بلا سفير.. سفارة إيرانية في “إسرائيل”

سفارة إيرانية في إسرائيل - mc-doualiya.com -
سفارة إيرانية في إسرائيل – mc-doualiya.com –

الأحد، 16 ربيع الأول 1437 الموافق 27 ديسمبر / كانون الأول 2015 وكالة معراج للأنباء الإسلامية “مينا”

فلسطين – القدس

علم إيراني معلق إلى جانب العلم الإسرائيلي على مبنى في القدس المحتلة، سترى هذا المشهد عند مرورك من جانب السفارة الإيرانية التي افتتحت بلا سفير ولا فريق دبلوماسي رسمي. فهي مبادرة فنانين إسرائيليين لاستعادة تاريخ العلاقات الإيرانية-الإسرائيلية وللمطالبة أيضاً ببنائها من جديد واستعادتها.

فبحسب صحيفة “هآرتس” العبرية، قامت جموع غفيرة، بينهم فنانون من أصل فارسي، الأسبوع الماضي، بافتتاح “السفارة” الإيرانية في حي التلة الفرنسية في القدس المحتلة، والتي ضمت معارض ثقافية وفنية تبرز الحضارة الفارسية والتاريخ والفن والثقافة الإيرانية، إلى جانب التركيز على العلاقات التاريخية بين الإيرانيين ودولة الاحتلال أو الإسرائيليين.

وأكد القائمون على المبادرة – في تقرير لموقع الخليج أون لاين – أن السفارة هي “سفارة الناس والثقافة”، وأنها دعوة للناس ليعبروا عن إرادتهم بإنشاء علاقات جيدة مع إيران على الرغم من الفجوة والتوتر القائم. كما أن هذه السفارة وما تضمه من زوايا وفعاليات تقع بين التصريحات السياسية والفن التشكيلي، وقد تم تمويلها عن طريق رابطة “همابول” للفن الممولة بدورها من بلدية الاحتلال في القدس.

اقرأ أيضا  توزيع أوامر هدم لجامع “القعقاع” وشقق سكنية في سلوان

وتأتي هذه المبادرة لتطرح تساؤلاً حول ما إذا كان الفن هو تعبير صامت عن رغبة الناس أم أن تأثيره يمكن أن يكون أبعد من ذلك، أي أن يعيد تشكيل الوعي الجمعي ويؤثر في الرأي العام ويغير النظرة تجاه إيران التي عمل الخطاب السياسي لحكومة الاحتلال على مدار سنوات طويلة على شيطنتها.

يذكر أنه قد مر 36 عاماً تقريباً على إغلاق السفارة الإيرانية الرسمية في دولة الاحتلال، وكان ذلك بعد الثورة الإيرانية التي سلّمت الحكم للإسلاميين وحوّلت إيران لجمهورية “إسلامية”. لكن على الرغم من انقطاع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين إلا أن دراسات أجريت في دولة الاحتلال بيّنت أن هذا التوتر كان على صعيد الحكومات فقط وليس الناس.

اقرأ أيضا  إسرائيل و روسيا يتفقان في التنسيق العسكري في سوريا

وعليه تأتي المبادرة الفنية، التي لا تعتبر الأولى من نوعها ولكنها الأبرز، لتفسح مجال الحوار بين الإسرائيليين أنفسهم، والذين يملك جزء منهم أصولاً فارسية، حول العلاقات مع إيران والإيرانيين بعيداً عن الخطاب الإعلامي والسياسي.

وخصصت المبادرة غرفة راديو تبث الأغاني والشعر الإيراني وتتحدث عن الثقافة الإيرانية ليستمع لها جميع الإسرائيليين، كما خصصت غرفاً أخرى لمعارض صور، وتعريفاً بشخصيات إيرانية هامة ومعروفة تاريخياً وثقافياً.

تكمن أهمية هذه المبادرة وشبيهاتها في الفترة التي تقرر تنفيذها فيها، أي أثناء تغيّر مكانة إيران السياسية والاستراتيجية في المنطقة بعد توقيع اتفاق النووي الإيراني مع الدول العظمى والولايات المتحدة الصيف الماضي، وهو ما يدفع الإسرائيليين على ما يبدو لعدم الانصياع للخطاب السياسي المناهض لإيران ومحاولة التأثير بالسياسة عن طريق تشكيل وعي الناس وتغيير أفكارهم ومواقفهم ونظرتهم للإيرانيين.

وفي هذا السياق يذكر أن العلاقات الإيرانية الإسرائيلية توترت بشكل كبير بالأخص فترة استلام بنيامين نتنياهو للحكم، إذ اعتمد في خطاباته وسياسته على التركيز على الخطر الإيراني المحدق الذي يهدد وجود دولة الاحتلال وعن خطورة البرنامج النووي الإيراني.

اقرأ أيضا  مليون فلسطيني اعتقلتهم السلطات الإسرائيلية منذ العام 1967

إلا أن توقيع الاتفاق أدخل السياسة الإسرائيلية في ارتباك حيال هذا الخطاب، وقد توترت العلاقات مع الولايات المتحدة أيضاً على أثر ذلك. ففي حين يقترب رفع العقوبات الأمريكية والأوروبية عن إيران بداية العام المقبل، ترتبك حكومة الاحتلال بخصوص موقفها من إيران فهي ما زالت تراها تشكل خطراً عليها خاصة في ظل الوجود الإيراني البارز في سوريا ولبنان ومشاركته بالتحكم بمجريات الأحداث.

المصدر : فلسطين أون لاين