المرأة وأثرها على زوجها وبيتها (خديجة رضي الله عنها أنموذجا)

الأحد 9 ربيع الأول 1437//20 ديسمبر /كانون الأول 2015 وكالة معراج للأنباء الإسلامية”مينا”.
أسماء سعود السالمي
المرأة وأثرها على زوجها وبيتها
(خديجة رضي الله عنها أنموذجًا)
أتناول في هذا المقال مكانة المرأة في الإسلام؛ نظرًا لما تعرضت له في أيام الجاهلية وفي بعض العصور لذل وانتهاك حقوقها، حتى جاء الإسلام فرفع مكانتها، وأوضح حقوقها في المجتمع، والمرأة هي العنصر اللازم والفعّال في المجتمع؛ فهي بنت مدللة، ثم زوجة مكرّمة، ثم أمّ حقُّها بعد حق الله؛ فهي أساس الأسرة، وهي سببٌ لحجبِ والدها عن النار؛ كما قال الرسول عليه الصلاة والسلام: ((مَن كان له ثلاثُ بنات فصبر عليهنَّ وكساهن مِن جِدَتِه، كنَّ له حجابًا من النار))، فهذا يدل على فضل البنت وأهميتها، وأيضًا هي الزوجة التي تحفظ زوجها وبيتها، فإذا صلَحت المرأة في ذلك، صلح المجتمع، وعندما تصبح أمًّا فهنا لها مكانة عظيمة، والدليل أن الله جعل مكانتها بعده، والدليل قوله تعالى: ﴿ وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا * رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ إِنْ تَكُونُوا صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلْأَوَّابِينَ غَفُورًا ﴾ [الإسراء: 23 – 25].

اقرأ أيضا  حقيقة تكريم المرأة في الإسلام

– ومن كرم الإسلام على المرأة أن جعل لها مكانة في التشاور والصلح، وقد جاء في السيرة تجاوز المسلمين أخطر أزمة في بداية تاريخ الإسلاميوم صلح الحديبية بحكمة امرأة ومشورتها، وهي أم المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها، وأن الإسلام أقرَّ مكانتها في الدين والمجتمع؛ فهي أساس الأسرة؛ فللمرأة دور كبير في التأثير على الرجل، إما أن تصلحه أو تفسده.

• ومن هنا نذكر نموذجًا مشرفًا للمرأة المسلمة، زوج الرسول عليه الصلاة والسلام خديجة رضي الله عنها؛ حيث كان لها الدور الكبير والمؤثر على رسول الله عليه أفضل الصلاة والتسليم في بداية الدعوة، إنها أعانته على المشاق التي تعرض له في بداية الدعوة، وساندته، وأعانته في تبليغه لدعوته، إن هذه السيدة العظيمة بذلت نفسها ومالها مؤازرة لرسول الله عليه الصلاة والسلام، فكانت تتحمل وتصبر على الأذى الذي تعرض له، إن السيدة خديجة بنت خويلد أول من آمن بالله ورسوله، وأول من صدَّق محمدًا فيما جاء به عن ربه، وأول من آزره على أمره، كانت هذه السيدة الجليلة صادقة أمينة حنونًا؛ فالرسول عليه الصلاة والسلام ذهب لها عندما رأى جبريل، خاف الرسول عليه الصلاة والسلام فلجأ إليها؛ لقربها وكمال عقلها وخلقها، فذهب إليها وهو يقول: ((زمِّلوني زمِّلوني، دثِّروني دثِّروني))، فوقفت خديجة وقفة صامدة ثابتة مع الرسول، ساندته؛ قال عليه الصلاة والسلام لحبيبته: ((أي خديجة، ما لي؟ لقد خشيتُ على نفسي))، ثم أخبرها الخبر، فانبرتْ تحلف وتُقسِم بالله، بل وتُبشِّره: كلا، أبشِرْ، فوالله لا يُخزيك الله أبدًا، ثم طيَّبت نفسه، وعلَّلت قسمها، بل وأتبعته بقسم آخر فقالت: فوالله إنك لتصِلُ الرحِم، وتصدُق الحديث، وتحمل الكلَّ، وتَكسِب المعدوم، وتَقري الضيفَ، وتُعِين على نوائب الحق.

اقرأ أيضا  وضع المرأة في الإسلام

• فكل هذا قليل مما فعلته هذه السيدة لرسول الله عليه الصلاة والسلام في تحقيق الدعوة ونشرها لكافة الناس، والسيدة خديجة رضي الله عنها مثَل أعلى للمرأة التي لها دورٌ كبير في نشر الحق وفي دعمه، والمرأة المسلمة لها دور كبير وفن في صناعة الرجال، وتوجيه سديد، فأين المرأة المسلمة المعاصرة من أم سفيان الثوري التي تقول لابنها: يا بني، اطلب العلم، وأنا أعولك بمغزلي؟!

المرأة واجهت تحديات ومخاطر من قِبل الغرب، فأرادوا أن يضعفوا المجتمع عن طريق المرأة، وقد أصاب أمير الشعراء حين قال:
خدعوها بقولهم: حسناء والغواني يغرهنّ الثناء

ومن ذلك ازددنا يقينًا أن للمرأة دورًا خطيرًا في حياة المجتمع الإسلامي، تستطيع المرأة وهي نصف المجتمع أن تكون سندًا للحق، وأن تكون مشارِكةً مشارَكةً فعالةً في دعم الحق، وتثبيت دُعاة الحق، فلا نعطي فرصة لمن يريد تشويه الدين الإسلامي والتشكيك في فضل المرأة ومكانتها في الدين الإسلامي، من العلمانيين وأعداء الدين.
جعلني الله وإياكن ممن ينتفع بها وعلمها.
الألوكة

اقرأ أيضا  مباحثات قطرية أممية لتجنب الصراع في قطاع غزة