اللهم ارحم حلب

الأحد، 20 صفر 1438 هـ الموافق 20 تشرين الثاني / نوفمبر 2016 وكالة معراج للأنباء الإسلامية “مينا”                       

أمريكا

ذكر البيت الأبيض يوم السبت أن قادة الولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا وبريطانيا وإسبانيا وإيطاليا وفرنسا دعوا روسيا وإيران إلى وقف كل الأنشطة العسكرية في مدينة حلب السورية على الفور؟! .

هل هذا كل ما تملكه هذه الدول الستة الكبيرة بالنسبة لحلب التي يجري حرقها وهدمها وتهديد حياة ربع مليون نسمة فيها؟! أيكفي أن تتجه هذه الدول ببيان إعلامي لروسيا لوقف الحرب على حلب، وهي تعلم إصرار روسيا وتصلب النظام؟! هل هذه الدعوة الإعلامية كافية لوقف هجمات الروس وغيرهم على مدينة حلب؟! أم أن البيان ليس إلا محاولة غربية لذر الرماد في العيون، بينما الحقيقة أن هذه الدول متآمرة بشكل أو بآخر على حلب وغيرها.

اقرأ أيضا  العاهل الأردني عبد الله الثاني يطالب المجتمع الدولي بدعم الأردن لاستيعاب اللاجئين السوريين

القصف الذي يصب على حلب يحصد مئات الأطفال والمدنيين يوميا، فهل من الإنصاف أن تكتفي هذه الدول ببيان إعلامي؟! ماذا لو كان القتلى من ديانة أخرى كالمسيحية أو اليهودية؟! لا أقول هذا لكي نجعل التمييز بين الشرائع السماوية هو الأساس، ولكن التاريخ علمنا وقال لنا إن هذه الدول تسارع بالعمل الجاد لإنقاذ المسيحيين أو اليهود، حتى لو كانوا أفرادا معدودين.
روسيا يا سادة تقصف حلب بكل مكوناتها لأنها تريد تحقيق الانتصار بأي ثمن لأنها لا تجد أحدا في العالم يقول لها لا ؟! لا يصح هذا القصف؟!

ما شأن روسيا في حلب، وما شأن إيران في حلب؟! ، وحلب ليس كلها عسكريين. في حلب ربع مليون مدني، بينهم شيوخ وأطفال ونساء، فلماذا تهدم الطائرات البيوت على رؤوسهم؟! إن عامل التفوق الروسي العسكري ليس مبررا لقصف حلب، وتهجير سكانها، ولا قيمة للحجة الروسية بأنها تقصف حلب بطلب من الرئيس السوري، لذا فهي مع الشرعية ولا تتحمل المسئولية؟!
ما تقوله روسيا كلام غير قانوني وغير منطقي، ولا تقبل أن يحدث مثله في بلادها، أو بلاد صديقة لها؟! الرئيس السوري لا يبيح له منصبه الطلب من روسيا قصف مدينة حلب وفيها ربع مليون مدني يرفضون المغادرة والهجرة منها، وما يقال عن روسيا يقال عن المقاتلين الآخرين.

اقرأ أيضا  دعم القمة العربية لفلسطين و سوريا

روسيا لا تحارب الإرهاب في حلب، سكان حلب مسلمون، ورسيا تقتلهم لأنهم مسلمون، والأصل فيها أن تدعو الأطراف لحلول سياسية تمنع هدم المدينة وتهجير سكانها، وعلى أميركا وغيرها من الدول المذكورة آنفا في أول المقال أن تعمل كل ما في وسعها لإجبار روسيا على وقف قصف المدينة، والبحث عن حلول سياسية تحمي المدنيين من القتل ومن التهجير. إن صور الأطفال تحت الأنقاض لا تحتمل، لذا قررت أن أكتب عن المسلمين في حلب، لأنهم يتعرضون للإبادة على يد دولة ملحدة، بينما الدول المسيحية تلوذ ببيان صحفي لرفع العتب ليس إلا.

وكالة معراج للأنباء الإٍسلامية “مينا”

Comments: 0

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.