المهتدية الفلبينية مريم: اللباس الإسلامي للمرأة يفرض احترامه على الآخرين

12

الخميس،24ربيع الأول1436الموافق15يناير/كانون الثاني2015وكالة معراج للأنباء الإسلامية”مينا”.
مُهتديات الإدارة النسائية
اسم المهتدية: مارسيلينا ماغاندا.
الاسم الإسلامي: مريم.
الداعية: رئيسة سالم.
الفرع: المنقف.
إشراف رئيسة قسم المهتديات الجدد: نجاة سعد الطويل.
البداية
أنا المهتدية مريم.. ” مارسيلينا ماغاندا سابقًا”، من دولة الفلبين، قبل إسلامي كنت إنسانة مادية وأنانية، أحسب أن الكون كله وما فيه مُسخر لي فقط، لذا فقد كنت أريد ما في يد الآخرين وأتمناه لي وحدي، وحين لا يحدث ذلك يكون البديل الإحباط والحسد الذي لم يُسلم منه حتى والدي اللذين لم يجدا مني إلا العقوق إليهما وللآخرين.
القدوم إلى الكويت
قدمت طلب للعمل في الكويت، وكنت لا أعلم إلا القليل عن الإسلام والمسلمين، بل إن ما كنت أعلمه جعلني لا أهتم ولا أريد معرفة ذلك الدين الذي يتبعه أسوأ الناس خُلقًا، وهم نماذج مُكررة من أحد المجموعات الإسلامية التي تنتهج العنف في بلادي الفلبين.
نعم كانت تلك الصورة المظلمة عن الإسلام ، تلك الصورة التي اصطحبتها معي وأنا في طريقي إلى الكويت، وبعد فترة من عملي في الكويتلاحظت أن ربة عملي بدأت تُحدثني عن الإسلام، وأصدقكم القول أن نمط حياتي السابق ما زال مًستحكمًا عليّ، فلم ألق لحديثها بالًا، ولم أكن أطيق تلك الأحاديث ولا من يتحدث فيها.
ورغم إحضار تلك السيدة الكتيبات الدعوية إلا أنى أخذها من هنا ولم ألق اهتمامًا لها بل ولا أقرأها أصلًا.
بعد عام كامل عادت ربة العمل لتسألني إن كُنت أريد أن أدخل الإسلام، ولأن الكذب كان طريقي المختصر لتجاوز مالا أرغبه، ولكي يكفوا عن محاولاتهم قلت لهم: نعم أود ذلك، فرافقوني إلى لجنة التعريف بالإسلام ونطقت الشهادتين وأسلمت لسانًا وليس قلبًا، وعدت كما أنا لم أطيق شيئًا من التعاليم التي أطلعوني عليها.
وكان أفراد الأسرة ومن باب الحرص يُكرونني بالصلاة، وكنت أجيبهم بنعم لقد صليت وأنا لم أفعل، وجاء رمضان وأنا أُمارس الكذب والتدليس على أهل البيت، فقد كنت أصوم أمامهم، وعندما أخلو بنفسي كُنت أتناول الطعام.. لدرجة أنني كُنت أتناوله وأنا مُختبئة في الحمام.
إلى أن لطف الله بي وجاءت لزيارتي إحدى صديقاتي، وكانت من المداومات على الحضور للجنة التعريف بالإسلام، فدعتني لمرافقتها وخلال ذلك حدثتني عن الله تعالى.
هنا بدأت أُفكر في الله ولأول مرة، بل إني صرت أخشى أن تُلاحظ المعلمة اختلافي عن الأخريات فتقول ما يُحرجني أو يجرحني لأني لم أسلم فعلًا، وبعد شهر بدأ شيء جميل يفيق بداخلي، وبات قلبي يتحرك نحو الإسلام، حياتي التي أنهكها البحث وراء الماديات جاء الإسلام بروحانيته ليتغلغل فيها، وما زلت أذكر تلك المعلمة التي حثتني على أن أحمد الله فهو فضل منه أن أعرفه –سبحانه- وأن أعلم يقينًا بأن المسيح رسول يعبد الله.
قبل وبعد الإسلام
كثيرًا ما يسألني الآخرون ما الفرق بين ديانتي السابقة والإسلام؟ وما الذي جذبني إليه؟، إنها أشياء كثيرة من الصعب حصرها.
ولكن الفرق العظيم هو أنه بدلًا من عقيدة الثالوث أي الأب والابن والروح القدس هناك في الإسلام إله واحد هو الله سبحانه، ولا توجد تماثيل تُمجد. وهناك فرق أراه أمامي وهو اللباس الإسلامي الساتر للمرأة الذي يفرض احترامه على الآخرين بعكس اللباس الغير مُحتشم والذي يكشف بدلًا من أن يستر.
ومما أعجبني حقًا في الدين الإسلامي هو قلوب أصحابه الطاهرة وكرمهم ومساعدتهم بعضهم البعض والمحبة والاحترام المتبادل الذي به يتغلبون على مشاكلهم، مشاعر الأخوة الإسلامية التي يتقربون بها إلى الله تعالى مؤمنين بحديث رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ؛ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى)، هذه الأخوة التي هي ضد الأنانية وحب الذات، والتي أعمتني سابقًا عن رؤية هذا النور، وأيضًا حُب المسلم لدعوة الآخرين لمعرفة الحقيقة، في حين أن هناك الكثير من الأديان التي لا يهمها أن يُشاركها أحدٌ في دينها.
ولعل من الأشياء التي أحزنتني ولكنها باتت دافعًا لي لدعوة الآخرين هو حلم رأيته بعد وفاة والدي وقد توفي نصرانيًا.
في ذاك الحلم رأيت فقط قدميه وكانت مليئة بالندوب والجروح والدماء، وكان بإمكاني سماع بكائه وهو يُعاتبني لأني لم أدعوه للإسلام وبأنه يُريد الذهاب للجنة معي، وكنت أُجيبه بأني في ذلك الوقت لم أعرف الإسلام حقًا.
وبقدر ما آلمني ذاك الحلم لكنه كان سببًا بعد فضل الله في تحركي لدعوة كل من أعرف -ولله الحمد- فقد منَّ على والدتي بالهداية وإخوتي وأبنائي وأسلموا جميعًا.
وأخيرًا … كلمة من صميم تجربتي إن قراءة القرآن وتدبره مُفتاح للقلوب المحكمة الإغلاق.
فالحمد لله وبإذن الله ستكون الجنة موعدنا.
المصدر:البشرى

اقرأ أيضا  الوصايا العشر للسعادة الزوجية
Comments: 0

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.