العشر الأواخر المباركات فرصتنا للنجاة
الإثنين 19 رمضان 1436//6 يوليو/تمور 2015 وكالة معراج للأنباء الإسلامية”مينا”.
وصال تقة
على مشارفِ برِّ الأمان، قد تخور قوى الغريق تعبًا، وقد تخُور غرورًا برؤية الشاطئ بالقرب، وقد يكون الهلاك تفريطًا في توخي الحذر، فيغرق وهو الذي كان يؤمِّل في ميلاد جديد بعد النجاة من بحر نفسه وهواه وإغراقه في بشريته..
لم يتعلَّمْ من أولئك الذين جاءته أخبارُهم، أنهم كانوا على وشك الوصول، لولا أنهم فرَّطوا وتقاعسوا وخارت عزائمُهم في وقت كانوا فيه أحوجَ ما يكونون إلى الصبر والعزيمة والمواصلة..
وكانت النتيجة: زفرات وآهات وحسرات على ما فرَّطوا في جنب الله، وعلى ما ضيَّعوا من أطواق النجاة..
وقبل أن ينفرط العقد، وحتى لا تتكرَّر المأساة، لنكُنْ ممن يستفيدون من أخطائهم وأخطاء غيرهم الماضية من أجلِ الإصلاح، ولنستحضر حالَنا في أعوام سابقة، وقد انقضت سويعات العِتق والعفو، ولم نستغلَّ بجدٍّ طوقَ النجاة..
فكان كل الحظ في النهاية:
(زفرة مكلوم)، يقرع بها نفسه، ويقتلها لومًا وحسرة، لسان حاله ومقاله:
“لَكَمْ منَّيْتُ نفسي بالسعي الدؤوب، وبالجِدِّ والاجتهاد.. وكم وعدتها بالإتقان، وأن أريَ الله منها ما يحب..
ويمر اليوم والآخرُ فلا أجد منها ذاك الحماس الذي كان، وإذا تلك الأمانيُّ أبت إلا أن تبقى أمانيَّ..
منَّيْتها بما يستقبل من أيام، فإذا هي تنصرم كصُوَيحباتها..
منَّيتها بالعشر الأواخر، وها هي ذي هي الأخرى قد انفرطت لآلئُها وصار وداعُ الشهر وشيكًا..
لَكَمْ وددتُ أن أستقبل العيد بنفسٍ مطمئنة لما بذرت، واثقًا من الجائزة يوم الفرح الأكبر..
لكنه التقصير والتسويف والمماطَلة..
حتى إذا ما شارف شهر الرحمة على الانصرام، فإذا هي نفس الغُصَّة، ونفس الحسرة، كما كل سنة، على ما فرطتُ في جَنْبِ الله..”.
ويبقى الرجاء في ربٍّ رحيم ودود شكور عفوٍّ غفور..
الألوكة