انتفاضة القدس خلال 2017 …

إعداد فلسطين اليوم

الأحد 25 ربيع الأول 1438 الموافق 25 ديسمبر/ كانون الأول 2016 وكالة معراج للأنباء الإسلامية “مينا”

على بعد أيام.. يُطل علينا العام الجديد والذي ينظر إليه الفلسطينيون بتفاؤل كبير باتجاه تغير ظروفهم السياسية وعلاقتهم مع المحتل الذي صعد في السنوات الأخيرة من حجم انتهاكاته وإعتداءاته بحقهم, ولعل انتفاضة القدس هي العنوان الأبرز في الرهان عليه، فهل يمكن أن تتطور هذه الإنتفاضة التي أطلق شرارتها البطل مهند حلبي العام الماضي لتتحول إلى انتفاضة شعبية تنخرط فيها كافة الفصائل الفلسطينية..؟

“وكالة فلسطين اليوم الإخبارية” استطلعت أراء بعض القيادات حول توقعاتهم لمصير انتفاضة القدس خلال20177 .

القيادي في حركة الجهاد الإسلامي في الضفة المحتلة طارق قعدان قال: إن لا أحد يستطيع التكهن ما سيكون الوضع عليه في العام 2017 ، فهل ستتطور الأوضاع بحيث تكون هبة شعبية جماهيرية كما حصل في الانتفاضة الأولى، أم ستبقى عمليات فردية هناك وهناك.

وتابع:” لم يتوقع أحد من المحللين أن تندلع إنتفاضة 1987 بهذا القدر و الحجم، ولكن حادث صغير، فَجَر كل مكنونات الشعب الفلسطيني استنادا على أرضية العطاء الذي استمر منذ معركة الشجاعية وعملية الهروب الكبير في الشجاعية حيث شاء الله أن تتحول إلى انتفاضة كبيرة تشمل كل قطاعات الشعب الفلسطيني”.

وبحسب قعدان، فإن المقاومة بكافة أشكالها المختلفة من أعمال فردية أو أخرى مباركة، وهي لا تزال مستمرة بالرغم من كافة الظروف المعيقة من إتفاقيات أمنية وتنسيق مع الإحتلال، ثم الظروف الصعبة التي يعيشها الشعب الفلسطيني وظروف الشبان المثقلين بالهموم و الديون.

اقرأ أيضا  الخسائر غير المعلن عنها للكيان الإسرائيلي

وقال:” حتى الآن العمليات الفردية في إنتفاضة القدس لم تتحول إلى إنتفاضة جماهيرية مباشرة نتيجة كل هذه الظروف و والإخفاقات التي سادت الانتفاضات السابقة و التسابق لقطف ثمارها قبل أوانها”.

للإنتفاضة إيجابيات كبيرة، ولكن لا بد من إعادة تقييمها

ورغم عدم إتساع الانتفاضة كما هو مأمول منها، يعتقد قعدان أن لهذه الإنتفاضة إيجابيات كبيرة، ولكن لا بد من إعادة تقييمها:”علينا أن نتساءل هل هذه الإنتفاضة تستطيع إستنزاف هذا المحتل وأن يكون احتلاله مكلف وتدفعه لتقديم تنازلات”.

وقال قعدان: “إن الواقع يشير إلى أن هذه الإنتفاضة تحرك المشاعر وتحشد جماهير الشعب الفلسطيني بإتجاه تأسيس مرحلة جهادية كبرى وعظيمة، ولكنها بالوضع الحالي لن تُشكل عنصر دفع وتدافع حقيقي يفضي لتحقيق النصر الذي يحلم به الشعب الفلسطيني ولا تستطيع إستنزاف الإحتلال ليقدم تنازلات كبيرة.

وعن سبب عدم توسع هذه الإنتفاضة قال قعدان:” الأسباب كثيرة جدا فالفصائل تبارك أعمال الإنتفاضة ولكنها تبقى بمنأى عنها ولا تشارك فيها بمعنى الكلمة الحقيقية والفعل المؤثر والمنظم  وبالتالي تبقى تراوح مكانها ومعزولة حيث تتم كل هذه العمليات”.

ممثل حركة المقاومة الإسلامية حماس في الضفة المحتلة، فايز وردة وافق القيادي قعدان بهذا السبب، وقال:” حتى الآن لم تستطع الفصائل الفلسطينية أن تواكب بشكل صحيح هذه الإنتفاضة، وأن تستغل تحرك هؤلاء الشباب, وتضحياتهم بحيث تتحول لإنتفاضة شعبية توجع الإحتلال”.

اقرأ أيضا  وكالة محطات مترو الأنفاق تراقب كثافة الركاب في أربع محطات

واعتبر وردة أن من الأسباب الأخرى على تقييد الإنتفاضة هو التضيقات على الأرض سواء من السلطة أو الإحتلال.

” نحن نرى أن الإنتفاضة في تطور وستكون لها منحنى أكبر على ما هي عليه الآن

ومع كل هذه الأسباب يرى وردة العام 2017 بتفاؤل كبير على أنه يمكن أن يشكل نقطة تحول كبيرة:” نحن نرى أن الإنتفاضة في تطور وستكون لها منحنى أكبر على ما هي عليه الآن بإذن الله، فالإنتفاضة بين الحين والأخر تهدأ، ولكننا نتطلع للعام المقبل بأن يكون عام تحديد مسار جديد للإنتفاضة وعام توحيد الشعب الفلسطيني”.

وقال:” لا أتوقع أن تتحول الإنتفاضة لتكون شعبية وخاصة في الضفة المحتلة بسبب التضييق و المنع من قبل أجهزة السلطة التي تمنع التحركات الشعبية، ولكن نتوقع أن تستمر من خلال عمليات فردية نوعية وبوتيرة أعلى وأشمل”.

وأضاف أن ما يكشف عنه يومياً عن إعتقال خليات مقاومة في الضفة المحتلة تعمل على تطوير أسلحة يؤكد على أن هناك من يعمل تحت الأرض وفي الخفاء لتصعيد الإنتفاضة و تطويرها في مقاومة المحتل.

النائب الثاني لرئيس المجلس التشريعي الدكتور حسن خريشة يرى أيضاً أن الانتفاضة ستسمر في العام المقبل ولكن دون تطور كبير في أدائها، مشيراً إلى أنها استمرت في العام 2016 بالرغم من كل المحاولات لوأدها، وإن لم تكن على مستوى الآمال التي كانت تعقد عليها.

اقرأ أيضا  لماذا بوتين بطل صهيوني ؟

وكما القياديين قعدان ووردة فإن خريشة يرى أن الخلل في تعامل الفلسطينيين مع هذه الانتفاضة، وعدم انخراطها فيها، إلى جانب عدم وجود غطاء مالي و سياسي لها من قبل السلطة الفلسطينية، والإجراءات الصهيونية التي أتبعت أسلوب العقوبات الجماعية.

ورغم كل ذلك بحسب خريشة فالإنتفاضة لا تزال قائمة، والعمليات لم تتوقف بين الفينه والأخرى، من خلال عمليات نوعية يقوم بها أشخاص نوعيين كما هو الحال مع صبيح أبو صبيح من القدس.

وشدد خريشة على أهمية الانتفاضة كفعل فلسطيني مقاوم بالرغم من محدوديتها، وقال:” أعتقد أن رسائل الإنتفاضة حتى اللحظة لا تزال تتفاعل، بالمحيط بالرغم من محاولة البعض أن لا يرى هذا التفاعل الذي خلقته الإنتفاضة بتوحيد شعبنا في 1948 وكل الوطن الذي بات يعرف جيدا أن المطلوب منه التحرك للتخلص من الإحتلال”.

وقال خريشة: إن محاولات وأد الإنتفاضة لن تنجح فالفعل الصهيوني على الأرض سيدفع بإتجاه أن تندلع الإنتفاضة أكثر وأكثر.

المصدر : فلسطين اليوم

Comments: 0

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.