الهجمات تتباعت في سوريا و تواطأ في فرنسا

الثلاثاء 5 صفر 1437//17 نوفمبر/تشرين الثاني 2015 وكالة معراج للأنباء الإسلامية ”مينا”.

تتجه الحكومة الفرنسية لاتخاذ سلسلة من الإجراءات في مواجهة الإرهابيين والفكر المتطرف، من بينها طرد المتشددين وسحب الجنسية وإغلاق المساجد «التي يبث فيها الدعاة الكراهية أو يحضون عليها»، إلى جانب تعزيز أجهزة الأمن بتوسيع صلاحياتها واستحداث وظائف جديدة، في وقت تعالت فيه التحذيرات من أعمال إرهابية جديدة.

وقال الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند انه يتعين على مجلس الأمن الدولي أن يجتمع ويتبنى قراراً ضد تنظيم داعش.

وأضاف هولاند، في كلمة أمام البرلمان بمجلسيه الجمعية الوطنية ومجلس الشيوخ، إن القرار يجب أن يعرب عن تصميم المجتمع الدولي على القتال ضد «الإرهاب».

وقال إن الهدف «لا يجب أن يكون احتواء تنظيم داعش ولكن تدميره».

وأعلن هولاند أن اعتداءات باريس «تقررت وخطط لها في سوريا» و«دبرت ونظمت في بلجيكا» و«نفذت على أرضنا بمساعدة شركاء فرنسيين».

وقال انه سيلتقي في الأيام المقبلة نظيريه الأميركي باراك اوباما والروسي فلاديمير بوتين للتوصل إلى «ائتلاف كبير وموحد» ضد تنظيم داعش في سوريا.

وطلب هولاند الاثنين من البرلمان تمديد حال الطوارئ التي أعلنت في فرنسا «ثلاثة أشهر».

كما أعلن عن إنشاء 8500 وظيفة جديدة في مجالي الأمن والقضاء، ووقف تخفيض عديد الجيش.

اعتداءات جديدة

ومن جهته، حذر رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس أمس من اعتداءات جديدة قد تضرب فرنسا ودولاً أوروبية أخرى، معلناً عن أكثر من 150 عملية دهم نفذت على الأراضي الفرنسية استهدفت الأوساط المتشددة منذ الجمعة.

وقال فالس متحدثاً لإذاعة «ار تي ال»: «سنعيش لوقت طويل في ظل هذا التهديد.. وعلينا أن نستعد له»، مشيراً إلى أن اعتداءات جديدة قد تستهدف فرنسا أو دولاً أوروبية أخرى «في الأيام المقبلة أو الأسابيع المقبلة».

وقال فالس «نعلم أن هناك عمليات كان يجري ولا يزال يجري تدبيرها، ليس ضد فرنسا فحسب بل كذلك ضد دول أوروبية أخرى».

طرد دعاة الكراهية

وفي الأثناء، تبحث الحكومة الفرنسية في جلستها المقبلة، قراراً بطرد «المتشددين» وإغلاق المساجد «التي يبث فيها الدعاة الكراهية أو يحضون عليها»، حسبما أعلن وزير الداخلية الفرنسي برنارد كازنوف.

اقرأ أيضا  رابطة العالم الإسلامي تستنكر حادث الدهس الإرهابي الشنيع في نيس

وقال كازنوف عبر قناة تلفزيونية محلية، إن «حالة الطوارئ هي أن نتمكن بطريقة حازمة وصارمة من أن نطرد من البلد أولئك الذين يدعون للكراهية في فرنسا، سواء كانوا منخرطين فعلاً أو نشتبه في أنهم منخرطون في أعمال ذات طابع إرهابي».

وأضاف أن «هذا يعني أيضاً أنني بدأت أخذ إجراءات بهذا الصدد، وسيجري نقاش في مجلس الوزراء بشأن حل المساجد التي يبث فيها الدعاة الكراهية أو يحضون عليها، كل هذا يجب أن يطبق بأكبر حزم».

التحقيق الفرنسي

وعلى ذات الصعيد، أكدت فرنسا أن المسؤولين الأمنيين والقضائيين أحرزوا تقدماً سريعاً في تحديد هوية العديد من منفذي ست عمليات إطلاق النار وثلاثة تفجيرات بباريس الجمعة الماضي.

وقال مكتب المدعي العام الفرنسي في بيان أمس أنه تم تجديد هوية شخص ثان من المشاركين في الهجوم الدامي الذي أودى بحياة 89 شخصاً في قاعة باتاكلان للمؤتمرات موضحاً أنه مواطن فرنسي ولد في منطقة باريس ويدعى سامي عميمور (28 عاماً).

وكانت الشرطة الفرنسية حددت شخصاً آخر يشتبه بتورطه في الهجوم على القاعة مشيرة إلى أنه مواطن فرنسي أيضاً ويدعى عمر إسماعيل مصطفاي (29 عاماً). وفجر الشخصان نفسيهما عندما داهمت قوات الشرطة القاعة فيما لا تزال تعكف على تحديد هوية ثالث كان داخلها.

وقال الادعاء إنه تمكن من تحديد هوية آخرين يشتبه بتورطهم في هجمات الجمعة بينهم انتحاري يدعى إبراهيم عبد السلام الذي يعتقد بأن شقيقه صلاح المدرج على قائمة المطلوبين العقل المدبر للعمليات «الإرهابية».

اعتقالات

ومن جهتها، قالت الحكومة الفرنسية إن الشرطة ألقت القبض على 23 شخصاً وصادرت بنادق ومخدرات خلال عمليات مداهمة استهدفت أشخاصاً يشتبه في أنهم متشددون في مناطق متفرقة من البلاد.

وقال وزير الداخلية برنار كازنوف إن الشرطة داهمت 168 منزلاً في المدن الفرنسية الرئيسية وأماكن أخرى ووضعت 104 أشخاص رهن الإقامة الجبرية في منازلهم خلال الثماني والأربعين ساعة الماضية.

وأضاف للصحافيين أن الشرطة صادرت 31 سلاحاً نارياً وأقراص كمبيوتر صلبة وهواتف ومخدرات خلال 18 مداهمة. وعثر بحوزة متشدد يشتبه في أنه يتاجر في السلاح والمخدرات على بنادق كلاشنكوف هجومية ومسدسات اوتوماتيكية وسترات واقية من الرصاص.

اقرأ أيضا  دعوة لتشكيل كيان من العلماء لدعم "التحالف الإسلامي" الجديد

وخلال مداهمة منزل والدي أحد المشتبه بهم عثرت الشرطة على ملابس عسكرية وقاذفة صواريخ إضافة إلى مزيد من السترات واقية من الرصاص والمسدسات الأوتوماتيكية.

التحقيق البلجيكي

وفي الأثناء، أعلنت النيابة العامة الفيدرالية في بلجيكا ان القضاء وجه الاتهام لاثنين من المشتبه بهم ضمن اطار التحقيق في «الاعتداءات الإرهابية» في باريس.

وأضافت في بيان ان الرجلين اللذين قبض عليهما السبت وضعا «قيد التوقيف بتهمة اعتداء إرهابي والمشاركة في أنشطة جماعة إرهابية».

وأفادت مصادر أن بلجيكا أصدرت مذكرة اعتقال دولية بحق رجل يعتقد أنه لعب دوراً في الاعتداءات الإرهابية على باريس، ووردت تقارير أنه أحد ثلاثة أشقاء يركز عليهم المحققون.

وبحسب مكالمات من شهود نشرتها الشرطة الفرنسية الوطنية فإن الرجل الذي يدعى عبد السلام صلاح الذي ولد في العاصمة البلجيكية بروكسل «يمثل خطراً على الأمن». كما قال مصدر قريب من التحقيق الفرنسي في هجمات باريس إن مواطناً بلجيكياً موجود حالياً في سوريا، ويعتقد أنه من أنشط الأعضاء في تنظيم داعش، هو مدبر هجمات باريس التي وقعت يوم الجمعة.

وقال المصدر لرويترز مشيرا الى رجل يدعى عبد الحميد أباعود «يبدو أنه العقل المدبر وراء عدة هجمات مزمعة في أوروبا» وأنه هو الشخص الذي توصل المحققون إلى أنه على الأرجح يقف وراء قتل 129 شخصاً على الأقل في باريس يوم الجمعة. هذا فيما أفادت تقارير إخبارية بأن شرطة الطرق السريعة بشمال غرب إيطاليا تلاحق أحد المشتبه بضلوعهم في هجمات باريس الإرهابية.

التصريحات الألمانية

وإلى ذلك، أفادت معلومات وزير الداخلية الألماني توماس دي ميزير بأن العديد من الجناة المتورطين في هجمات باريس الإرهابية لا يزالون فارين.

وقال الوزير المنتمي إلى حزب المستشارة انجيلا ميركل المسيحي الديمقراطي، مساء في مقابلة مع القناة الثانية بالتلفزيون الألماني «زد دي إف»: «أكثر ما يثير القلق معلومة أن مجموعة من الجناة لا تزال فارة في فرنسا».

اقرأ أيضا  بريطانيا وفرنسا تطلقان عملياتهما ضد "داعش" في سوريا

وزير العدل الألماني: الجواز السوري قد يكون «تضليلاً»

قال وزير العدل الألماني هيكو ماس إن العثور على جواز سفر سوري قرب أحد المواقع التي تعرضت لاعتداء في باريس يمكن أن يكون بمثابة «تضليل»، اعتمده تنظيم داعش لإضفاء تشدد على النقاش حول الهجرة.

وأضاف لقناة «اي ار دي» الحكومية «نعرف أن تنظيم داعش يتعمد التضليل من أجل تسييس مسألة اللاجئين في أوروبا وإضفاء التشدد» في النقاش حولها.

وتابع رداً على سؤال حول العثور على الجواز السوري قرب جثة أحد مرتكبي الاعتداءات في باريس «يجب توخي الكثير من الحذر حتى تتضح الأمور».

وقال «ليس هناك صلة مؤكدة بين الإرهاب واللاجئين باستثناء واحدة ربما، وهي أن اللاجئين يفرون من سوريا بسبب الأشخاص أنفسهم الذين ارتكبوا اعتداءات باريس».

وجواز السفر السوري باسم احمد المحمد (25 عاماً)، وفقاً لما أعلنته السلطات اليونانية، وقالت إنه كان قد تسجل في جزيرة ليروس، قبالة الساحل التركي في الثالث من أكتوبر. لكنه غادر اليونان في تاريخ غير معروف وشوهد للمرة الأخيرة في كرواتيا بعد أيام من ذلك. وقد شدد الوزير الألماني أمام الكاميرات خلال عطلة نهاية الأسبوع على عدم وجود روابط بين الهجمات التي يتبناها تنظيم داعش وأزمة الهجرة الأوروبية.

وألمانيا التي تتوقع وصول مليون من طالبي اللجوء وخصوصاً من سوريا هذا العام في طليعة الدول التي يقصدها المهاجرون.

وأعادت اعتداءات باريس والعثور على جواز سفر سوري بالقرب من جثة أحد الانتحاريين تسليط الضوء على التوتر داخل الاتحاد الأوروبي حول سياسة استقبال المهاجرين، إذ يعتبر مؤيدو انتهاج خط أكثر تشدداً ان مخاوفهم مبررة أكثر من أي وقت مضى. وفقا للبيان

Comments: 0

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.