المرأة المسلمة والتحدي الحضاري
الإثنين 19 رمضان 1436//6 يوليو/تمور 2015 وكالة معراج للأنباء الإسلامية”مينا”.
د. زيد بن محمد الرماني
في جاهلية العرب كان ينظر للمرأة نظرة ازدراء، وكان الرجال يتشاءمون من المرأة، ويعتبرونها سلعة تُباع وتُشْترى، لا قيمة لها ولا مقام، كما جاء في قول للفاروق عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – والله إنَّا كنَّا في الجاهلية ما نعيرُ للنساء أمرًا؛ حتى أنزل الله فيهنَّ ما أنزل، وقسم لهنَّ ما قسم.
وكان من عادات العرب في الجاهلية إذا مات الأب، قام أكبر أولاده، فألقى ثوبه على امرأة أبيه فورث نكاحها، فإن لم يكن له فيها حاجة، يزوجها بعض إخوته بمهر جديد، فكانوا يتوارثون النكاح كما يتوارثون المال، وإن شاؤوا زوجوها لمن أرادوا وأخذوا صداقها، وإن شاؤوا لم يزوجوها، بل يحبسونها؛ حتى تموت فيرثونها، أو تفتدي نفسها.
وأما في جاهلية القرن العشرين، فلقد فتنت نساء أُمتنا الإسلامية بنساء الغرب، ومالهن من حقوق، وما حققنه من نجاح، ولم ينتبهن لحقيقة واضحة للعيان؛ إذ تجاوزت المرأة الغربية الحدود، ونتج عن هذا التجاوز ويلات وأمراض ومعضلات على مستوى الطفل والأسرة والمجتمع والدولة.
في بداية القرن العشرين، أطلق المسؤولون في الغرب للمرأة العنان، ومنحوها المساواة المطلقة زعموا مع الرجل، والاستقلالية في معاشها، والاختلاط بالرجال، وساعد هذا التجاوز والإفراط في التحرر من التغيرات التي أحدثتها الثورة الصناعية؛ حيث ارتفعت تكاليف الحياة، واضطر الجميع رجالاً ونساءً وأطفالاً إلى العمل من أجل لقمة العيش، وساعد في ذلك أيضًا النظام الرأسمالي الذي يمجد الحرية الفردية العارية عن كل قيد أو شرط، وكانت المرأة في مقدمة المستفيدين من هذا النظام الذي فتح أبواب الإباحية أمام المجتمع الغربي، وهكذا أصبحت الحشمة والحياء والعِفَّة غير معروفة في هذا المجتمع، وليس لها أي قيمة.
وأصبحت المرأة تكشف عن جميع مفاتنها ومحاسنها، وتخرج من بيتها تخالط الرجال، وتشاركهم في كل شيء، فكثر بذلك الفجور وانتشر الفساد والزنا والأبناء غير الشرعيين، وأصبح العالم يعاني الأزمات، ويشكو هذه الفوضى غير الخلقية.
فيا أيتها المرأة المسلمة، اقرئي واعتبري واحذري.
الألوكة