المرأة العظيمة

الجمعة 2 جمادى الثانية 1437// 11 مارس/آذار 2016 وكالة معراج للأنباء الإسلامية”مينا”.
د. محمد بن عبد العزيز السليمان
في ديننا عناية ورعاية وتقدير لكل شيء في هذه المعمورة والحياة المحصورة، بما في ذلك المرأة وشأنها وعالمها الخاص والعام، وودت لو ان يوم النشر لهذه الزاوية كان يوم الثلاثاء ليوافق يوم المرأة الثامن من هذا الشهر الميلادي لاشارك فيه بهذا الموضوع واقول إن الامم المتحدة جعلت ذلك اليوم لترضي المرأة ومن خلاله تصنف وتحاكي من يريد أن يجعل من المرأة عنصراً مستقلاً بذاته يبحث عن وجوده وحريته وحقوقه، وكل امة تنظر لهذا اليوم بما تراه يحاكي مجتمعها ويجد فيه مادة خصبة للاثارة والجدل، وفي مجتمعنا لم نشعر في يوم من الايام ان المرأة قضية بذاتها وإنما تقصير في ذاتنا تجاهها وهذا القصور اعمانا عنه دعوات القشور والسطحية من كلا الطرفين رجلا او امرأة، حتى عادت هذه القشور هي صلب القضية، ولانها قشور فلن نستطيع الالمام بها والامساك لها بطرف، وهذا يعني اننا سنستمر ننشد سراباً لحل قضية وهمية ليس لها نهاية.
نعود لقصورنا تجاه المرأه فنجد اننا مجحفون كثيراً فيما يستلزم لها من حق أقره لها الدين الاسلامي، فكم من امرأة تعول صغارها وتقوم على شأنهم ووالدهم يتمادى في إهمالهم دون حسيب او رقيب أو خوف من الله او من سلطة، واخرى معضولة حبسها وليها، وكم من امرأة صدرت لها احكام قضائية بنفقة او ميراث ولم تنفذ؟
ولا تستطيع أن تخرج بحيائها وحشمتها لتتنقل بين المكاتب والادارات المعنية تنشد حقها، وإن لجأت لمحام او موكل نهبها بدوره بالاتعاب المرهقة او المساومة القاسية، وكم من امرأة عائلها غائب عنها إما موقوفا او مريضا مقعدا تحتاج من يقف معها في شأن صغارها..
إن المرأة في مجتمعنا قمة في الإيثار والعطاء والصبر تتفانى للزوج، تحرق نفسها للابن، تقدم ذلك كله لاجل أب او ام، المرأة في المجتمع المسلم سيدة نساء العالم بلا منازع فهل نظرنا لقصورنا تجاهها؟!
إن مؤسسات المجتمع المدني العامة والخيرية مطالبة بأن يكون فيها مقعد لكل امرأة محتاجة مهما كان هذا الاحتياج ماديا او معنويا بالتعقيب والترافع والخدمات وليكن بمقابل رمزي يكفل الاستمرار وغير مجهد فالمرأة بطبيعتها تحب أن يُعتنى بها، لكنها تكره أن تكون تلك العناية مدخلاً للوصاية عليها أو سلبها حقها أو الاستنقاص من قدراتها.

اقرأ أيضا  حكايات الأم وتكوين وجدان الطفل