تحذيرات من إبادة جماعية وتطهير عرقي في إفريقيا الوسطى
الخميس،14 شعبان 1435الموافق12 حزيران/يونيو2014 وكالة معراج للأنباءالإسلامية”مينا”.
افريقيا الوسطى – بانغي
وجدت الأمم المتحدة حاليا ‘أدلة كافية’ على جرائم حرب ارتكبها كلا الطرفين في الصراع الديني الذي اجتاح جمهورية إفريقيا الوسطى، لكنها قللت من أهمية المزاعم التي تفيد بأن البلاد تشهد حالة من التطهير العرقي والإبادة الجماعية.
وقد شهدت جمهورية إفريقيا الوسطى موجة دامية من العنف منذ شهر مارس من العام 2013 عندما استولى متمردو تحالف ‘سيليكا’ Seleka المسلم على العاصمة بانجي ونصبوا ميشيل دجوتوديا، ليكون بذلك أول رئيس مسلم للبلاد، وذلك قبل سلب السلطة منهم بعد مضي خمسة شهور.
وقامت مليشيات ‘أنتي بلاكا’ أو (مناهضة السواطير) التي تنحدر من الأغلبية المسيحية في إفريقيا الوسطى بأعمال انتقامية من ‘سيليكا’، حيث أقدمت على ذبح الآلاف من المسلمين والتشريد القسري لـ آلاف المسلمين.
تطهير عرقي
وقال أنطونيو جوتيريز، المفوض السامي لشؤون اللاجئين في الأمم المتحدة في شهر فبراير الماضي: إن جمهورية إفريقيا الوسطى تشهد ‘تطهيرا عرقيا – دينيا كبيرا’ في حين حذرت منظمة العفو الدولية من مغبة حدوث ‘هجرة جماعية للمسلمين بنسب تاريخية’.
لكن في تقرير حصلت عليه وكالة الأسوشيتيد برس مؤخرا، بدا التقييم من جانب الأمم المتحدة أقل قتامة، حيث وصف الحديث عن التطهير العرقي والمذبحة الجماعية بأنها مسألة سابقة لأوانها.
أوضح التقرير أن ثمة ‘أدلة دامغة موجودة على الأرض والتي تثبت أن أفرادا من كلا طرفي النزاع قد اقترفوا انتهاكات خطيرة بحق القانون الإنساني الدولي بالإضافة إلى جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب’.
وتابع التقرير: ‘لكن الحقيقة التي تذهب إلى أن ثمة بعض الدعاية الإعلامية المناهضة للمسلمين من بعض المناطق غير المسلمة، لا تعني مطلقا أن هناك إبادة جماعية مخططا لها أو حتى أن ثمة أي مؤامرة لارتكاب إبادة جماعية أو نية مبيتة لذلك’.
وأضاف التقرير أن تشريد المسلمين هو أمر ‘حماية ومحافظة على الحياة البشرية، وليس مسألة تطهير عرقي’.
يتهم تقرير الأمم المتحدة أيضا دولتي تشاد والسودان المجاورتين بتأجيج العنف في جمهورية إفريقيا الوسطى، مشيرا إلى أن قوات ‘سيليكا’ تضم مرتزقة من كلتا الدولتين. وشدد التقرير على أنه ‘تتوافر أدلة كافية’ لإثبات أن تشاد قد زودت المتمردين بالدعم العسكري والمالي.
ضغوط ضد الشعب المسلم
وكان الجنرال ‘فرانسيسكو سوريانو’ قائد عملية ‘سانجاريس’ الفرنسية في إفريقيا الوسطى قد صرح مؤخرا بأن عودة جنوده إلى فرنسا ستبدأ اعتبارا من 15 سبتمبر القادم.
وقال الجنرال سوريانو – حسبما ذكر راديو ‘إفريقيا 1’: إن القوات الفرنسية ستمكث في البلاد لحين بدء عمل بعثة حفظ السلام للأمم المتحدة بالكامل حيث من المفترض أن تتولى هذه البعثة المهام رسميا في 15 ديسمبر المقبل.
وحول المخاطر المحتملة من التطهير العرقي في إفريقيا الوسطى، اعترف الجنرال الفرنسي بأن مليشيات مناهضة السواطير تمارس ضغوطا حقيقية على الشعب المسلم.. موضحا أن الوضع يشهد هناك تحسنا، وأضاف أن إفريقيا الوسطى شهدت أزمة استمرت 20 عاما.
يذكر أن الرئيس الفرنسي ‘فرانسوا هولاند’ أطلق هذه العملية في 5 ديسمبر عام 2013 والتي تعد ‘وجيزة’ كما أنها لم يكن من المفترض أن تستمر،وفق alaan.cc .
وكالة معراج للأنباء الإسلامية”مينا”.