السعودية : إيران دولة مارقة طائفية توسعية تدعم الإرهاب

الأربعاء 10 ربيع الثاني 1437//20 يناير/كانون الثاني 2016 وكالة معراج للأنباء الإسلامية”مينا”.

قال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير إن العالم يقف مراقباً لإيران بحثاً عن أي مؤشرات تدل على وجود تغيير، لتتحول من كونها دولة مارقة وثورية إلى عضو محترم في المجتمع الدولي.

إلا أن إيران عوضاً عن مواجهة العزلة التي تسببت في حدوثها لدولتها، لجأت إلى تعتيم سياساتها الطائفية والتوسعية الخطيرة، إضافة إلى دعمها للإرهاب، من خلال كيل الاتهامات للمملكة العربية السعودية بلا دليل يدعم هذه الاتهامات.

وأوضح الجبير في مقال نشره في صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية ونقلته وكالة الأنباء السعودية «واس» ضرورة فهم الأسباب التي دفعت السعودية وحلفاءها من دول الخليج العربي للالتزام بمقاومة التوسع الإيراني وانتهاج اسلوب الرد القوي لمواجهة أي تحركات عدوانية تقوم بها إيران.

«فظاهرياً، قد يبدو وكأن هناك تغييراً في إيران، فنحن نعلم بالخطوات الأولية التي اتخذتها إيران فيما يتعلق بموافقتها على وقف برنامجها النووي بهدف تطوير سلاح نووي. كما أننا وبكل تأكيد على يقين من أن شريحة كبيرة من الشعب الإيراني تسعى لتحقيق انفتاح أكبر على الصعيد الداخلي وتكوين علاقات أفضل مع دول الجوار ودول العالم، إلا أن الحكومة الإيرانية لا تريد ذلك».

واستطرد قائلاً ان نهج إيران كان ثابتاً منذ ثورة عام 1979، حيث ينص دستورها على تصدير هذه الثورة، فعمدت إلى دعم الجماعات المتطرفة والعنيفة، بما في ذلك حزب الله في لبنان، والحوثيون في اليمن والمليشيات الطائفية في العراق. كما أن إيران أو عملاءها متهمون بارتكاب الهجمات الإرهابية التي نفذت في العالم.

اقرأ أيضا  طهران تقلص دعمها لحركة الجهاد الإسلامي

استهداف المواقع الدبلوماسية

وأشار وزير الخارجية إلى أن إيران تلجأ إلى استهداف المواقع الدبلوماسية لتستخدم ذلك كإحدى أدوات سياستها الخارجية، وما اقتحام إيران لمبنى السفارة الأميركية عام 1979 وسيطرتها عليه إلا بداية لهذا النهج..

فمنذ ذلك الحين، تعرضت السفارة البريطانية، والدانماركية، والكويتية، والفرنسية، والروسية وسفارة المملكة العربية السعودية للهجوم سواء كان ذلك الهجوم داخل إيران أو في الخارج على أيدي عملائها، كما تعرض الدبلوماسيون الأجانب والناشطون السياسيون المحليون لعمليات اغتيال في مختلف مناطق العالم.

وأفاد الجبير أن حزب الله عميل إيران في لبنان يسعى للسيطرة على لبنان وشن الحرب ضد المعارضة السورية، ومن خلال ذلك يقوم بمساعدة تنظيم داعش على الازدهار. ويتضح جلياً السبب الذي يدفع إيران للإبقاء على بشار الأسد في السلطة، حيث ذكر تقرير الوزارة الخارجية الأميركية حول الارهاب الذي صدر عام 2014 بأن إيران ترى في سوريا «طريقاً مهماً يمكنها من تزويد حزب الله بالسلاح».

دولة عدوانية

وبين وزير الخارجية أنه في اليمن، نتج عن دعم إيران لانقلاب الحوثيين ضد الحكومة اندلاع حرب أودت بحياة الآلاف. «وفي حين تدعي إيران بأن أولوياتها فيما يتعلق بالسياسة الخارجية تتركز حول بناء الصداقة، نجد أن نهجها يبين أن العكس صحيح.

اقرأ أيضا  محكمة بريطانية تغرّم "رويترز" لوسمها مسجداً في لندن بـالإرهاب

فإيران هي أكثر دول المنطقة عدوانية، فتعكس أفعالها التزامها بتوجهها نحو السيطرة على المنطقة وقناعاتها المترسخة بأن الإقدام على أي بادرة ودية ما هو إلا مؤشر على الضعف، سواء كان ذلك ضعف إيران أو ضعف خصومها».

واختتم وزير الخارجية مقاله بالقول: إن «المملكة العربية السعودية لن تسمح لإيران بالعبث بأمننا، أو بأمن حلفائنا، وسنتصدى لكل المحاولات التي تسعى للعبث به وتهديده».

وأضاف انه «في كذب سافر، تقوم إيران بتوجيه الإساءات والإهانة لكافة السعوديين بقولها ان موطني- موطن الحرمين الشريفين- يقوم بغسل أدمغة الشعوب ويعمل على نشر التطرّف. فلسنا نحن الدولة التي وصفت بأنها الراعية للإرهاب، بل هي إيران، ولسنا نحن من يخضع لعقوبات دولية بسبب دعمه للإرهاب، وإنما هي إيران.

ولسنا نحن الدولة التي يندرج أسماء مسؤوليها ضمن قوائم الإرهاب، بل هي إيران. لا يوجد لدينا عميل صدر بحقه حكم محكمة نيويورك الفيدرالية بالسجن 25 عاما لضلوعه في التدبير لعملية اغتيال سفير لدى واشنطن عام 2011، بل هي إيران».

وأكد وزير الخارجية ان المملكة كانت ضحية للإرهاب وللعمليات التي يقوم بها في الغالب حلفاء إيران. «فدولتنا هي خط الدفاع الأول لمحاربة الإرهاب، وتعمل على مواجهته بالعمل الوثيق مع حلفائنا.

اقرأ أيضا  أردوغان: بدون روسيا وإيران سيسقط الأسد خلال 24 ساعة

كما قامت المملكة العربية السعودية بعمليات اعتقال للمتورطين في عمليات إرهابية كان عددهم بالآلاف، ونفذت القصاص في المئات منهم. ونحن مستمرون في محاربتنا للإرهاب، فها هي المملكة تقود جهوداً متعددة الجنسيات لملاحقة كل من يتورط في أنشطة إرهابية، ومن يقوم بتمويلها، وكل من يتبنى الفكر الذي يحرض على الإرهاب».

إلا أن السؤال الحقيقي هو ما إذا كانت إيران تريد العمل وفقا لقوانين الأنظمة الدولية، أو تريد أن تبقى دولة ثورية تسعى للتوسع والاستخفاف بالقانون الدولي. ففي نهاية المطاف، نريد إيران يعمل على معالجة المشكلات بما يمكن الشعوب من العيش بسلام. إلا أن تحقيق ذلك يتطلب حدوث تغييرات كبيرة في سياسة إيران ونهجها. وهو أمر ما زلنا في انتظار حدوثه. وفقا للبيان