تصعيد متبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة ينذر بتوتر أكبر

غزة (معراج)- عاود الطيران الحربي الإسرائيلي (الأربعاء)، شن غارة على قطاع غزة بعد سلسلة غارات ليلية، في مقابل إطلاق نشطاء فلسطينيين قذائف محلية على جنوب إسرائيل.

وقالت مصادر أمنية فلسطينية لوكالة أنباء (شينخوا)، إن طائرة استطلاع إسرائيلية أطلقت ظهر اليوم صاروخا تجاه مجموعة شبان فلسطينيين شرق قطاع غزة من دون إصابات، وفق برناما.

وبحسب المصادر فإن القصف الإسرائيلي استهدف مجموعة شبان كانوا يحاولون إطلاق طائرات ورقية بذيول مشتعلة تجاه الجانب الإسرائيلي من الحدود مع قطاع غزة.

وجاء ذلك بعد شن الطيران الإسرائيلي سلسلة غارات ليلية على مناطق متفرقة من قطاع غزة ما خلف أضرارا مادية من دون وقوع إصابات.

واستهدفت الغارات مواقع تدريب تتبع لكتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس).

وأعلن الناطق باسم الجيش الإسرائيلي افيخاي ادرعي، في بيان، أن “مقاتلات سلاح الجو استهدفت 25 هدفًا في 4 مواقع عسكرية تابعة لحماس من بينها موقع تدريب تحت الأرض”.

وقال ادرعى إن حماس “قادت الليلة الماضية هجوما صاروخيا خطيرا مستهدفةً الجبهة الداخلية في إسرائيل وتقود قطاع غزة وسكانها نحو التصعيد”.

وأضاف إن “حماس تعتبر مسؤولة عن كل ما يجري في قطاع غزة وستتحمل تداعيات نشاطاتها ضد مواطني إسرائيل والجيش سوف يصعّد نشاطاته وفقًا للحاجة ولتقدير الموقف”.

وذكرت مصادر إسرائيلية إنه تم إحصاء إطلاق نحو 30 قذيفة بينها صواريخ محلية أطلقت ليلا من قطاع غزة على جنوب إسرائيل دون إصابات أو أضرار.

وأبرزت كتائب القسام على موقعها الالكتروني الرسمي إطلاق “رشقات صاروخية من القطاع” باتجاه مستوطنات إسرائيلية محاذية للقطاع من دون أن تعلن مسئوليتها عن ذلك بشكل صريح.

وقالت حماس إن “المقاومة الفلسطينية هي من تحدد قواعد الاشتباك مع إسرائيل”.

واعتبر الناطق باسم حماس فوزي برهوم في بيان مقتضب أن “رسالة القصف بالقصف تأكيد على أن المقاومة الفلسطينية هي من يحدد قواعد الاشتباك وعلى طريقتها”.

وأضاف برهوم أن “المقاومة لن تسمح للعدو بالاستفراد بالشعب الفلسطيني أو فرض أي معادلات جديدة وعليه أن يتحمل النتائج”، مؤكدا أن “رد المقاومة على القصف الإسرائيلي حق مشروع”.

من جهته، عقب الناطق باسم حركة الجهاد الإسلامي داود شهاب بأن “غزة ليست ميدان رماية للطائرات الإسرائيلية، والمرحلة التي كان الاحتلال يتحرك فيها وكأنما يتحرك في الفراغ مرحلة انتهت”.

واعتبر شهاب في بيان مقتضب أن “المقاومة من حقها وواجبها الرد بالمثل وفق ما تقرره الظروف الميدانية وما تراه مناسباً”.

وشهد قطاع غزة نهاية الشهر الماضي موجة من التصعيد بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية أثر تبادل غير مسبوق للقصف الصاروخي بين الجانبين.

واستدعى ذلك تدخل جهاز المخابرات المصرية لإجراء اتصالات أفضت إلى استعادة الهدوء في قطاع غزة بموجب اتفاق وقف إطلاق النار الذي رعته مصر صيف العام 2014.

وتشهد حدود قطاع غزة مع إسرائيل توترا اثر مقتل 130 فلسطينيا وإصابة نحو 14700 آخرين بجروح وحالات اختناق منذ 30 مارس الماضي في مواجهات شبه يومية مع الجيش الإسرائيلي ضمن احتجاجات مسيرات العودة على الأطراف الحدودية للقطاع.

ويربط مراقبون في غزة بين التصعيد الحاصل بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل وبدء وفد أمريكي جولة في المنطقة يوم أمس لبحث طرح صفقة القرن لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

ويقول الكاتب والمحلل السياسي من غزة طلال عوكل ل(شينخوا)، إن “إسرائيل تمارس الضغط على الفصائل الفلسطينية في غزة لوقف أي أشكال نضالية تسبب لها الضرر ضمن مسيرات العودة”.

وبحسب عوكل فإنه “لا يوجد مبررات لدى إسرائيل لشن تصعيد واسع في قطاع غزة ولا يوجد لديها مصلحة في ذلك في هذه المرحلة التي يتم الحديث فيها عن طرح صفقة القرن”.

ويقول إن “إسرائيل تحاول ردع مخاطر وتداعيات مسيرات العودة بما في ذلك إطلاق الطائرات الورقية والبالونات الحارقتين بما تسببه لها من إزعاج وأضرار”.

ويضيف إنه “بلا شك فإن التصعيد الحاصل في غزة يبقي يندرج في إطار الحراك السياسي الأمريكي والعربي للتعامل مع ملف القطاع بمعزل عن الضفة الغربية والتمهيد لتنفيذ صفقة القرن لتصفية القضية الفلسطينية عبر إقامة دولة في القطاع فقط”.

من جهته، كتب المحلل السياسي المختص بالشأن الإسرائيلي عدنان أبو عامر على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك) أن تطورات الساعات الأخيرة في غزة تزيد من حدة اقتراب الفصائل الفلسطينية وإسرائيل إلى الزاوية الحرجة التي لا يريدها الطرفين.

ويعتبر أبو عامر أن الفصائل الفلسطينية “ترى أن تثبيتها لمعادلة القصف بالقصف قد تحققت، وأي تراجع عنها سيفقدها أوراقا مهمة حظيت بها؛ في حين تخشى إسرائيل من تراجع قوتها الردعية ولن تتنازل عنها بسهولة”.

وشنت إسرائيل ثلاث عمليات عسكرية واسعة النطاق ضد قطاع غزة، الأولى نهاية العام 2008 وبداية العام 2009، والثانية في نوفمبر 2012 وصولا إلى الهجوم الأخير صيف العام 2014.

وهدد مسئولون إسرائيليون مرارا أخيرا بشن هجوما عسكريا واسع النطاق ضد قطاع غزة لإنهاء حكم حماس فيه بما في ذلك استئناف سياسة الاغتيالات بحق قادة الحركة.

وحذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس في تقرير قدمه لمجلس الأمن الدولي يوم أمس (الثلاثاء)، من أن قطاع غزة على “شفير حرب”، منددا ب”خطوات جميع الأطراف التي أوصلتنا إلى هذا الوضع الخطير والهش”.

وكالة معراج للأنباء

اقرأ أيضا  تركيا: التطبيع مع إسرائيل لا يعني الصمت تجاه استهداف الفلسطينيين
Comments: 0

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.