النصيحة في اللغة والاصطلاح

الإثنين 24 شوال 1436//10 أغسطس/آب 2015 وكالة معراج للأنباء الإسلامية”مينا”.
د. محمد أبو صعيليك
النصيحة في اللغة: النصيحة مأخوذة من قولهم: نصح الخياط الثوب إذا أنعم خياطته، ولم يترك فيه فتقاً ولا خللاً، وقيل: مأخوذة من نصحت العسل، إذا صفيته من الشمع.
أما النصيحة في الاصطلاح، فلها معان:
1- قال الإمام الخطابي: “النصيحة كلمة يعبر بها عن جملة هي إرادة الخير للمنصوح له”.
2- وقال الإمام الراغب: “النصح: تحري فعل أو قول فيه صلاح صاحبه”.
3- وقال الإمام محمد بن نصر المروذي: “قال بعض أهل العلم: هي عناية القلب للمنصوح له كائناً من كان”.
العلاقة بين المعنيين
إذا نظرت في المعنى اللغوي والمعنى الاصطلاحي، وجدت أن العلاقة بينهما هي في سد النقص، وتخليص النفس من الشوائب، فكما أن نصح الثوب هو خياطته، ونصح العسل هو تخليصه مما يشوبه، كذلك فإن نصح المرء في تكميل نقصه، وتصفية نفسه مما علق بها من الشوائب والذنوب.
وإذا نظرت إلى حقيقة النصيحة وجدت أنها على ضربين:
1- تكميل نقص: وهذا في حق العباد الذين يصيبهم النقص، وتقع منهم الأخطاء والذنوب والآثام، ويتصور منهم التقصير.
2- وصف بالكمال: وهذا في حق الله تبارك وتعالى، وفي حق كتابه الكريم، وفي حق النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
حكم النصيحة
عند البحث في حكم النصيحة عند أهل العلم وجدت فيها الأقوال التالية:
1- أنها فرض عين: يقول في هذا المقام الإمام ابن حزم: “النصيحة لكل مسلم فرض”.
2- أنها فرض كفاية: قال ابن بطال: “والنصيحة فرض يجزي فيه من قام به ويسقط عن الباقين”.
3- أن النصيحة قد تكون فرضاً، وقد تكون نافلة، فالنصيحة المفروضة: “هي شدة العناية من الناصح باتباع محبة الله في أداء ما افترض، ومجانبة ما حرم”.
والنصيحة التي هي نافلة: “إيثار محبته على محبة نفسه”.
ويفسر ابن رجب هذا فيقول: “فالفرض منها مجانبة نهيه، وإقامة فرضه بجميع جوارحه ما كان مطيقاً له”.
ويقول أيضاً: “وأما النصيحة التي هي نافلة لا فرض، فبذل المجهود بإيثار الله تعالى على كل محبوب بالقلب وسائر الجوارح، حتى لا تكون في الناصح فضلاً عن غيره، لأن الناصح إذا اجتهد لم يؤثر نفسه عليه، وقام بكل ما كان في القيام به سروره ومحبته، فكذلك الناصح لربه”.
أقول: ولا شك أن أولى هذه الأقوال بالقبول قول: من قال إن النصيحة فرض عين على كل مسلم، ولا أرى منافاة بين هذا، وبين ما نقلناه عن ابن رجب رحمه الله.
أركان النصيحة
إذا نظرت في النصيحة وجدت أن أركانها ثلاثة هي:
1- الناصح: وهو الذي ينصح غيره.
2- المنصوح: وهو الذي ينصحه غيره.
3- المنصوح به: وهو الأمر الذي ينصح به الناصح والمنصوح.
وكالة معراج للأنباء الإسلامية”مينا”.

اقرأ أيضا  الصحابة والقرآن
Comments: 0

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.