حفريات صهيونية تدمر آثاراً إسلامية عريقة جنوب الأقصى
الخميس،27محرم1436ه الموافق/20تشرين الثاني2014 وكالة معراج للأنباء الإسلامية”مينا”.
فلسطين المحتلة
ذكرت “مؤسسة الأقصى للوقف والتراث” أن الحفريات الإسرائيلية التى تجرى أسفل وفى محيط المسجد الأقصى المبارك دمرت آثارا إسلامية عريقة.. موضحة أن هذا يأتى بشكل ممنهج للآثار الإسلامية العريقة الممتدة منذ الفترة الأموية وحتى الفترة المتأخرة خاصة ما بين القرب الـ7 والـ11 الميلادى. وأوضحت المؤسسة فى بيان لها مساء أمس الأربعاء أن من ضمن هذه الآثار التى دمرت طبقات أثرية شكلت أحياء سكنية فى الفترة الأموية وأحياء سكنية متكاملة فى الفترة العباسية من ضمنها مقبرة إسلامية. ولفتت إلى أن أذرع الاحتلال الإسرائيلى ومنها ما يسمى بـ”سلطة الآثار الإسرائيلية” و”جمعية إلعاد” الاستيطانية تواصل وبشكل متسارع وبتعاون وثيق جرائمها بحق الآثار الإسلامية العريقة فى مدخل حى وادى “حلوة” جنوب المسجد الأقصى المبارك.
ودعت المؤسسة كل المؤسسات الإسلامية والعربية والفلسطينية والدولية المعنية بشئون الحفظ التراثى والأثرى العمل والتحرك العاجل لإنقاذ ما تبقى من هذه الآثار والتصدى لجرائم الاحتلال ومنع تحويل الموقع إلى مركز تهويدى.
وجاءت تأكيدات المؤسسة وتحذيراتها على إثر زيارات ميدانية متعددة مؤخرا للموقع الذى تبلغ مساحته نحو ستة دونمات وهو فى الأصل أرض فلسطينية صادرتها بلدية الاحتلال فى سنوات السبعين من القرن الماضى وحولته إلى موقف عام يخدم بالدرجة الأولى اليهود الذين يحضرون لساحة البراق. وبينت المؤسسة أنه فى بدايات عام 2000 وضعت جمعية “العاد” الاستيطانية يدها على الموقع وبدأت برسم وعرض مخطط لبناء مركز تهويدى ضخم.
وجاءت تأكيدات المؤسسة بناء على دراسة نشرتها “عيمق شبيه”- وهى مؤسسة تضم بالأساس علماء آثار إسرائيليين ينتقدون استعمال الاحتلال الإسرائيلى البحث والحفريات الأثرية لـ”حاجات ودواع سياسية “، كشفت فيها عن التعاون الوثيق بين ما يسمى بـ”سلطات الآثار الإسرائيلية ” و”جمعية العاد” الاستيطانية فى مخطط تهويد منطقة وادى حلوة وبالذات فى مشروع “مخطط كيدم” عبر الحفريات الواسعة التى تجريها فى الموقع.
ولفتت إلى أن هذا الكشف اعتمد على وثائق ومكاتبات داخلية خاصة بـ”سلطة الآثار” تحصلت عليها مؤسسة “عيمق شبيه” مؤخرا. وبحسب الدراسة المعتمدة على عشرات الوثائق والمكاتبات فإن “سلطة الآثار الإسرائيلية” قامت بمبادرة وتمويل من جمعية “العاد” أواخر عام 2002 وبداية العام 2003 بحفريات واسعة فى الموقع المذكور فى الجهة الجنوبية الغربية من الموقع بعمق 15 مترا- ومع تواصل الحفريات وصل عمق الحفريات إلى 20 مترا- ما أدى إلى كشف نحو خمس طبقات أثرية.
وأشارت إلى أنه تم هدم وتفكيك الأغلبية القصوى من هذه الطبقات.. مبينة أنه بالرجوع إلى تقارير سلطة الآثار من العام نفسه فإن “سلطة الآثار” تعترف بأن معظم الموجودات الأثرية فى الموقع كانت من الفترة الإسلامية المتأخرة أى من الفترة العباسية والأموية بمعنى أن هذه الآثار الإسلامية العريقة تم هدمها وتدميرها بشكل شبه كامل.
وتذكر دراسة “عيمق شبيه” بأن الحفريات تواصلت لافتة إلى أنه فى حفريات عام 2008 والتى جرت بشكل واسع فى مربع آخر من موقع الحفريات حيث وجد خلالها مقبرة إسلامية واسعة- على ما يبدو من الفترة العباسية أو المملوكية- وتم نبش القبور جميعها ونقلها إلى مكان مجهول. ويقول التقرير إنه وبحسب الوثائق فقد تم تجميع عشرات العظام على وجه السرعة بنحو 100 صندوق من أرض الحفرية – المقبرة- ونقلها إلى مكان آخر.
ونبهت المؤسسة إلى أنها استطاعت فى حينه اختراق الحاجز الحديدى المسيج لموقع الحفريات وقامت بالكشف عن بقايا هذه المقبرة ووثقت ورصدت بقايا بعض العظام ورفات الموتى المسلمين، مبينةً أن عمليات الحفر استمرت بل تعمقت فى الموقع نفسه، مما يعنى تدمير المقبرة الإسلامية بالكامل.
ولفت التقرير فى فقراته الأخرى إلى أن موجودات أثرية كثيرة من فترات إسلامية متعاقبة- من ضمنها حى سكنى يضم بيوت وشوارع- تمّ تفكيكها ونقلها من موقع الحفرية.. مبينة أن هذا الأمر يتضح من تحليل متعاقب للمكتشفات الأثرية،وفق اليوم السابع.
وكالة معراج للأنباء الإسلامية”مينا”.