النصيحة فضلها ومكانتها وآدابها

الثلاثاء4 جمادى الثانية1436//24 مارس/آذار 2015وكالة معراج للأنباء الإسلامية”مينا”.
الحمد لله.. الحمد لله بارئ النسم وخالق الخلق من عدم.. مجزل العطايا ومولي النعم، أحمده – سبحانه – وأشكره على عظيم فضله.. فاض خير ربِّنا وعم، وأشهد أن لا إله إلا لله وحده لا شريك له الواحد الأحد الأعز الأكرم، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدًا عبد الله ورسوله.. أكمل الله به الدين.. به الشرع تم، صلى الله وسلَّم وبارَك عليه وعلى آله وأصحابه أهل الجود والكرم، والتابعين ومن تبعهم بإحسانٍ وسلك السبيل الأقوم، وسلَّم تسليمًا كثيرًا ما جاد غيثٌ في سحابٍ مدلهم.
أما بعد:
فأوصيكم أيها الناس ونفسي بتقوى الله – عز وجل – فاتقوا الله – رحمكم الله – فالسعيد الحازم من فارق الخطايا قبل المفارقة وسابق بالتوبة الأجل قبل المسابقة، فالأوقات على الأنام شاهدة والأيام والليالي إلى المنايا قائدة.
أيها المغتر بصحته:
أما رأيت ميتًا من غير سقم؟! وياأيها الغافل بطول مدته.. أما رأيت مأخوذًا على غِرَّته؟!
حذار – رحمكم الله – أن تكونوا ممن إذا كال طفَّف وإذا ذُكِّر سوَّف وإذا دُعِي تقاعس وتخلَّف.. جد الجادون وأنتم قاعدون وتنافس المتنافسون وأنتم متباعدون.. إنهم: {كَانُوا قَلِيلاً مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ * وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ * وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ} [الذاريات: 17- 19].
أيها المسلمون حجج بيت الله:
تتفاوت الأقوات فضلا وتتفاضل الأمكنة نزلا وتتكرر مواسم العبادات، كل ذلك لأجل شحذ الهمم وإيقاظ روح التنافس في الخيرات والمسابقة في القربات وتنبيه ذوي الغفلات.. ولئن ودَّع المسلمون مواسم الخير وشعائر الحج ومشاعره في يسرٍ وأمان وسهولةٍ واطمئنان وخدماتٍ موفورة ومشروعاتٍ مشهودة وإنجازاتٍ مشكورة – تقبل الله حجكم، وغفر ذنبكم، وجعل سعيكم مشكورا وذنبكم مغفورًا وجزاءكم موفورا – لئن ودعتم حجاج بيت الله؛ لئن ودعتم هذه المواسم الشريفة والشعائر العظيمة فإن شعائر الدين وفرائض العبادات مطلوبةٌ من المسلم في أوقاتها المعلومة طوال العام وصفاتها المعروفة كل الأحوال.. لا ترتبط بزمان ولا تختص بمكان من الصلوات والصدقات والأذكار والقربات وأعمال الخير والبر التي لا تتناهي: {فَإِذَا قَضَيْتُم مَّنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُواْ اللّهَ}[البقرة: 200]، {لَن يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِن يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنكُمْ} [الحج: 37] والمغبون – رحمكم الله – من لم يعرف ربه إلا في أيامٍ معدودات وساعاتٍ محدودات ثم يعود إلى غفلته ويرتكس في آثامه، وأي حسرة أشد وأي خسارة أعظم ممن تقوده أيامه إلى مزيد من الردى والشقوة؟!
حجاج بيت الله:
وفي مثل هذه المناسبة تجمل وقفات التذكير وتحسن المحاسبة.. إنها وقفة أمام مبدأ من مبادئ هذا الدين تناسب المقام وتناسب المحاسبة وتجسد المسئولية.. تحفظ حق الأخوة وتضع المسلم على ميزان الاختبار، عن أنس – رضي الله عنه – قال: “قال رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم -: لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه” متفق عليه.. الأخوة هي روح الإيمان ولُب مشاعر الأخوة هي التأمين الشامل الذي يبث في أكناف المجتمع الطمأنينة والسلام.
حجاج بيت الله، معاشر المسلمين:
من فهم هذا حق الفهم وتدبره كل التدبر عرف ما يجب عليه نحو إخوانه، وصور التعبير الصادق حول الأخوة لا تقع حول حصر، ولكن يجمعها جامعٌ عظيم واسمٌ كريم له دلالته الواسعة وآثاره العريضة ومصداقيته الدقيقة، ذالكم هو النصح أداء والنصيحة قبولا والتناصح والمحبة ؛ فتنصح أخاك وتنصح له وتقبل نصيحته وتحب الناصحين، النصيحة – حفظكم الله – معيار الحب الصادق وعنوان الأخوة الخالصة، فأخوك من محقك النصيحة.
النصيحة كلمةٌ جامعة غايتها إرادة الخير للمنصوح وتحصيله له وإرشاده إليه وتنبيهه إلى اجتناب العيوب وتحذيره من الانحراف في القول والعمل والمعاملة.
يقول محمد بن نصر – رحمه الله – في تعبيرٍ دقيقٍ جميل: “النصيحة هي عناية القلب للمنصوح له كائنًا من كان، وتفقد نفسه وإصلاحها”. يعني نفس المنصوح.
ويكفي ذلك – رحمكم الله – أن نبينا محمدًا – صلى الله عليه وآله وسلم – حصر الدين في النصيحة وكرر ذلك ثلاثا.. فقال: “الدينُ النصيحة. الدينُ النصيحة. الدينُ النصيحة، قلنا: لمن يارسول الله؟ قال: لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم” رواه مسلم من حديث أبي رقية تميم بن أوس الداري – رضي الله عنه -.. ويقول ابن بطال: “النصيحة تُسمَّى دينًا وتسمى إسلاما”.
معاشر المسلمين ضيوف الرحمن:
لا يمكن لأحد كائنًا مَنْ كان أن يستغني عن النصيحة مهما كان موقعه ومهما كانت منزلته، من الحاكم والعالم والمعلم ورب الأسرة والغني والفقير والذكر والأنثى والقريب والبعيد في كل زمان وفي كل مكان، والنصيحة والتناصح من أعظم الحقوق بين المسلمين، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم –: “حقُّ المسلم على المسلم ست، قيل: وما هنَّ يارسول الله؟ قال: إذا لقيته فسلِّم عليه، وإذا دعاك فأجبْه، وإذا استنصحك فانْصَح له، وإذا عطسَ فحمد الله فشمِّته، وإذا مرض فعُدْه، وإذا مات فاتبعه”؛ أخرجه مسلم.
ويقول جرير بن عبد الله البجلي – رضي الله عنه -: “بايعت رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم – على إقام الصلاة وإيتاء الزكاة والنصح لكل مسلم” متفق عليه.
وعند الطبراني: “من لا يهتم بأمر المسلمين فليس منهم، ومن لم يصبح ويمسي ناصحًا لله ولرسوله ولكتابه ولإمامه ولعامة المسلمين فليس بمؤمن”.
أيها المسلمون:
المؤمنون للمؤمنين كاليدين تغسل إحداهما الأخرى، يقول أبو الدرداء – رضي الله عنه -: “إن شئتم لأنصحن لكم، إن أحبَّ عباد الله إلى الله الذين يحببون الله إلى عباده ويحببون عباد الله إلى الله ويسعون في الأرض بالنصيحة “.
ويقول الفضيل رحمه الله ما أدرك عندنا ما أدرك بكثرة الصلاة والصيام وإنما أدرك عندنا بنقاء النفس وسلامة الصدر والنصح للأمة”.
وقال أبو بكر المزني – رحمه الله -: “ما فاق أبو بكر – رضي الله عنه – أصحاب رسول الله – صلى الله عليه وسلم – لا بصلاةٍ ولا بصيام، ولكن بشيء كان في قلبه”.
قال ابن أبي علية: “الذي كان في قلبه الحبّ لله والنصيحة لخلقه”.
معاشر الأحبة حجاج بيت الله:
المسلمون كالبنيان يشدُّ بعضه بعضا، متعاونون على البر والتقوى، يتواصون بالحق ويتواصون بالصبر، ويتآمرون بالمعروف ويتناهون عن المنكر، المسلم أخو المسلم يستر عورته ويغفر زلته ويرحم عبرته ويقيل عثرته ويقبل معذرته ويرد غيبته ويديم نصيحته ويحفظ خلته ويرعى ذمته ويجيب دعوته ويقبل هديته ويكافئ صلته ويشكر نعمته ويقضي حاجته ويشفع مسألته ويرد ضالته، لا يسلمه ولا يخذله، يحب له ما يحب لنفسه، يحزن لحزنه ويفرح لفرحه، وإن ضره ذلك في دنياه كرخص الأسعار إن كان صاحب تجارة، المسلم يحب صلاح إخوانه وإلفتهم ودوام النعم عليهم، ونصرهم ودفع المكروه عنهم، وإرشادهم إلى مصالحهم، وتعليمهم أمور دينهم ودنياهم، والذب عنهم، ومجانبة غشهم وحسدهم، وإيثار فقيرهم، ورد من زاغ عن الحق منهم في قولٍ أو عمل بالتلطف، ورد الأهواء المضلة بالأدلة ورد الأقوال الضعيفة من زلات العلماء في متابعاتٍ ومراجعات لا تنتهي حُبًّا ونصحًا وشفقة.
ومن أهم النصح:
النصح لأئمة المسلمين بحب صلاحهم ورشدهم وعدلهم واجتماع الأمة عليهم وكراهة افتراق الأمة عليهم ومقاومة ذلك ودفعه، والتدين بطاعتهم طاعةً لله – عز وجل – والبغض لمن رأى الخروج عليهم، وحب إعزازهم في طاعة الله – عز وجل -.
أيها الأخوة في الله:
وقد ذكر أهل العلم جملة من الآداب ينبغي رعايتها حين القيام بحق النصيحة والتنصح من:
— الإخلاص في إرادة الخير للمنصوح، والحرص على ذلك والجد فيه.
— والتخلي عن الهوى وحظوظ النفس.
— والصبر على ما قد يصدر من المنصوح من جفوةٍ أو تصرُّفٍ منفِّر.
— ولْيسلُك في النصيحة مسلك الرفق واللين، وحسن تخير الألفاظ وأرفقها وألطفها، وأفضل الأوقات وأنسب الأحوال، والأصل في النصيحة أن تكون سرا، فقد قال الإمام الشافعي – رحمه الله -: “من وعظ أخاه سرًّا فقد نصحه وزانه، ومن وعظه علانيةً فقد فضحه وشانه، والمؤمن يستر وينصح والمنافق يهتك ويفضح”، ويقول ابن حزم: “إذا نصحت فانصح سرًّا لا جهرا وبتعريضٍ لا بتصريح؛ إلا ألا يفهم المنصوح تعريضك فلا بد من التصريح”.
— وينبغي أن يقترن بالنصيحة إحسان الظن والتماس العذر.. يقول ابن سيرين – رحمه الله -: “إذا بلغك عن أخيك شيئٌ فالتمس عذرا.. فإن لم تجد له عذرًا فقل: له عذر”..وقد قالت الحكماء: لا تلقين أحد بما يكره وإن كنت له ناصحا ؛ فإن ذلك ينفِّر من قبول النصح”.
وبعد عباد الله:
النصيحة سببٌ لنشر الأخوة وزيادة الألفة وصفاء القلوب، والناصح في دين الله هو الذي يؤلف بين عباد الله ويدخل في كل ما فيه سعادتهم.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم: {وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ}[العصر: 1-3].
نفعني الله وإياكم بالقرآن العظيم وبهدي محمدٍ – صلى الله عليه وسلم – وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنبٍ وخطيئة ؛ فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية
الحمد لله.. الحمد لله لا خير إلا منه، والشكر له لا فضل ولا نعم إلا من لدنه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له في وحدانيته وربوبيته وأسمائه وصفاته ولا يدرك له كنه، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبد الله ورسوله اصطفاه واجتباه وأرضاه ورضي عنه صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه رضي الله عنهم ورضوا عنه والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليماً كثيراً.
أما بعد:
عباد الله: حجاج بيت الله.. لا خير في قوم لا يتناصحون ولا خير في قوم لا يقبلون النصيحة، ولا خير في قوم لا يحبون الناصحين.. النصيحة قيام بالمسئولية وإعذارٌ إلى الله – عز وجل -.
وإن من النصيحة للرعية والنصح في المسئولية ما تجلى في موقف ولي أمر هذه البلاد – حفظه الله – وهو يمارس مسئوليته نحو شعبه وبلاده وكل من تحتضنهم هذه الأرض الطيبة من مواطنين ومقيمين وضيوف مستشعراً عظمة واجبه الديني والوطني والإنساني، لا تأخذه في الله والحق لومة لائم، سعياً في إبراء الذمة ورعاية للحقوق في منهجية جلية تلزم كل مسئول أن يضع نصب عينيه اضطلع – حفظه الله – بكل مهامه القيادية في ديانة راسخة وجمعٍ بين المصداقية والحزم والرحمة والعدل والحكمة وسداد الرأي، رفع لواء المسائلة على كل مقصر في مكاشفة ومصارحة ومحاسبة، أشعر كل مسئول في الدولة بالأمانة الكبيرة التي يحملها، ولا تهاون في المحاسبة، مؤكداً – حفظه الله وسدده – أن للمسئوليات تبعات يجب أخذها في الحسبان وليس أحد فوق المسائلة كائناً من كان.. إننا نحسب ذلك كله من النصح الصادق الذي عزز ثقة المواطن والمقيم في ولي الأمر وحسن رعايته – حفظه الله -؛ لقد كان – حفظه الله – يستقطن القلب المؤمن والضمير المخلص كما يستشعر أنين المكلومين ويلبي استغاثة المنكوبين، لقد فضح الحق الملكي كل من يحاول أن يهون من حقوق الناس أو يقلل من مآسي البائسين.
وإن من النصح لولي الأمر أن يقف الجميع صفاً واحداً خلف الإمام الصالح الذي يريد إقامة الحق والعدل وينصب ديوان المحاسبة لكل مقصر. حفظ الله إمامنا وولي أمرنا قائداً أميناً وراعياً مخلصاً ومناراً للأمان، وقلعة يحتمي بها المظلوم ويلجأ إليها صاحب الحق، ملاذاً بعد الله – عز وجل – في السراء والضراء، وشد عضده بأخيه وولي عهده وأعانه بإخوانه وأعوانه الأمناء المخلصين.. إنه سميع مجيب.
وبعد – رحمكم الله – فهذه هي النصيحة في حقيقتها ومنزلتها وآثارها، وكما يقول عمر – رضي الله عنه -: “لا خير في قوم ليسوا بناصحين، ولا خير في قوم لا يحبون الناصحين، ولا خير في قوم لا يقبلون النصيحة، ومن نصحك فقد أحبك ومن داهنك فقد غشك”.
واعلموا أن غياب التناصح وضعفه سبب لآفات كثيرة من غيبةٍ ونميمةْ واحتقاراٍ واستهزاءٍ وفشو المنكرات وانتشار الخطيئة والفرقة والنفرة، ويكفي أن يُعلم أن ضد النصيحة الغش والنفاق والمداهنة.
ألا فاتقوا الله – رحمكم الله – وأصلحوا ذات بينكم، وكونوا – عباد الله إخواناً وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر وقولوا قولاً سديداً يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيماً.
ثم، صلُّوا وسلِّموا على الرحمة المهداة والنعمة المسداة نبيكم محمدٍ رسول الله ؛ فقد أمركم بذلك ربكم فقال – عز قائلًا عليمًا -: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً} [الأحزاب: 56].
اللهم صلِّ وسلِّمْ وبارِكْ على عبدك ورسولك محمد النبي الأمي وعلى آله الطيبين الطاهرين وعلى أزواجه أمهات المؤمنين، وارض اللهم عن الخلفاء الأربعة الراشدين والأئمة المهديين – أبي بكرٍ وعمر وعثمان وعلي – وعن الصحابة أجمعين، والتابعين ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، وعنا معهم بفضلك وجودك وإحسانك ياأكرم الأكرمين.
اللهم أعز الإسلام والمسلمين. اللهم أعز الإسلام والمسلمين، اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين، واحمِ حوزة الدين، وانصر عبادك المؤمنين، اللهم آمِنَّا في أوطانِنا، اللهم آمِنَّا في أوطانِنا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، واجعل اللهم ولايتنا فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك يارب العالمين.
اللهم وفق إمامنا وولي أمرنا بتوفيقك، وأيده بتأييدك، وأعزه بطاعتك، وأعز به دينك، وأعل به كلمتك، واجعله نصرةً للإسلام والمسلمين، واجمع به كلمتهم على الحق والهدى – يارب العالمين – اللهم وارزقه البطانة الصالحة، اللهم ارزقه البطانة الصالحة التي تدله على الخير وتعينه عليه، اللهم وفقه وإخوانه وأعوانه لما تحب وترضى، وخذ بنواصيهم للبر والتقوى ،، اللهم وفِّق ولاة أمور المسلمين للعمل بكتابك وبسنة نبيك محمدٍ – صلى الله عليه وسلم – واجعلهم رحمةً لعبادك المؤمنين، واجمع كلمتهم على الحق والهدى يارب العالمين.
اللهم من أرادنا.. اللهم من أرادنا، وأراد ديننا وديارنا وأمننا وأمتنا واجتماع كلمتنا بسوءٍ اللهم فأشغله بنفسه. واجعل كيده في نحره واجعل تدبيره تدميرا عليه يارب العالمين واجعل الدائرة عليه يارب العالمين، اللهم إنا ندرأ بك في نحورهم ونعوذ بك من شرورهم.
اللهم احفظ جنودنا.. اللهم احفظ جنودنا وقواتنا، وقوِّ عزائمهم، واربِطْ على قلوبهم، وسدِّدْ رميهم وأَحكِمْ أمرهم، واحفظهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ومن فوقهم واحفظهم أن يُغتالوا من تحتهم.. اللهم من اخترت منهم بجوارك فأنزله منازل الشهداء ومرافقة الأنبياء ومقام السعداء.
اللهم وأبرم لأمة الإسلام أمر رشد يُعزُّ فيه أهل الطاعة ويُهدى فيه أهل المعصية ويُؤمر فيه بالمعروف ويُنهَى فيه عن المنكر إنك على كل شيء قدير.
اللهم اجعل حجنا مبروراً وجزاءنا موفورا وسعينا مشكورا وذنبنا مغفورا.. اللهم أذقنا برد عفوك وحلاوة مغفرتك ولذة مناجاتك، اللهم وفقنا للتوبة والإنابة وافتح لنا أبواب القبول والإجابة.. اللهم تقبل صلاتنا وحجنا ودعائنا وكفر عنا سيئاتنا وتب علينا واغفر لنا وارحما – يا أرحم الراحمين -.
ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكون من الخاسرين.. ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.. ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب.
عباد الله:
{إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي القُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الفَحْشَاءِ وَالمُنْكَرِ وَالبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} [النحل:90].
فاذكروا الله يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، ولذكر الله أكبر، والله يعلم ما تصنعون.
— صالح بن عبد الله بن حميد
المصدر:السكينة

اقرأ أيضا  مكة المكرمة تاريخ وذكريات
Comments: 0

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.