SCROLL TO CONTINUE WITH CONTENT

السلام في فلسطين يعني السلام في العالم

ADVERTISEMENT

SCROLL TO CONTINUE WITH CONTENT

الصهاينة اليهود ناقضو العهود (بقلم: الإمام يخشي الله منصور)

Friday, 28 رمضان 1446 - 22:50 WIB

14 Views ㅤ

Dini Istiqomah - Friday, 28 رمضان 1446 - 22:50 WIB

بسم الله الرحمن الرحيم

قال الله سبحانه وتعالى:

أَوَكُلَّمَا عَٰهَدُوا۟ عَهْدًا نَّبَذَهُۥ فَرِيقٌ مِّنْهُم ۚ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ

(البقرة: ١٠٠)

قراءة المزيد: الحكومة الإندونيسية تحدد عيد الفطر 1446 هـ يوم الاثنين 31 مارس 2025

ذكر الإمام ابن كثير رحمه الله أن هذه الآية نزلت في سياق أمر النبي ﷺ بتذكير اليهود بعهدهم مع الله تعالى بالإيمان بالنبي والرسول الخاتم.

فلما سمع اليهود ذلك، قال رجل منهم يُدعى مالك بن الصَّيف: والله، ما أمرنا الله بالإيمان بمحمد، ولا أخذ علينا عهدًا بذلك.” فأنزل الله تعالى هذه الآية ردًا على ادعائه الباطل.

وفي هذه الآية، يذم الله سبحانه وتعالى اليهود لأنهم نبذوا العهود التي قطعوها، ولم يكتفوا بذلك، بل كذبوا على الرسل الذين أُرسلوا إليهم، بل وعلى البشرية جمعاء.

وعلى الرغم من أن الآية تتحدث عن يهود بني إسرائيل، إلا أن العبرة منها تشمل المسلمين وسائر البشر، لئلا يتصفوا بهذه الصفات الذميمة (نقض العهد)، فينالوا غضب الله وعذابه كما حلّ باليهود من قبل.

قراءة المزيد: السودان: 4 آلاف أسير محرر من سجون الدعم السريع بالخرطوم

اليهود والصهيونية

الصهيونية هي حركة سياسية قامت بها الجماعات اليهودية بهدف إقامة دولة تُدعى “إسرائيل”. تهدف هذه الحركة إلى إيجاد وطن قومي لليهود ومن يؤيدون مشروعها. ويدّعي مؤيدو الصهيونية أنها جاءت كحلّ للاضطهاد والتمييز الذي تعرض له اليهود في أماكن مختلفة، خاصة في أوروبا.

تعود جذور الحركة الصهيونية إلى الصحفي اليهودي المجري ثيودور هرتزل، الذي طرح في أواخر القرن التاسع عشر فكرة ضرورة إقامة دولة قومية لليهود في فلسطين. وبلغت هذه الحركة ذروتها في عام 1948 عندما تم الإعلان عن قيام دولة إسرائيل، الأمر الذي أشعل الصراع مع الفلسطينيين الذين يعتبرون الأرض ملكا لهم.

تعتمد الصهيونية الإسرائيلية في احتلالها لفلسطين على أساليب القمع، مثل التهجير القسري، والاستيطان، والعدوان العسكري، والاغتيالات بحق الفلسطينيين الذين تعتبرهم تهديدًا لوجودها.

قراءة المزيد: الجالية الإندونيسية المسلمة في اليابان تبادر بالعطاء في رمضان

في دراسة بحثية بعنوان “أيديولوجية الصهيونية في ميزان علم اللاهوت الإسلامي: دراسة حول العنصرية في الفكر الصهيوني” (2021) للباحث محمد خالد مصلح وآخرين، تم تصوير الصهيونية على أنها إحدى الأجندات الكبرى للشعب اليهودي للسيطرة على العالم.

ومع ذلك، فإن الأيديولوجية الصهيونية وحركتها تعرضت لانتقادات وإدانات واسعة من قبل العديد من الأطراف، حيث اعتُبرت انتهاكًا للقيم الإنسانية وحقوق الإنسان.

تعتمد الأيديولوجية الصهيونية على كتاب التلمود وبروتوكولات حكماء صهيون، حيث تؤكد هذه النصوص على أن الشعب اليهودي هو “أفضل الأمم”. مما يبرر لهم القيام بأي عمل ضد الشعوب الأخرى، بما في ذلك القتل. كما تنظر الصهيونية إلى غير اليهود على أنهم ليسوا من نسل آدم عليه السلام، بل تُعاملهم وكأنهم في مرتبة أدنى، أشبه بالحيوانات.

وعليه، فإن الصهيونية التي تمارس الاحتلال على أرض فلسطين اليوم هي تجسيد حقيقي للجماعات اليهودية، كما ورد في آيات متعددة من القرآن الكريم، حيث وصفتهم بأنهم يقومون بنشر الفساد في الأرض، وينقضون العهود، ويكذبون على أنبيائهم.

قراءة المزيد: وحشية الصهاينة الإسرائيليين في شهر رمضان

توافق الصفات التي وصف بها القرآن الكريم اليهود مع جميع الممارسات التي يقوم بها الصهاينة اليهود اليوم، يعد دليلًا على صدق الآيات القرآنية ومطابقتها للآيات الكونية، أي الحقائق التي تجري في هذا الكون والأحداث التي نشهدها في الواقع المعاصر.

وفقا للسجلات التاريخية، بعث الله سبحانه وتعالى ما لا يقل عن 12 نبيًا ورسولًا إلى بني إسرائيل. وهم: النبي يعقوب، يوسف، موسى، هارون، إلياس، اليسع، يونس، داود، سليمان، زكريا، يحيى، وعيسى عليهم السلام.

ومع ذلك، فإن معظم بني إسرائيل كذبوا الأنبياء والرسل الذين أُرسلوا إليهم. فقد نبذوا دعوة التوحيد، ولم يلتزموا بشرائعهم، واتبعوا أهواءهم الشخصية.

يذكر القرآن الكريم قصص كذبهم وخيانتهم، بدءًا من يهود زمن النبي موسى عليه السلام، الذي أرسله الله بمعجزاته لإنقاذهم من اضطهاد فرعون وجنوده. ولكن عندما غاب النبي موسى عليه السلام لتلقي الوحي من الله تعالى، أشركوا بالله وعبدوا العجل الذهبي.

قراءة المزيد: التاريخ اليهودي هو تاريخ الهزائم

وكذلك مع الأنبياء والرسل بعد موسى عليه السلام، تمردوا على أوامرهم، ورفضوا تعاليمهم، بل تآمروا على قتلهم.

وفي تفسير الجلالين، نُقل حديث يشير إلى أن اليهود قتلوا سبعين نبيًا في يوم واحد، ثم أقاموا السوق في المساء وكأنهم لم يرتكبوا أي جريمة.

أما في زمن النبي محمد صلى الله عليه وسلم، فقد أبرم اليهود عهودًا معه ثم خانوها، كما حاولوا مرارًا اغتياله، ولكن الله أحبط مؤامراتهم وأفشل خططهم.

بلغت ذروتها في غزوة الأحزاب التي وقعت في السنة الخامسة للهجرة، حيث حرض اليهود القبائل العربية على التآمر لمحاربة المسلمين في المدينة المنورة وقتل النبي محمد ﷺ.

قراءة المزيد: حماس تحذر من تفاقم الكارثة الإنسانية بغزة وتدعو لتحرك دولي عاجل

وفي سياق يهود الصهاينة اليوم، لا يزالون يحتفظون بنفس طباعهم السيئة، حيث ينكثون العهود والاتفاقيات التي يوقعونها. فمن بين 188 قرارًا أصدرها مجلس الأمن الدولي بشأن القضية الفلسطينية-الإسرائيلية، تجاهلت إسرائيل جميعها.

وكان آخر هذه القرارات في 15 نوفمبر 2023، حيث دعا إلى وقف إطلاق النار وتقديم المساعدات الإنسانية إلى غزة، إلا أن الكيان الصهيوني رفض الالتزام به، متذرعًا بحجج واهية. إنهم يطالبون الدول الأخرى بالامتثال للقرارات الدولية بينما يتجاهلونها بأنفسهم.

فيما يلي بعض الاتفاقيات الكبرى التي أبرمها الكيان الصهيوني مع فلسطين والدول العربية لكنه انتهكها بنفسه.

اتفاقية كامب ديفيد

قراءة المزيد: استطلاع: 66 بالمئة من الإسرائيليين غير راضين عن أداء نتنياهو

اتفاقية كامب ديفيد هي اتفاقية سلام بين الدول العربية وإسرائيل، وُقِّعت بين الرئيس المصري أنور السادات ورئيس الوزراء الإسرائيلي مناحيم بيغن، بوساطة الرئيس الأمريكي جيمي كارتر عام 1978.

جاءت هذه الاتفاقية بعد صراعات طويلة بين الدول العربية، وخاصة مصر، وإسرائيل منذ إعلان قيام الكيان الصهيوني عام 1948. وكان الهدف الرئيسي من الاتفاقية هو إرساء السلام في قطاع غزة وإنهاء النزاع العربي-الإسرائيلي.

تضمنت اتفاقية كامب ديفيد ثلاثة بنود رئيسية:

1. اعترافالدولالعربيةبإسرائيل.

قراءة المزيد: إندونيسيا تطلق حملة “إندونيسيا تساعد فلسطين” لدعم إعادة إعمار غزة

2. انسحابالقواتالإسرائيليةمنالأراضيالمحتلة.

3. تعهد الدول العربية بعدم تهديد أمن إسرائيل وعدم تقسيم القدس.

نقض إسرائيل لاتفاقية كامب ديفيد واستمرار العدوان على غزة

لكن في الواقع، لم تلتزم إسرائيل ببنود الاتفاقية، حيث استمرت في السيطرة على قطاع غزة واضطهاد الشعب الفلسطيني. وظلت المعارك بين الفلسطينيين والاحتلال الإسرائيلي مشتعلة بسبب محاولات إسرائيل المتكررة لفرض سيطرتها الكاملة على القطاع.

قراءة المزيد: “الأوقاف الإسلامية” بالقدس: 180 ألف مصل في المسجد الأقصى

شنت قوات الاحتلال الصهيوني عدة هجمات عسكرية على غزة على مر السنين، أسفرت عن استشهاد عشرات الآلاف من الفلسطينيين، وتدمير البنية التحتية والمرافق العامة، بما في ذلك المدارس والمساجد والكنائس والمستشفيات ومنازل المدنيين. وما نشهده في هذه الأيام هو استمرار لهذا العدوان الهمجي الذي يهدف إلى القضاء على القضية الفلسطينية.

اتفاقية أوسلو: خطوة نحو السلام أم تعزيز للاحتلال؟

كانت اتفاقية أوسلو، التي جرت في العاصمة النرويجية، لحظة تاريخية في محاولة تحقيق السلام في الشرق الأوسط. وقد تمت هذه الاتفاقية على مرحلتين: الأولى في 13 سبتمبر 1993 (أوسلو 1)، والثانية في سبتمبر 1995 (أوسلو 2).

أدى اتفاق أوسلو 1 إلى اعتراف متبادل بين الجانبين، حيث تعهدت منظمة التحرير الفلسطينية (PLO) والاحتلال الإسرائيلي بإنهاء الصراع الذي استمر لعقود منذ عام 1948.

قراءة المزيد: الفيفا يرصد مليار دولار للأندية في كأس العالم للأندية

أما في اتفاقية أوسلو 2 لعام 1995، فقد تم تحديد آليات الحكم الجديدة بين الطرفين، ومناقشة قضايا مثل الحدود وحقوق كل طرف والأمن الإقليمي. وقد منح الاتفاق سيطرة محدودة للسلطة الفلسطينية على غزة وأجزاء من الضفة الغربية، بينما سُمح للاحتلال الإسرائيلي بالاحتفاظ بجزء من الضفة الغربية.

ورغم توقيع هذه الاتفاقيات، لم تحقق أي منها مكاسب حقيقية لصالح فلسطين. فقد استغلت إسرائيل والقوى الغربية هذه المعاهدات لتعزيز سيطرتهم على الأراضي الفلسطينية بدلاً من إنهاء الاحتلال.

اتفاقيات السلام التي انتهكتها إسرائيل

بالإضافة إلى اتفاقية كامب ديفيد واتفاقية أوسلو، هناك العديد من مبادرات السلام التي وقّع عليها الاحتلال الإسرائيلي ولكنه انتهكها مرارًا وتكرارًا. ومن أبرز هذه الاتفاقيات:

1. مبادرة السلام العربية (قمة بيروت 2002):

تم تبني هذه المبادرة في القمة العربية التي عُقدت في بيروت عام 2002، حيث عرضت الدول العربية إقامة علاقات دبلوماسية طبيعية مع إسرائيل مقابل انسحابها الكامل من الأراضي المحتلة عام 1967 وإيجاد حل عادل لقضية اللاجئين الفلسطينيين. ومع ذلك، رفضت إسرائيل المبادرة واستمرت في احتلالها وتوسيع المستوطنات.

2. خارطة الطريق للسلام (الرباعية الدولية، 2003):

طرحت اللجنة الرباعية الدولية (الأمم المتحدة، الولايات المتحدة، الاتحاد الأوروبي، وروسيا) خطة خارطة الطريق للسلام التي هدفت إلى إقامة دولة فلسطينية بحلول عام 2005. لكن إسرائيل تجاهلت البنود الأساسية للخطة، مثل وقف بناء المستوطنات والانسحاب من الأراضي المحتلة.

3. مبادرة السلام الأمريكية (صفقة القرن، 2020):

أطلق الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب مبادرة السلام المعروفة بـ”صفقة القرن”، التي زعمت أنها تهدف إلى إنهاء الصراع. لكن الخطة انحازت بشكل كبير لصالح إسرائيل، حيث شرّعت احتلال الضفة الغربية والقدس الشرقية، مما أدى إلى رفضها من قبل الفلسطينيين والمجتمع الدولي.

ورغم توقيع إسرائيل على هذه الاتفاقيات، إلا أنها واصلت سياساتها العدوانية، بما في ذلك التوسع الاستيطاني، قمع الفلسطينيين، وشن الهجمات العسكرية، مما يثبت عدم التزامها بأي معاهدة أو اتفاقية سلام.

درس ثمين من انتهاك الاتفاقيات المتكررة

يجب على المجتمع الدولي، وخاصة قادة الشرق الأوسط، أن يدركوا أن الصهاينة سوف يستمرون في انتهاك الاتفاقيات التي يوقعونها. فكم من اتفاقية أخرى يجب أن تُبرم، ومن يضمن أن الصهاينة لن ينقضوها مجددًا؟

لذلك، يجب على العالم الإسلامي أن يتحد (كجماعة) للدفاع عن الشعب الفلسطيني وحماية مصالحه. ومن خلال هذه الوحدة، سيحظى العالم الإسلامي بالهيبة والاحترام أمام خصومه، بما في ذلك الكيان الصهيوني وحلفاؤه الذين استمروا في دعم جرائمهم واحتلالهم.

نسأل الله سبحانه وتعالى أن يحمي الأمة الإسلامية من خيانة العهود التي يقوم بها الكيان الصهيوني، وأن يطهر أرض فلسطين من الاحتلال الصهيوني، كما طهّر مدينة المدينة المنورة من يهود بني النضير الذين تم طردهم بسبب خيانتهم للصلح مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.

والله أعلم بالصواب

كُتِب في المسجد الحرام، 13 جمادى الأولى 1445هـ / 28 نوفمبر 2023م

توصيات لك