القدس تستغيث.. فهل من مغيث؟!
الثلاثاء 19رجب 1437/ 26 أبريل/نيسان 2016 وكالة معراج للأنباء الإسلامية”مينا”.
إبراهيم عسال العبيدي
القدس مدينة الإيمان والإسلام.. مدينة الحب والسلام، كما أنها مدينة الكراهية لبعض الخلق، فلا نستطيع أن نذكر اسم القدس حتى تبرق في مخيلتنا قطعان يهود الصهاينة المستوطنين، وأحبارهم الفاسدين، القادمين من خلف البحار، منتهكين الحرمات والمقدسات.
القدس أيضاً من مشاكلنا، فالسكوت على تدنيسها يؤرقنا ويزعجنا، فبعد أن تركها المسؤولون وحيدة، وهربوا من استحقاق إعادتها وتحريرها، والتضحية بالغالي والنفيس لأجلها؛ أصبحت مشكلتنا.
القدس تجمعنا مثلما تجمعنا صلاة الجمعة، فهي الدين والهوية، وهي التراث والقضية، وهي عنوان وجودنا، فلا وجود لنا إلا بالقدس.
والآن؛ القدس تُنتهك حُرمتها أكثر من أي وقت مضى، وأصبحت مشروع تقسيم للتدنيس، ومشروع توحيد لعاصمة خرافية.. فالقدس حالياً بحاجة إلينا أكثر من أي وقت مضى.
القدس تجمعنا، وبعض رجال العلم منشغلون عنها في تقسيم الولاءات لزخرف الدنيا ومسؤوليها، يقيمون الدنيا ولا يقعدونها حزنا على توافه الأمور، ويغفلون عن القدس وبلاد المسلمين المحتلة.. ولعمري؛ أين العلماء؟ أين أصحاب الرشد منهم من زواج الهندوس الكفار من بنات المسلمين، أو الزنا بهن في بلاد الهند والسند، وقتل وإعدام المسلمين في أفريقيا الوسطى وميانمار، وذبحهم في سوريا والعراق والشيشان وأفغانستان وكشمير وفلسطين، وانتهاك كل الحرمات والمقدسات؟ ألا يغارون؟ ألا يعلم هؤلاء العلماء أنهم بصمتهم الانهزامي يقلبون موازين الفهم للدين الإسلامي، ويخنقون وعي الأمة، والقدرة على التحليل السليم والاستنباط المستقيم.
لقد صنع هؤلاء القوم “مسمارا” باسم الدين، علقوا عليه كل اضطراباتهم النفسية، حتى أشكل علينا نحن البسطاء أن نفهم ديننا الإسلامي.. والله وكأني فهمت من بعض مدعي العلم الشرعي أنهم يطلبون منا تسليم نسائنا لأعدائنا ولكل طاغوت، بدون أي مقاومة!
لقد كان حرياً بكم أيها العلماء؛ أن تنتصروا للدين والعرض والشرف والرجولة والنخوة.. كان حرياً بكم أن تفهموا واقعكم، ودينكم الذي يأمركم بالانتصار للمساكين، والمقهورين، والمظلومين، والمعتقلين، واليتامى، والأرامل، ولكل مقدسات أمتكم.
القدس تجمعنا، وأنظمتنا العتيدة في كل قطر عربي وإسلامي؛ تقول إنها مشغولة بالهموم الاقتصادية، والاجتماعية، والرياضية، والسياسية، والأمن القومي، والاستراتيجية الدفاعية في التضييق على الحركات الاسلامية.. وفي الوقت نفسه؛ فإن المسؤولين مشغولون باستثمارات الأبناء والأحفاد، والمشاريع الخاصة الداخلية والخارجية، واحتفالات أعياد الميلاد، وحفلات زواج الأبناء والأقارب من البنين والبنات في العواصم الكافرة، وتطلعاتهم واهتماماتهم الاجتماعية والرياضية والترفيهية، مقلدين الدول الغربية في بناء ناطحات السحاب بالصبغة العالمية، ولا ننسى المشاركات في كافة المناسبات العالمية من سباقات الفروسية، والدوريات الرياضية، ورفع الصوت في كل المنتديات العالمية للدفاع عن حقوق الانسان، وعن حقوق الحيوان، وعن الأقليات، وعن كل المقدسات إلا مقدساتهم الإسلامية! ولا ننسى التهافت غير المسبوق على شراء الأسلحة من كل دول العالم، وتكديسها في المخازن لوقت الشدة!
القدس تستغيث، فهل من مغيث؟ القدس وكل فلسطين تستغيث؛ لا الأقصى فقط..
وللغيورين من أبناء هذه الأمة نقول؛ يجب عليكم أن تقفوا مع القدس، فالقدس تنتهك بشكل منظم ليلا ونهارا، ومن حق القدس علينا جميعاً أن ندافع عنها، ولا بد من تخصيص دعم مالي ودائم لها؛ حتى النصر والعودة؛ ليتمكن هذا الشعب من البقاء والاستدامة على أرضه، وهذا واجب ديني مقدس، فالدعم المالي واجب، والمليارات التي تدفع في بناء ما يلزم وما لا يلزم، وتصرف على الفارغ والملآن؛ القدس وفلسطين أولى بها.
وكالة معراج للأنباء الإسلامية”مينا”.