المخابرات البريطانية تجند المسلمين الجدد للتجسس

الخميس 25 ربيع الثاني 1437//4 فبراير/شباط 2016 وكالة معراج للأنباء الإسلامية”مينا”.
لندن
قالت صحيفة “إندبندنت” البريطانية إن دراسة حديثة كشفت عن استهداف المخابرات البريطانية “إم آي فايف” للمسلمين الجدد بتنجيدهم من أجل التجسس عل المجتمعات المسلمة في بريطانيا، مشيرة إلى أن ذلك يجعلهم محل شك ويعزلهم عن عائلاتهم وبقية المجتمع.
وأشارت الصحيفة إلى أن الرجال الذين يعتنقون الإسلام يجدون أنفسهم هدفا للخدمات السرية البريطانية، التي تطلب منهم التحول إلى مخبرين، ما يجعلهم محلا للشك، ويعزلهم عن عائلاتهم وبقية المجتمع بأسره.
ولفت تقرير الصحيفة إلى أن الدراسة، التي أجراها مركز الدراسات الإسلامية في جامعة كامبردج، أشارت إلى أن الرجال البريطانيين الذين يعتنقون الإسلام ينظر إليهم عادة من المجتمع البريطاني بشكل عام على أنهم “منبوذون” قاموا باعتناق ثقافة “غريبة، بدائية تعد تهديدا” على المجتمع.
وأوضحت الصحيفة إلى أن الدراسة قامت على تجربة 50 مسلما بريطانيا من مختلف الأعمار والعرقيات والأصول الدينية ممن اختاروا الإسلام، مشيرة إلى أن الباحثين اكتشفوا أثناء البحث، الذي استمر 18 شهرا، أن الكثيرين شعروا بأن الإعلام يعمل على شيطنتهم، خاصة عندما صورهم بأنهم إرهابيون محتملون.
وأضافت الصحيفة، نقلا عن بعض المشاركين في الدراسة، قولهم إن المخابرات الداخلية “إم آي فايف” قامت بالاتصال بهم شخصيا، وطلبت منهم التعاون والعمل مخبرين، حيث قام عملاء الوكالة باستخدام “كلام معسول” أو “التهديد المبطن”، لحثهم على التعاون مع المخابرات، لافتا إلى أنه بسبب هذه الأساليب، فقد تمت معاملة الكثير من المسلمين الجدد بشك، ما صعب من عمليات اندماجهم في الدين الجديد.
ونقلت الصحيفة عن مدير مركز الدراسات الإسلامية البروفيسور ياسر سليمان، قوله إن الكثير من المسلمين الجدد شعروا بأنهم “خارجون” عن السياق من أصدقائهم وعائلاتهم، وكذلك من المسلمين، ما تركهم وبشكل استثنائي معزولين. ويضيف سليمان أن “اعتناق الإسلام في الغرب شوهته مزاعم التطرف- العنيف وغير العنيف- والتشدد وللأسف الإرهاب”.
وأضاف سليمان بأن اعتناق الإسلام “أصبح ضحية عدم اللامبالاة من الرأي العام تجاه الدين، خاصة في المجتمعات العلمانية، ما عرض من يعتنقون الدين لوصفهم بأنهم ليسوا فقط غريبي الأطوار وغير أسوياء ومنبوذين ومتمردين، ولكنهم أيضا مرتدون وخونة وأعداء وطابور خامس ممن أداروا ظهورهم لثقافتهم الأصلية”.
وقالت الصحيفة إن الدراسة حملت عنوان “سرديات اعتناق الإسلام في بريطانيا: منظور ذكوري”، وجاء فيها أن المسلمين الجدد هم “أقلية داخل أقلية”، ودعت الدراسة إلى إنشاء منظمة خاصة تتولى العناية بهم ومساعدتهم على التخلص من مشاعر الرفض الناجمة عن اعتناقهم الإسلام.
وأردفت الصحيفة أن الدراسة نقلت تجربة عبد الملك تايلور، الذي تحول من الهندوسية واعتنق الإسلام قبل 20 عاما، ويدير شركة سياحة في لندن، وقال إنه “عانى من انتهاكات جسدية ونفسية” من عائلته، عندما قرر تغيير دينه. وأضاف: “ظن أقاربي أنني تعرضت لغسيل دماغ، وأصدروا إنذارا نهائيا لي، وقالوا لي: تخل عن الدين (الجديد)، أو غادر البيت، كنت في عمر الـ 18 عاما، وكان علي المغادرة بعد ضربي”. وقال إنه يتم تجنب المسلمين الجدد الذين ساهموا بشكل إيجابي في المجتمع، فيما يتم التركيز على المتشددين.
وأفادت الصحيفة بأن من الذين شاركوا في الدراسة مارك باريت من مدينة نريتش، الذي اعتنق الإسلام قبل ثمانية أعوام، وقال: “يعاملني أصدقائي وعائلتي بطريقة مختلفة، واضح أن الناس لا يعرفون الكثير عن الإسلام في عالم اليوم، ولهذا فهم يتجنبون أحيانا النقاش عنه، حتى لو طرحت الموضوع، وفي الوقت ذاته، فإنه بشكل عام هناك تعاطف حقيقي في الغرب، وتفهم حول الطريقة التي يجب فيها فهم الإسلام تاريخيا؛ بسبب الحروب السياسية التي حدثت. وأعتقد أن المخاوف التي تظهر هي مخاوف نابعة من الطريقة التي يتم فيها تمثيل الإسلام أكثر من أي شيء آخر”.
واختتمت الصحيفة تقريرها بالإشارة إلى قول هيث: “عرف والدي عن إسلامي بالصدفة، وكان وقع الخبر عليهما يشبه تلقيهما ضربا على الرأس. وشعر أصهاري بأنه يجب أن أرفع يدي وأعترف بأنني جيمي سافيل (مقدم البرامج المتهم بانتهاك الأطفال)، يمكنك أن تخبر الناس أنك أصبحت بوذيا، أو اتبعت ويكان (دين وثني)، أما الإسلام، فإن اعتناقه غير مبرر وصادم للقيم”، بحسب فكرة الإسلام.
وكالة معراج للأنباء الإسلامية”مينا”.

اقرأ أيضا  رئيسة الاتحاد الإفريقي تزور مسجد النجاشي في إثيوبيا