة البشر، بدءًا بعلاقة الفرد بربه وانتهاء بوضع القوانين والتشريعات التي تحكم العلاقة بين الأفراد والدولة، وقد أتت في جوهرها وكلها متجددة ومتحركة ومنسجمة مع أي زمان ومكان، لا لبس فيها ولا غموض، وكل هذه الأمور يستشفها الإنسان المسلم بالدرجة الأولى من القرآن.
ولا يمكن للإنسان إلا أن يبقى منبهرًا بهذا الدين العظيم الذي وهبه الله البشرية، قرآنا وسنة نبوية عطرة، حيث يدرك بما لا يدع مجالًا للشك أن الدين الإسلامي دين دولة وحياة، لذلك تجدنا، وعلى مدار الساعة، نسمع ونقرأ ونشاهد عن الأعداد الكبيرة من جميع أصقاع العالم التي تسلم وتنضوي تحت راية الدين الإسلامي، وذلك لمجرد تعمقها وغوصها قليلًا في هذا الدين العظيم.
محمد إسعيدة