انتفاضة القدس أفقدت نتنياهو صوابه
د. عاصم شاوير
الأحد 6 جمادى الأولى 1437//14 فبراير/شباط 2016 وكالة معراج للأنباء الإسلامية “مينا”
يتطلع رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى بناء جدر عازلة على الحدود مع مصر والأردن، واستكمال الجدار المحيط بالضفة الغربية، معللًا ذلك بقوله: “دولة (إسرائيل) التي أراها ستكون محاطة بكاملها بالجدران؛ لأننا نريد أن نحمي (الفيلا) التي نعيش فيها من خطر “الحيوانات” الضارية والمفترسة”.
هكذا يصف بنيامين نتنياهو العرب، مع اعتراف الإسرائيليين بأن النظام المصري حليف إستراتيجي لهم، وأن السيسي أغرق غزة بأمر من اليهود، ومع توقيع الأردن معاهدة سلام معهم، ومع اتفاقية (أوسلو) وعد منظمة التحرير اليهودي المغتصب شريكًا في السلام ويجب مفاوضته إلى الأبد، فكل ذلك لم يشفع للعرب عند نتنياهو ليتراجع عن وصفهم بحيوانات ضارية ومفترسة، ولم نجد أي اعتراض على تصريحات نتنياهو القذرة والمسيئة لجميع القادة العرب الذين وافقوا على المبادرة العربية للسلام، ومازالوا يستجدون الكيان العبري للموافقة عليها وتخليصهم من كوابيس مواجهته للتفرغ للصراعات العربية – العربية.
العرب والمسلمون أصحاب حق، ومن حقهم محاربة الكيان العبري لاسترداد فلسطين والمقدسات الإسلامية، ونتنياهو وكل قادة الكيان الغاصب يخشون لحظة تستيقظ فيها الشعوب الإسلامية وتسقط تحالفاتهم الإستراتيجية مع المنقلبين على شعوبهم أو القامعين لهم، فيصبح كيانهم في مهب الريح، فالذي يدفع اليهود إلى بناء الجدر هو جبنهم الذي جبلوا عليه وأخبرنا الله (عز وجل) عنه في محكمه تنزيله قبل أكثر من 1400 سنة، فتطلعات نتنياهو ليست مفاجئة كما كان السور الذي بدأ بناءه شارون ليس مفاجئًا أيضًا.
على القيادات العربية وجامعة الدول العربية أن يستمعوا لما يقوله نتنياهو عنهم أو عن شعوبهم في العلن دون خجل، عليهم أن يتعاملوا مع العدو كما يتعامل معهم، فالعدو الإسرائيلي يرفض أي مساس باليهود حتى لو صدر من أصغر إعلامي أو إمام مسجد في أي دولة عربية، عليهم أن ينتصروا لكرامتهم ويحتجوا على وصفهم بالحيوانات، سواء أكانوا أشداء أم كانوا مسالمين، ومن العيب أن تمر شتائم نتنياهو مرور الكرام.
ختامًا نؤكد أن ما يدفع نتنياهو إلى فقدان صوابه واللجوء إلى التصريحات الهابطة هو الألم الشديد الذي أذاقه إياه شباب انتفاضة القدس، وأبطال معركة العصف المأكول من قبلهم، ولا نستبعد أن يصاب قادة الاحتلال بالهذيان والجنون فينتهي بهم الأمر إلى (فيلا) لعلاج الأمراض النفسية.
المصدر : فلسطين أون لاين