المسعف “الجديلي”..عمود البيت الذي قتله الاحتلال
ياسمين عنبر
غزة – (معراج) على خط الصفر، أو كما نقول: “على خط النار“، ينتشر علىحدود قطاع غزة ملائكة الرحمة، بلباسهم الأبيض، الذي يلطخكل يوم بجرائم الاحتلال الصهيوني الغاشم.
منذ بدء مسيرات العودة على السياج الفاصل بين الأراضيالمحتلة وقطاع غزة لم يسلم المسعفون من قناص جنودالاحتلال، منهم الذي أصيب ومنهم من قضى نحبه وهم يحملونأرواحهم على أكتافهم.
“محمد الجديلي” ذو السبعة والثلاثين عامًا مسعف كان يتنقلبين المصابين على حدود غزة يداوي جروحهم التي تركتهارصاصات الغدر الصهيونية في أجسادهم، دون أن يشفع لهزيه الطبي.
في شهر مايو الماضي اقترب “محمد” من طفل مصاببرصاص متفجر قرب السياج الفاصل بمنطقة أبو صفية شرقيبلدة جباليا شمال قطاع غزة، محاولًا إنقاذه فأطلقوا عليهرصاصاتهم الغادرة ورحل شهيدًا على إثرها الشهر الحالي.
هو أب لأربعة أطفال، لم يكن ذنبهم سوى أنهم ترعرعوا في بلاديكون فيها الفراق من طقوس حياة أبنائها.
“عامود البيت” هكذا وصفته زوجته، بعد تعبيرها عن صدمتهاعند سماعها نبأ استشهاده، فقد قصم الفراق ظهرها بعدأن ترك لها حمل تربية الأطفال ورعايتهم.
وقالت: “فراق محمد صعب جدًا، فكيف سنجلس أنا وأطفاليفي بيت يخلو من ضحكات محمد“.
“محمد” كما تقول زوجته كان يرفض رفضًا قاطعًا أن يجلسفي البيت وقت الحروب على غزة، وحينما تسأله عن السببيقول: “أبناء شعبي أمانة في رقبتي“.
وكالة معراج للأنباء