بعد 29 عاما على اعلان الاستقلال بالجزائر .. كيف يبدو حلم الدولة ؟
إعداد موقع القدس
قبل نحو 29 عاما أعلن الرئيس الراحل ياسر عرفات قيام الدولة الفلسطينية من الجزائر، لكن الحلم الذي مر ويمر في مخاضات عسيرة لم يسفر بعد عن ولادة الدولة الحلم، بيد ان ملامحها بدأت تتبلور وتتشكل ببطء، لذلك يقف الفلسطينيون اليوم على ناصية الحلم، كما يقول بعض المحللين.
والمتمعن في ظروف مسيرة حلم الدولة وما تمر به من ظروف داخلية وعربية غير مسبوقة من حالة تشتت وتفتت، تبعد فرص تحقيق حلم اقامة الدولة بالمدى المنظور، لكن ما دامت القيمة راسخة بالقلوب سيكون هناك ولادة للدولة الفلسطينية وفق ما اعلنته وثيقة الاستقلال أو بانتقاصات تفرضها قوة الاحتلال، حسب ما يعتقده بعض المراقبين.
ويرى المحلل السياسي، هاني حبيب، في حديث لـ “القدس” دوت كوم، “انه بعد 29 عاما ما زال الاستقلال الواقعي بعيد المنال، على ضوء الوضع الفلسطيني المتأزم وعدم قدرة القيادة الفلسطينية على تجميع الشتات، واستمرار حالة الانقسام بالرغم من الجهود التي تبذل لطيه، اضافة الى استمرار قضم الاراضي الفلسطينية بفعل التوسع الاستيطاني، لذلك فإن الاستقلال الحقيقي يبتعد أكثر في ظل حالة التشتت العربي وخذلان المنظومة الرسمية والشعبية لقضية العرب الأولى التي لم تعد على سلم أولوياته مما أعاق دعم استحقاق قضيته”.
لكن المحلل السياسي، الدكتور عبد المجيد سويلم، يرسم صورة متفائلة، باعتبار ان مسألة الاستقلال لا تقاس زمنيا بهذه البساطة، حيث ان الأهم هو أن المشروع الوطني الفلسطيني في حالة صعود مقابل حالة تراجع للمشروع الصهيوني، مضيفا “فلسطين كانت مطموسة الهوية وكانت خارج اطار الصراع، ولم تكن أكثر من مجرد شعب يعاني من اللجوء والتشرد، واليوم أصبح حقيقة سياسية راسخة في وعي المجتمع الدولي، الذي يعترف الجزء الاكبر منه بدولة فلسطين، وإسرائيل تعاني اليوم من عزلة متصاعدة باعتبارها متمردة على الشرعية الدولية بفعل سياستها العنصرية، والتي ستسقط بقوة إرادة الشعب الفلسطيني وقوة القانون والمجتمع الدولي الذي اسقط نظام الفصل العنصري في جنوب افريقيا ولم يكن أحد يتوقع سقوطه”.
وقال سويلم :”ان الاعتراف بدولة فلسطين جاء نتيجة فعل سياسي ونضالي وكفاحي طويل، هذه الحقيقة السياسية التي حولت القضية من حالة تعاطف إنساني دولي الى حالة تبن للاهداف الوطنية، فالمجتمع الدولي لا يقر بالاحتلال ولا يقر بالاستيطان بينما يقر بشرعية اقامة الدولة الفلسطينية”.
ويرى سويلم “ان الشعب الفلسطيني في حالة صعود تاريخي في مشروعه نحو الاستقلال، والذي سيأتي يوما يكون فيه الشعب الفلسطيني قد انتصر، كما انتصر الشعب في جنوب أفريقيا على النظام العنصري”.
ويرسم سويلم المزيد من التفاؤل بترسخ القضية الفلسطينية بشكل أكبر من أي وقت مضى في نفوس الشعوب العربية، بالرغم مما يجري من تفتت ودمار وحروب طائفية، “حيث لم يمنع ذلك ان تبقى القضية الفلسطينية قضية الشعوب العربية الأولى، اضافة الى أن الأنظمة الرسمية ما زالت تشكل عمقا وطنيا واستراتيجيا، ولن يكون هناك تجاوز للحقوق الفلسطينية وإقامة علاقات مع الاحتلال دون أن يكون هناك تسوية للقضية الفلسطينية بالرغم مما يروج حول ذلك”.
ويعتقد المحلل السياسي، الدكتور رائد نيعرات، “ان الاستقلال الواقعي ما زال بعيداً، لكن بالمعنى الرمزي تم تثبيت هذه القيمة في الثقافة الفلسطينية وبالتوجهات العامة”، مضيفا:” ان مسيرة الحياة من عام 1988 وما بعد 2017 تشير الى أن معطيات هذا الحلم وتحويل القيمة الى واقع في ظل هذه الظروف ما زال بعيد المنال”.
لكن المحلل السياسي، عماد غياظة، يرى “أن بعض احلام الاستقلال بدأت تتحقق من ترسيخ وجود حق الشعب الفلسطيني بالاستقلال على الخارطة الدولية، لكن تحقيق الاستقلال كما جاء في وثيقة اعلان الاستقلال أو دولة قريبة من ذلك، سيحتاج الى الكثير من الوقت والعمل”.
وقال : “إن الظروف الفلسطينية لم تكن مواتية يوما، واليوم تبعث الظروف الداخلية والعربية على اليأس من تحقيق الحلم، لكن التجارب الماضية وهي الأصعب، استطعنا تجاوزها، واليوم نحن موجودون ولا أحد يستيطع نفينا كما كان في السابق
وكالة معراج للأنباء