تحقيق يكشف علاقة نتنياهو مع لص فرنسي كبير
الخميس 7 رجب 1437// 14 أبريل/نيسان 2016 وكالة معراج للأنباء الإسلامية “مينا”
فلسطين
لا ينفي رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، علاقاته مع أرنو ميمران المشتبه المركزي بسرقة مبالغ طائلة من الخزينة العامة الفرنسية. وبرز اسم نتنياهو في سياق التحقيقات مع ميمران، خاصة على ضوء العلاقات الشخصية والمالية بينهما.
ويتبين من تحقيق صحفي مشترك بين صحيفة ‘هآرتس’ وموقع ‘ميديابارت’ الالكتروني الفرنسي، نشر اليوم الخميس، أن ميمران مشتبه بسرقة 282 مليون يورو على الأقل من الخزينة العامة الفرنسية، حسب وكالة فلسطين اليوم الإخبارية.
ووفقا للتحقيق الصحفي فإن ميمران متهم باختطاف مسؤول في بنك سويسري من قلب الحي السادس عشر في باريس بهدف أن يبتز منه أسهم في شركة كان ميمران شريكا فيها. وقدمت النيابة الفرنسية لائحة اتهام ضد ميمران في قضية الاختطاف والابتزاز هذه.
وتوثّق صورة التقطت في العام 2003، وبعد أن أدين ميمرات بعدد من مخالفات الاحتيال، نتنياهو يقضي إجازة مشتركة مع ميمران في موناكو. ويشير التحقيق إلى علاقات وثيقة بين ميمران ومندوب نتنياهو في فرنسا، عضو البرلمان الفرنسي مئير حبيب.
ووفقا لمحضر التحقيق المرفق بلائحة الاتهام ضد ميمران، يسأل القاضي المحقق ميمران وهو في السجن حول نشاطه عندما كان مسجونا في أيار العام 2015. وأجاب ميمران أنه كان يعمل مدير تسويق لناد خاص باسم ‘كن كلاب’ في الحي السادس عشر بباريس، ويعتبر من أرقى الأماكن في المدينة، ويتقاضى أجرا شهريا بمبلغ 10 آلاف يورو. وفي رده على سؤال القاضي حول تخويله بإدارة التسويق أثناء سجنه، قال ميمران: ‘لقد جلبت أشخاص مشهورين إلى النادي، وهذا الأمر رفع من قيمة النادي، أشخاص مثل السيد نتنياهو، وكان أصحاب النادي راضين جدا’.
وبدا القاضي المحقق متفاجئ، وسأل: ‘هل هؤلاء هم الأشخاص الذين ترافقهم’ ورد ميرمان بالإيجاب. وألح القاضي: ‘هل تقصد نتنياهو رئيس حكومة إسرائيل؟’، ورد ميمران: ‘نعم، إنه هو’. القاضي: ‘وهو (نتنياهو) يأتي إلى هذا النادي؟’. وشرح ميمران أنه في ذلك الوقت كان نتنياهو رئيس حكومة سابق وكان ينتظر ليعود إلى رئاسة الحكومة. وأضاف أنه ‘في هذه الفترة كان يأتي إلى فرنسا أحيانا وكنا نذهب في إجازات إلى جنوب فرنسا. وعندما يكون في باريس، فإنه يسكن عندي’.
ويظهر ميمران في لائحة الاتهام كرئيس عصابة شرس ومحتال ولا يتردد في استخدام العنف من تحقيق مراده. وفي هذا السياق تسرد لائحة الاتهام قصة اختطاف المسؤول المصرفي السويسري. ففي بداية العام الماضي خطفه أربعة رجال متنكرين بزي الشرطة، وأحضروه إلى شقة وحبسوه فيها وتعرض للتهديد والضرب حتى وافق على نقل أوامر ببيع أسهمه في شركة كان ميمران أحد أصحابها. وكان ميمران حاضرا في الشقة.
وقدم المصرفي شكوى في الشرطة واتهم ميمران باختطافه، كما أن أحد الخاطفين اعترف بجرمه لكن رفض الاعتراف على ميمران خوفا وقال: ‘هو قادر على فعل أي شيء’.
والعلاقة الوثيقة بين نتنياهو وميمران ليست موثقة من خلال مداولات المحكمة وإنما من خلال رسالة بخط يد نتنياهو نفسه. ففي سجل المتبرعين التي بلورها نتنياهو في العام 2002، ونشرها الصحافي رافيف دروكر في القناة العاشرة للتلفزيون الإسرائيلي، ذُكر اسم ميرمان في قائمة المتبرعين المهمين. وفي الصفحة التي تشير إلى أسماء المتبرعين من فرنسا كتب نتنياهو اسم ميرمان الشخصي ‘أرنو’، وهو المليونير الوحيد الذي ذكره نتنياهو باسمه الشخصي، ما يدل على العلاقة الحميمة بينهما.
ويذكر أن الصحافي دروكر كان قد كشف عن سفريات نتنياهو وزوجته إلى خارج البلاد على حساب متبرعين. ويتبين من التحقيق الصحفي الحالي أن زوجة نتنياهو، سارة، سافرت إلى خارج البلاد 24 مرة بين آب 1999 وحزيران 2001. وتبين أيضا أنه خلال هذه الفترة، أقل من سنتين، دفع المتبرعون لنتنياهو مبلغ 108 آلاف دولار مقابل رحلات سارة نتنياهو إلى خارج البلاد.
كذلك تبين شهادات جديدة أن ميمران لم يستضف نتنياهو وزوجته في باريس وجنوب فرنسا فقط، وإنما مول أيضا إجازات عائلية لنتنياهو في مواقع تزلج على الثلج في جبال الألب الفرنسية.
وأكد التحقيق الصحفي أن العلاقة بين نتنياهو ميمران وحبيب استمرت بعد أن تولى نتنياهو منصب وزير المالية الإسرائيلي وبعد ذلك عودته إلى رئاسة الحكومة، وكان ميمران في حينه مجرم مُدان. ففي العام 2000 اشتبه ميمران بالمتاجرة في البورصة الأميركية، واضطر هو وشركائه إلى دفع غرامة بمبلغ 1.2 مليون دولار.
ووفقا للتحقيق الصحفي فإن نتنياهو كان يعلم جيدا طبيعة ميمران، لأنه كان يعرف والد ميمران، جاك ميمران، الثري من أعمال العقارات، وكان على رأس قضية فساد حظيت بتسمية ‘رشوة القطارات الكبرى’. وبحسب التهم، رشى جاك ميمران، بين 1987 و1996، عشرات الموظفين البلجيكيين والفرنسيين من أجل أن يفوز بمناقصة مضخمة لمد سكة حديد القطار السريع بين بلجيكا وفرنسا.
وعقب مكتب نتنياهو على التحقيق الصحفي بأن ‘نتنياهو لم يعرف شيئا عن مشاكل قانونية أو جنائية يواجهها أبناء عائلة ميمران في الفترة التي كان على علاقة معهم كمواطن عادي بدءا من العام 2000. في تلك الفترة كانوا عائلة محترمة في المجتمع اليهودي الداعم لإسرائيل’. وأضاف أن ‘بعد تدقيق عميق آخر حول فترة بعيدة منذ 15 عاما، اتضح أنه في تلك الفترة تبرع أرنو ميمران لصالح نشاط نتنياهو العام، وعندما لم يكن يتولى أي منصب. وشمل هذا النشاط ظهور في الإعلام وجولات إعلامية كثيرة في خارج البلاد لصالح دولة إسرائيل وجرى تنفيذها بموجب القانون’.
وأضاف نتنياهو أن ‘جاك ميمران حصل في العام 2006 على وسام جوقة الشرف الفرنسي من وزير المالية الفرنسي. وعلى حد علمنا، القانون الفرنسي يمنع منح هذا الشرف لم أدين بمخالفات جنائية. وإذا كانت حكومة فرنسا لم تعلم بإدانة جاك ميمران فإن نتنياهو لا يمكنه أن يعلم بهذا الأمر طبعا’. لكن تعقيب نتنياهو لم يذكر أن الحكومة الفرنسية سحبت الوسام من ميمران الأب في العام 2009 بأمر من محكمة فرنسية.
وكالة معراج للأنباء الإسلامية “مينا”