الريسوني: أولوياتنا تمتين اتحاد العلماء ومواصلة التجديد في الدين
الرباط (معراج)- قال أحمد الريسوني، الرئيس الجديد للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، إن الأولوية حاليًا للاتحاد تتمثل في “تمتين البناء المؤسساتي للاتحاد”، و”زيادة الإنتاج العلمي الفكري التجديدي”، وأشاد بدور تركيا في تطوير الاتحاد.
وانتخب الريسوني (65 عامًا)، فقيه المقاصد المغربي، في 7 نوفمبر/ تشرين ثانٍ الجاري، رئيسًا للاتحاد، خلفًا للدكتور يوسف القرضاوي، خلال الدورة الخامسة للجمعية العامة للاتحاد في مدينة إسطنبول التركية
وفي مقابلة مع الاناضول، أوضح الريسوني، أن “الأوليات في المرحلة الراهنة تتمثل في تمتين البناء المؤسساتي للاتحاد وتعزيز طابعه العالمي، وزيادة الإنتاج العلمي والفكري التجديدي الوسطي”.
وشدد على أن “الاتحاد سيواصل العمل من أجل مأسسة فروعه ولجانه وعلاقاته مع الدول ومنظمات العلماء الأخرى”.
وتأسس الاتحاد عام 2004، في مدينة دبلين عاصمة ايرلندا، ثم انتقل مقره، عام 2011، إلى العاصمة القطرية الدوحة.
ويهدف الاتحاد إلى دراسة وتشخيص مشكلات الأمة الإسلامية وتقديم الحلول لها وخدمة قضاياها، من خلال إطار مؤسسي يكون لعلمائها فيه الدور الريادي، بحسب الموقع الإلكتروني للاتحاد.
** إشادة بالدور التركي
أثنى الريسوني، المولود في إقليم العرائش شمالي المغرب، على دور تركيا في تعزيز قدرات الاتحاد بقوله إن “الدور التركي في تطور الاتحاد تصاعد بشكل إيجابي جدًا خلال السنوات الأخيرة”.
وأضاف أن “فرع تركيا (في الاتحاد) هو الأكبر والأكثر فاعلية، ويضم حاليًا مئات العلماء والأكاديميين والمفكرين، حتى أصبح أحد نواب الرئيس هو فضيلة الشيخ خير الدين قرمان”.
وأشاد بـ”الاستقبال” الذي حظي به وفد الاتحاد من طرف رئيس الجمهورية التركية، رجب طيب أردوغان، مؤخرًا.
وشارك في الجمعية العامة للاتحاد بإسطنبول أزيد من 1500 عالم من أكثر من 80 دولة، وهو الاجتماع الأكبر للاتحاد منذ تأسيسه.
وقال الريسوني إن “الرئيس أردوغان رحب وأيد ووعد، خلال اجتماعه مع وفد الاتحاد لحوالي الساعتين، بأن تكون تركيا مكانًا للعلماء في كل وقت”.
كما عبر عن شكره وامتنانه لبلدية مدينة إسطنبول، لـ”تحملها تكاليف ونفقات المؤتمر الأخير (للاتحاد على مدار ستة أيام)”.
وشدد على أن “الدور التركي متزايد، ونتمنى من كل دول الاتحاد أن تفعل ما تستطيع، فالاتحاد العالمي لعلماء المسلمين هو لجميع الشعوب الإسلامية”.
** تجديد منهجي
والريسوني، وهو أب لخمسة أبناء، من العلماء المعروفين باجتهاداتهم التي تقدم إجابات عصرية عن تحديات الواقع، ويلقبه البعض بـ”شيخ المقاصد”، و”إمام الفقه المقاصدي المعاصر”، و”الفقيه المعارض”.
وبشأن قضايا التجديد الراهنة التي تشغل الاتحاد، قال الريسوني إن “قضايا التجديد في الدين كثيرة، في مقدمتها مسألة الإصلاح والمصالحة والحكم الرشيد في الإسلام”.
وأضاف أن “الاتحاد سيهتم أساسًا بالتجديد المنهجي؛ فإعادة البناء في منهجية الاجتهاد سيعفينا من كثير من الاجتهادات التي سيتولاها علماء كثيرون بأفرادهم وهيئاتهم ومجامعهم”.
وتابع: “هناك قضايا وقواعد منهجية أُغفلت في السابق ويفرضها التطور العلمي والفكري، سيتم إبرازها عبر ندوات وكتابات لوضع العلماء كافة على سكة التجديد”.
وشدد على أن “الاتحاد سيواصل العمل من أجل أن يصبح عضوًا في منظمة التعاون الإسلامي.. هذا الطموح موجود عندنا منذ أول يوم وسيستمر”.
وتأسست منظمة التعاون عام 1969، ويوجد مقرها في مدينة جدة السعودية، وتضم في عضويتها سبعًا وخمسين دولة.
وتُمثل المنظمة، حسب موقعها الغلكتروني، الصوت الجماعي للعالم الإسلامي، وتسعى إلى حماية مصالحه والتعبير عنها، دعمًا للسلم والانسجام الدوليين، وتعزيزًا للعلاقات بين مختلف شعوب العالم.
** “قوائم الإرهاب“
في نوفمبر/ تشرين ثانٍ 2017، أعلنت كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر إضافة الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين إلى “قوائم الإرهاب” المحظورة لديها.
وهو تصنيف قال الريسوني إنه “”ليس له أدنى قيمة شرعية ولا قانونية ولا حقوقية، وغرضه إعلامي دعائي لا أقل ولا أكثر”.
وأردف: “رغم هذا التصنيف لا مانع عند الاتحاد من التواصل والحوار مع هذه الدول؛ لأن العقدة عندهم، وحلها بيدهم”.
وقطعت هذه الدول علاقاتها مع قطر منذ 5 يونيو/ حزيران 2017، ثم فرضت عليها إجراءات عقابية مستمرة؛ بدعوى دعمها للإرهاب، وهو ما تنفيه الدوحة، وتتهم تلك الدول بالسعي إلى فرض الوصاية على القرار الوطني القطري.
وختم الريسوني بالتشديد في الوقت نفسه على أن “الاتحاد لن يكون أبدًا في موقف الحياد والتعادل بين الظالم والمظلوم”.
وشغل الريسوني منصب نائب رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين منذ 2013، وحتى انتخابه رئيسًا له.
وهو كاتب ومفكر له قرابة 30 كتابًا، أغلبها في علم المقاصد، منها: “نظرية المقاصد عند الإمام الشاطبي”، “من أعلام الفكر المقاصدي”، و”مدخل إلى مقاصد الشريعة”، و”الفكر المقاصدي قواعده وفوائده”.
وكالة كعراج للأنباء