السر وراء إغلاق المساجد التاريخية بالمدينة المنورة!

okaz.com.sa
okaz.com.sa

السبت 10 جمادى الثانية 1437// 19 مارس/آذار 2016 وكالة معراج للأنباء الإسلامية”مينا”.
المدينة المنورة.
أماط تقرير صحافي اللثام عن السر الخفي وراء إغلاق المساجد التاريخية بالمدينة المنورة.
ويتعلق الأمر بأربعة مساجد تاريخية مجاورة لجامع الخندق الكبير في منطقة السيح المعروفة بالمدينة المنورة؛ حيث يشير المؤرخون أن إغلاق تلك المساجد تجاوز الثمانية أعوام.
ورصد تقرير نشرته صحيفة المدينة السعودية جانبا من الإهمال والضرر الذي أصاب مواقع المساجد الخمسة المتبقية في المنطقة التاريخية في المدينة المنورة حيث لوحظ إغلاق كافة الأبواب لكل من مسجد الفتح ومسجد عمر بن الخطاب ومسجد علي بن أبي طالب بالسلاسل المعقودة بأقفال محكمة بعد أن أوصدت أبوابها أمام الزوار منذ سنوات طويلة، في حين رصدت العدسة إغلاق بوابة مسجد الصحابي الجليل سلمان الفارسي (الموجود في الساحة) بحائط جداري يتكون من البلوك الأحمر وضعت عليه بوابة حديدية مكونة من جزئين تهاوت إحداهما أرضًا، بينما أغلقت البوابة الرئيسة للحديقة بسلاسل حديدية والتي تضم كلاً من مسجد علي بن أبي طالب في المنطقة المرتفعة في حين يقبع مسجد سعد بن معاذ الذي يطلق عليه مسجد فاطمة -بحسب باحثين- خلف بركس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الموجود في المنطقة التاريخية.
وبحسب التقرير؛ فإن ثلاث جهات حكومية تنفي علاقتها بالإغلاق الذي طال المساجد التاريخية بالمدينة المنورة، في الوقت الذي تتقاذف فيه جهتان منها المسؤولية.
والجهات الحكومية الثلاث هي: «فرع الهيئة العامة للسياحة والآثار في المدينة المنورة» و”فرع وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف»، وهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
وتقول الصحيفة إنها توصلت إلى أن «إغلاق الأبواب كان قديمًا من قبل فرع وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف في المدينة المنورة، تحديدًا قبل 10 أعوام وهو الوقت الذي سلمت فيه المساجد التاريخية للجهة المختصة آنذاك وهي السياحة والآثار في المنطقة إلا أن الأخيرة أكدت أنها استلمت المساجد التاريخية في المدينة المنورة ولكنها لم تستلم المفاتيح”.
وتنقل الصحيفة عن مدير فرع هيئة السياحة والآثار بمنطقة المدينة المنورة صالح عباس تأكيده أن إدارته لم تتحصل على مفاتيح أبواب المساجد المتبقية من المساجد السبعة في المنطقة التاريخية والتي أوصدت أبوابها أمام الزوار طوال السنوات الماضية.
ويضيف عباس: توليت إدارة القطاع السياحي في المنطقة منذ نحو عام تقريبًا وعند سؤالي عن مفاتيح المساجد أفادني مسؤول قسم الآثار لدينا أنها بحوزة أحد الموظفين العاملين بفرع وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف ولم تتسلم هيئة السياحة تلك المفاتيح حتى الآن ولا وجود لنسخة منها لدينا على الإطلاق».
وعن استمرار إغلاق المساجد بوضعها الحالي أوضح عباس أن السياحة لا علاقة لها بالإغلاق مشيرًا إلى أن المساجد قد شهدت في الفترة الماضية ترميمًا ومن ثم أغلقت.
وتساءل: «ما الفائدة من ترميم المساجد في ظل وجود قرار بإغلاقها من قبل جهات أخرى؟»، وبين عباس أن الهيئة وضعت تصورًا مبدئيًا يتمثل في إعادة فتح المساجد وتهيئتها لاستقبال طلاب حلقات تحفيظ القرآن وتنظيم دروس السيرة النبوية للاستفادة منها.
ولفت إلى أن فرع السياحة بالمنطقة رفع تقريرًا متكاملًا إلى نائب رئيس عام هيئة السياحة والآثار حول الوضع الحالي للمساجد المتبقية.

اقرأ أيضا  وصول أولى طلائع الحجاج الإندونيسيين إلى المدينة المنورة

بدوره، أوضح فرع الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمنطقة المدينة المنورة أن اختصاصها يقتصر على أعمال التوعية والتوجيه لزوار تلك المساجد وتوزيع الكتب والمطويات التوعوية والتوجيهية.
أما مدير عام فرع وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف بالمدينة المنورة الدكتور محمد الخطري فقد نفى احتفاظ إدارته بمفاتيح المساجد التاريخية بالمدينة المنورة، وقال: «لا صحة لتلك الأنباء على الإطلاق»، موضحًا أن الشؤون الإسلامية سلمت مواقع المساجد التاريخية وفق محاضر رسمية منذ 10 سنوات تقريبًا إلى هيئة السياحة والآثار».
وتساءل الخطري قائلا: «هل يُعقل أن المساجد مُغلقة منذ عشر سنوات تقريباً ولم تتمكن الجهة المسؤولة عنها من إعادة فتحها منذ ذلك الحين؟»، مؤكدًا أنه لا علاقة بإدارته بالإشراف على المساجد الأربعة المتبقية ويقتصر إشرافهم على جامع الخندق الكبير التي تؤدي فيه الصلوات حاليًا».
من جانبه، أوضح مصدر موثوق في الهيئة العامة للسياحة والآثار أن المساجد التاريخية بالمدينة المنورة غير مهيأة في الوقت الراهن لفتحها، كاشفًا عن أن هنالك ورشة عمل سوف تعقد قريبًا بالمدينة المنورة، لافتًا إلى أن هيئة السياحة وقعت في وقت سابق مذكرة تعاون وتفاهم مع إمارة منطقة المدينة المنورة ووزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف ووزارة الشؤون البلدية والقروية وهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر للعناية بالمساجد التاريخية.
وفيما يختص بالأربعة مساجد التاريخية «بمنطقة السبع مساجد» وإغلاقها فبين أن هناك جامعًا كبيرًا في الموقع تقام فيه الصلاة، مشيرًا إلى أن خلال الفترة المقبلة سوف يكون هناك مزيد من الدراسات لوضع التصور النهائي لتلك الساجد التاريخية، حيث إن هناك آلية للتعامل مع المساجد التاريخية، مفيدًا أن هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تقدم دورًا وجهودًا كبيرة فيما يختص بالمساجد التاريخية بالمدينة المنورة، بحسب مفكرة الإسلام .
وكالة معراج للأنباء الإسلامية”مينا”.

اقرأ أيضا  خطيب المسجد النبوي:الفئة الضالة أسقطت من قاموسها تعظيم شعائر الله