بكين، مينا – تواصل الصين تعزيز جهودها في مجال التنقيب عن المعادن العميقة في باطن الأرض، ضمن مساعيها لتأمين احتياجاتها من الموارد الاستراتيجية، وسط تحذيرات من آثار بيئية مدمّرة قد تخلّفها تلك المشاريع.
وفي قلب المناطق الجبلية في وسط الصين، أنشأت بكين جهازا كهرومغناطيسيا عملاقا تبلغ قوته 500 كيلوواط، يغطي مساحة تفوق خمس مرات مساحة مدينة نيويورك، وكان في الأصل مخصّصًا للاتصالات البحرية مع الغواصات.
ويعدّ هذا الجهاز، الذي يشكّل جزءا من مشروع يعرف باسم المنهج الكهرومغناطيسي اللاسلكي (WEM)، أحد أكثر المشاريع الطموحة في تاريخ الصين الجيولوجي، إذ أصبح أداة رئيسية في الكشف عن المعادن النادرة مثل الليثيوم والكوبالت وعناصر الأرض النادرة، الضرورية للتقنيات الخضراء.
لكن التقنيات الصينية الحديثة هذه أثارت مخاوف بيئية وجيوسياسية متزايدة، إذ تعتمد على ضخ إشارات كهرومغناطيسية عالية الطاقة في باطن الأرض، مما يثير قلق العلماء بشأن تأثيرها على النظم البيئية والتوازن الجيولوجي.
قراءة المزيد: مجموعة العمل للأقصى ترحّب بعودة ناشطَين إندونيسيين من أسطول الصمود العالمي 2025
ووفقا لتقرير صادر عن هيئة المسح الجيولوجي الصينية نقلته وكالة “Mekong News”، تمكنت أنظمة الاستشعار الصينية من تحديد مواقع رواسب معدنية ضخمة على أعماق تتراوح بين 500 و2000 متر، فيما وصلت بعض عمليات المسح في مناجم النحاس في التبت إلى أعماق تجاوزت 3000 متر، كاشفة عن احتياطات هائلة من الذهب والليثيوم واليورانيوم.
وفي الوقت الذي لا تتجاوز فيه قدرات الأجهزة الغربية 30 كيلوواط، نجحت الصين في تشغيل أنظمة تفوق قوتها 100 كيلوواط في معظم مشاريعها، ما يمنحها تفوقًا كبيرًا في سباق السيطرة على موارد المعادن الحيوية عالميًا.
ومع ذلك، حذّر خبراء بيئة من أن هذه الهيمنة التكنولوجية تأتي على حساب الطبيعة، إذ قد يؤدي الاستخدام المكثف للترددات الكهرومغناطيسية إلى تغييرات غير متوقعة في طبقات الأرض وتلوث بيئي يصعب احتواؤه.
وكالة مينا للأنباء
قراءة المزيد: إلغاء رحلات جوية وتعليق العمل جنوبي الصين مع اقتراب إعصار ماتمو