الفلسطينيون يواصلون الرباط في الخان الأحمر
غزة(معراج)- لليوم الخامس بعد المائة، يرابط مئات الفلسطينيين والمتضامنين الأجانب في تجمع “الخان الأحمر” البدوي شرقي القدس، لمواجهة عملية هدمه المرتقبة من قبل السلطات الإسرائيلية.
وعلى مدار الساعة يرابط النشطاء، فمنهم من يرصد تحركات القوات الإسرائيلية، والبعض الآخر يوفر احتياجات المرابطين، وبعض النسوة يعددن الطعام والشراب.
ويتوقع السكان أن تهدم القوات الإسرائيلية التجمع في أي وقت بعد انتهاء المهلة التي أعطتها السلطات للسكان لهدم مساكنهم بأيديهم.
وقررت المحكمة العليا الإسرائيلية في 5 سبتمبر / أيلول الماضي هدم وإخلاء “الخان الأحمر”.
وحذر مراقبون فلسطينيون من أن تنفيذ الهدم يمهد لإقامة مشاريع استيطانية تعزل القدس الشرقية عن محيطها الفلسطيني، وتقسّم الضفة الغربية إلى قسمين، بما يؤدي إلى تدمير خيار “حل الدولتين”.
وقال وليد عساف رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية، إن الرباط “متواصل في الخان الأحمر على مدار الساعة”.
وأضاف لوكالة الأناضول، حين كان يتابع بعض المرابطين بعد منتصف الليل: “المئات يرابطون في التجمع، وهذا مؤشر واضح على أن المجتمع الفلسطيني يدافع عن أرضه”، وفق الأناضول.
وتابع: “نحن مستعدون للرباط لأسابيع وأشهر، لدينا خطة صمود للدفاع عن التجمع والبقاء أطول مدة زمنية، ولن نسمح بهدمه وترحيل السكان، لن نيأس ولن ننكسر”.
وحذر “عساف” من مخاطر هدم التجمع السكاني، وقال: “إذا ما اشتعل الخان الأحمر فستشتعل كافة المدن والبلدات الفلسطينية”.
وأشار إلى أن موجة الرباط في التجمع البدوي تتدحرج وتكبر يوما بعد يوم.
بدوره، قال الناشط في المقاومة الشعبية شادي مطور لوكالة الأناضول، عندما كان يرابط ليلا في التجمع البدوي، إن الشارع الفلسطيني لن يسمح بهدم الخان الأحمر.
وأضاف: “ملتفون حول السكان، لن نتركهم يواجهون القوات الإسرائيلية وحدهم، ولن نقف مكتوفي الأيدي.
وأشار إلى أن عملية هدم الخان في حال تمت، فستكون “تهجيرا قسريا ونكبة جديدة للشعب الفلسطيني”.
وعدّ رباطه في التجمع البدوي “واجبا وطنيا ودينيا وأخلاقيا”.
وبجوار “مطور” عشرات الشبان، منهم من يعد “الشاي والقهوة”، ومنهم من يتواصل مع جهات ومؤسسات لتوفير فراش لمبيت المئات.
وينقسم المرابطون في دوائر موزعة داخل الخيام وخارجها، يتناوبون في مراقبة التحركات الإسرائيلية المحيطة بالتجمع السكاني.
ولا تخلو ليلة الرباط الطويلة من الترويح عن النفس، حيث ينشد البعض الأغاني الوطنية والشعبية.
وفي مدرسة التجمع، والمعروفة باسم مدرسة “الإطارات”، تواصل الناشطة سناء فايز العمل مع بعض السيدات لإعداد طعام العشاء.
وتقطع فايز ثمار البندورة، وتشير إلى بعض زميلاتها بتوزيع الجبن على عشرات الصحون البلاستيكية.
وقالت لوكالة الأناضول: “للمرأة الفلسطينية دور مهم في الرباط، نساند الرجال، نقف إلى جانب السيدات والأطفال، نعد الطعام”.
وأضافت: “ما نقوم به واجب وطني وديني، نحن هنا على أبواب مدينة القدس، واقتلاع السكان يعني تطويق المدينة المقدسة من كل الجهات بالمستوطنات”.
وشددت “فايز” الناشطة في مجال حقوق المرأة في مدينة القدس، على ضرورة الدفاع عن الأرض الفلسطينية، وقالت: “هذه الأرض لنا، سندافع عنها حتى لو لم يكن بها سكان، ووجودنا رسالة للاحتلال أننا موحدون في مواجهته، ورسالة للعالم لردع إسرائيل”.
وينحدر سكان التجمع البدوي “الخان الأحمر” من صحراء النقب، وسكنوا بادية القدس عام 1953 إثر تهجيرهم القسري من قبل السلطات الإسرائيلية.
ويحيط بالتجمع عدد من المستوطنات اليهودية، حيث يقع ضمن الأراضي التي تستهدفها السلطات الإسرائيلية لتنفيذ مشروعها الاحتلالي المسمى .
وكالة معراج للأنباء
Comments: 0