انتفاضة القدس وإرهاب الدولة العبرية
د. عاصم شاور
الثلاثاء، 5 صفر 1437 ه // 17 نوفمبر 2015 وكالة معراج للأنباء الإسلامية “مينا”
شعور سيئ يصيب أهالي المخيمات والمدن والقرى الفلسطينية حين تجتاح قوات الاحتلال الإسرائيلي فتقتل وتجرح وتهدم دون أن يتحرك أحد لرد الاعتداء عنها كما حدث أمس في مخيم قلنديا, حيث ارتكب جيش الاحتلال مجزرة, فقتل فلسطينيين وجرح العشرات، فلا السلطة الفلسطينية تحركت ولا الدول العربية نددت واستنكرت ولا المجتمع الغربي أحس بإرهاب الدولة العبرية، ولو كانت الجرائم في لندن أو باريس لتحرك ضمير المجتمع الدولي المنافق، فالإمارات العربية مثلًا رفعت علم فرنسا على أعلى برج فيها تضامنًا مع قتلى الإرهاب, ولكن هل يمكنها رفع العلم الفلسطيني تضامنًا مع شعبنا ورفضًا للإرهاب الإسرائيلي؟.
الشعور السيئ الذي يجتاح الفلسطينيين أو طفلًا مثل أحمد مناصرة حين يستفرد به المحققون اليهود وكأنه لا ينتمي إلى شعب فلسطيني أو أمة عربية أو إسلامية, سيتحول بالضرورة إلى غضب والغضب بدوره سيتحول إلى نيران تحرق، وحين تشتعل النيران ويبدأ صراخ اليهود حينها فقط يستفيق الجميع؛ ابتداء من جامعة الدول العربية وليس انتهاء بمجلس الأمن، حينها سيتحدث السيسي وشيوخ الإمارات ومجلس الشيوخ الأمريكي وعجائز الكرملين، فكل هؤلاء وأمثالهم لا يقاومون دمعة يهودي أو صرخة مستوطن فيهبون لنجدته لإعادة أمنه الشخصي وأمن كيانه.
من يعتقد أن الفلسطيني سيظل يدفع الثمن دمًا وألمًا وقهرًا دون مقابل فهو واهم، ومن يظن أن الأم الفلسطينية وحدها ستبكي واهم أيضًا، وأنا على يقين أن الشعب الفلسطيني قادر على رد الصاع صاعين للمحتل الإسرائيلي وحين يبدأ تدفيع الثمن سيهرول العرب والعجم والغجر مطالبين الفلسطينيين بضبط النفس وتحكيم العقل، ولكن حينها سيكون الوقت قد فات ولذلك فإننا ننصح الجميع بتدارك الوضع قبل فوات الأوان، وللتذكير فإن شعوبًا عربية كثيرة تعيش حالة مشابهة للحالة الفلسطينية وإن اختلفت هوية المحتل أو الغاصب. المجتمع الدولي لن يكون فقط في مواجهة مقاومة الشعب الفلسطيني بل ومقاومة الشعوب العربية المقهورة لأن المعركة الآن بين دول إرهابية ومؤسسات دولية إرهابية وبين شعوب عربية مقهورة تقاوم من أجل خلاصها، وأنا على ثقة بأن النصر حليف الشعوب العربية المسلمة, والهزيمة مصير (إسرائيل) وحلف الشيطان المتآمر معها.
المصدر : فلسطين أون لاين